السادس والثلاثون«نهاية مأساوية»

1.4K 58 9
                                    

_الإجازة كانت حلوة يا ترى؟!
قالتها بنبرة متزنة خالية من المشاعر تماماً فهتف الآخر بابتسامة زائفة خوفٍ أن تكتشف ما يخفيه:
_آه كانت ممتعة بجد..!
ثم فرك في أصابعه في توتر بدي متشدقاً:
_أنا طلقت هند للأسف!!
أنهى جملته الأخيرة متحاشياً النظر في عينيها لتطالعه «عفاف» بهدوء هاتفة بنبرة عملية:
_بالنسبة لعلاجك بتاخده؟!
ظهر الارتباك على تقاسيم وجهه ونتيجة ذلك هز ساقية بتوتر مفرط رمقته «عفاف» بنفس نظراتها الهادئة الممزوجة باتزانها مغمغمة وهي ترتشف رشفة من كوب القهوة الساخن:
_كان معاية ابن زيك بالظبط بـ يحب المغامرة التهور بـ يحب إنه يكون قوي دايماً أي أن كانت ظروفه كويسة سيئة.. بس في اختلاف بسيط عنك إنه مش ضعيف ومش بـ يحب يلجأ للمخدرات تحت ظرف إنها مهدئات.
صاح بها بحدة معنفاً إياها ومازالت نظراته تتحاشى عينيها:
_أرجوكِ ألفاظك!!
صاحت به بحدة مماثلة مقاطعة إياه:
_ألفاظي!! هو أنا قولت حاجة غلط!!
هبت واقفة ولوحت بإصبعها في الهواء مغمغمة بقسوة جعلته يتراجع:
_دلوقتي جه الوقت اللي تسمعني، بالنسبة للمخدرات دي أنت هتبطلها، أنتَ لسه في بداية الطريق، وبالنسبة لعلاجك فأنتَ هتكمل فيه، ودا علشان مصلحتنا..!
تابعت وهي تنكزه بأصبعها بصدره بعنف ليتراجع الأخر خطوة بارتباك:
_مصلحتك إنك ترجع لمراتك تتعافى من مرضك، مصلحتي إني هكون دكتورة الكل يهتفت بشاطرتها وإزاي قدرت تعالجك، بالنهاية كل الأطراف ليها غاية واحدة!!
أخذت نفساً عميقاً وعادت ابتسامتها العملية كما كانت أولاً وعاودت تجلس على مقعدها، فخشى نادر منها وخاصة بعد موقفها الأخير فهتف محاولاً الاعتراض:
_بس..!!
قاطعت عبارته بقولها القوي:
_هنتابع علاجنا من غير اعتراضات، اتفقنا؟!
طرقت بأصابعها فوق سطح المكتب لتضغط عليه أكثر منتظرة أجابته النهائية التي ستحكم على كل شيء بينهما فأردف بضيق:
_خلاص ماشي..!!
_ماشي إيه بالظبط؟!
قالتها مستفزة إياه فعقد ذراعيه أمام صدره مجيباً إياها بغيظ امتزج بغضبه:
_ماشي، اتفقنا!!
--------------------------------------
ركض في الممرات الطويلة للمستشفى بحثاً عن زوجته التي اتصلت به وأخبرته بأنها في المستشفى.
رأى طيفها يجلس بجوار غرفة العمليات وهي تبكي بشكل مرعب، توجه نحوها بسرعة بقلب منقبض
_هي فين؟؟!
تدفقت دموع «عين» بغزارة وارتفع صوتها المكتوم بالبكاء:
_هـ هي في غرفة العمليات!!!
أنهت جملتها هنا ووقع قلبه هو عقب كلماتها فوراً،
طالعها محاولاً نفي قولها أو أي شيء..
ولكن بكاؤها.. ارتجافة جسدها يدل على صدق كلماتها الأخيرة،
انهار جسده بجوارها على المقعد وهو مازال مصدوماً
شقيقته الصغرى ستختفي من حياته في لمحة عين
مستحيل أن يحدث مستحيل.
ستعود إليه ستعود..
لن يفقدها أبداً
رمق زوجته بنظراتٍ ضائعة.
يشعر أنه ضعيف، بل أضعف ما يمكن.
ولمَ لا يشعر بالضعف فهو على وشك خسارة أغلى شيء بحياته.
هو قاسٍ أَحياناً عَلَى شقيقَتهِ.
ولٰكن يُقسِمُ أَنهُ يُحِبُّها..
يالله يالله
ترك العنان لمقلتيه، ودفن رأسه بين راحتي يديه محاولاً التحكم في انفعالاته..
ولكن كل محاولاته باءت بالفشل الذريع
لم يستطع كبح مشاعره وانهار باكياً.
لوهلة تذكر كل أحبائه الذين فقدهم في غمضة عين.
والدته.. نوح..
لم يستطع أن يكمل في أفكاره المشتعلة، وهب واقفاً سريعاً، وعلى حين غرة تشبثت «عين» في ذراعه كالطفلة متمتمة برجاء:
_متسبنيش والنبي يا جاسم أنا خايفة.
خرجت آهة خفيضة امتزجت بألمها مردفة ودموعها تنهمر على وجنتيها بغزارة:
_مكنش قصدي، كنت عايزة أحميها والله، أنا عارفة إنك كرهتني أوي، و عايز تسبني.
ليزداد بكاؤها حدة عن قبل مردفة بمرارة:
_وحياتك يا جاسم متسبنيش خليك جمبي دلوقتي، وبعدها سبني براحتك.
طالعها بنظراتٍ..ضائعة.. مؤلمة
كأن كلماتها لوهلة إصابته بسهم في قلبه لتصنع جرحاً..!
يتركها ما هذا الهراء.!!
إنه لا يصدق أنه وجدها كي يتركها.!
إنه يحبها وسيبقى يحبها..
أنها كالنجمة اللامعة في سماء قلبه، تضيء له الدرب، رعتة بحنان ودفء، وبقيت محفوظة في مشاعره كالكنز الثمين..
ربت على كفها المتشبث به بحنان نابع من قلبه، على الرغم من حزنه:
_أنت الوحيدة اللي شاركتي أمي في قلبي.
ثم أخذ نفساً ساخناً مردفاً:
_ بحبك وهفضل أحبك وطالما أنا فيا نفس مش ابطل أقولها أبداً.
جلس بجانبها، وأخذها بين أحضانه لتبكي هي، غرز أنامله بشعرها، ومسح على ظهرها بحنانه المعهود متمتماً محاولاً تهدئتها:
_أنا عمري ما هاسيبك يا عين، عمري!!!!!
--------------------------------------
عقدت يداها فوق سطح المكتب هاتفة بنبرة متزنة:
_اتعرفت على هند إزاي، بمعنى أصح قصتك بدأت إزاي؟!
هو.. هند.. غسان..
رابطة كانت السبب في تكوين كل شيء جميل في حياته..!
نعم كانت نهاية تلك الرابطة التفكك نهائياً
ولكن لا بأس لعل وعسى أن يكون هذا الخير لهما جميعاً.
ثم عادت ذكرياته تجاه هند..
منذ أن رآها عشقها..كان يعشق الأرض التي تسير عليها
عندما سافر هروباً من والده كان يعيش على ذكرياتها
كان يحادث صورتها كل ليلة كأنها أمامه
هي الشيء الوحيد الباقي من ماضيه..
مع أنه يبغض أي شيء يذكره بماضيه..!!
ولكن هي على الأخص يعشق أن ينظر إليها ليلاً ونهاراً لا يمل من تأملها وألا من مراقبتها أبداً،
هند ستبقى سيدة قلبه.. وهو سيبقى خادمها حتى النهاية
وفجأة تدخلت صورة غسان من بين ذكرياته.. ثم صراخها.. ركضها في الرواق.. غسان.
ما هذه الذكرى التي أتت له؟!
لأول مرة يراها...!!
اتسعت مقلتا نادر بدرجة كبيرة، حتى كادت كلتاهما أن تخرجان من محجريهما تسارعت أنفاسه لتكرر «عفاف» سؤالها عليه:
_شوفت إيه يا نادر؟!
أجابها بتلقائية مجيباً إياها بصدق:
_الحقيقة أنا مش فاكر حاجة، حاسس إن في جزء من ذكرياتي أتمسح.
ثم فرك بأصابعه بتوتر انتابه للحظة مغمغماً بمرارة:
_ساعات بحس إن في حد تاني جوايا، حد مخالف ليا في كل حاجة دائماً بيحاول يطلع، حد بيتصرف وأنا بكون مش قادر أتحكم فيه مش قادر أوقف قصاده.
شعرت بجفاف يجتاح حلقها لتهتف بتوتر محاولة الوصول لشيء:
_طب باباك قدرت تهرب منه إزاي؟!
نكس رأسه بخزى ليتذكر كل ذكريات تلك الأيام المؤلمة:
_كان عندي 17 أو 16 مش فاكر بس كل اللي فاكره كنت عايز أهرب بس ساعتها شوفت إعلان عن مدرسة خاصة برا مصر حسيت اللي هو دا وقت تحريري من العذاب فضلت أتحايل على عائلة الرازي أنهم يقنعوا بابا إني أسافر المدرسة دي وكمان علشان هو كان عنده صفقة معاهم بالشغل وأكيد كان عايز يرضيهم بأي طريقة وبالفعل أقنعوا بابا أني أسافر وسافرت من بعد معاناة وعذاب علشان يخليني أتراجع، وكملت حياتي هناك لحد ما خلصت الكلية.
ازدرد ريقه، وارتشف رشفة من كأس المياه ثم تابع:
_كنت خايف أرجع أشوفه تاني وارجع أتعذب تاني!!
_رجعت؟!
سألته بلهفة هز رأسه بانكسار امتزج بقهره:
_مقدرتش!!
لتلقي سؤالاً آخر بهدوء:
_طب هو مات؟
رد عليها سريعاً وعيناه تتلاقى عيناها الحادتان:
_أيوه.!!
ساد الصمت قليلاً، ثم غرز أنامله بخصلات شعره وأنفاسه تتسارع بجنون ليردف بارتباك:
_أقصد لا.. أيوه!!!
دفن رأسه بين يديه وهو يشعر بألم شديد، يكاد رأسه ينفجر من كثر الألم ..
ذهب للكثير من الأطباء بسبب الصداع الذي يصيبه في رأسه
وجميعهما يخبرونه الإجابة نفسها إنه بخير.
حتى أصبح يعتاد على هذا الألم..كما اعتاد على آلام حياته..
هتفت عفاف بشكٍ:
_نحب نكمل، أنت كويس؟!
_لا.
ألقى إجابته، وهب واقفاً مغادراً المكتب لتهتف عفاف خلفه وهي تطالع طيفه:
_في جزء ناقص، نادر مش طبيعي!
--------------------------------------
_أنا عملت إيه فهمني يا باشا؟؟؟!
أنهى معتز جملته الأخيرة بإنهاك وهو ما زال يتلقى اللكمات يميناً ويساراً في وجهه ومعدته، حتى أصبح كالجثة الراكدة.
انحنى سهيل عليه، وطالعها باشمئزاز مغمغماً بحدة:
_ما كان من الأول يا روح أمك!!!
بصق على وجهه، وجذبه من قميصه وبدأ بتزويد قوة اللكمات أكثر لينزف الآخر بغزارة
وجده أخيراً..
لن يتركه يعيش سيقضي عليه هنا حتماً..!
لقد اقترب من محبوبته وثمن هذا قتله..!!
هنا سخر عقله منه..
مازال يحبها حتى بعد فعلتها الشنيعة
غبي.. بل أغبى ما تتوقع،
أي حبيبة تلك التي تخون حبيبها
هي تستحق الموت.. كما يستحق ذلك الحقير الذي أمامه
يكفي هراء يجب أن يفوق من هذا الحب المزيف الذي صنعه له قلبه.
الغبي فقط الذي يتبع قلبه.!!
باغته سهيل بلكمة على فكه للمرة التي لا يعرف عددها
طرحته أرضًا!!
نزف معتز الدماء من أسنانه كذلك تحطم فكه السفلي جراء عنف سهيل المفرط، نهض سهيل من فوقه باصقاً على وجهه باشمئزاز،
مسح الدماء المتناثرة على طرف جبهته، ثم أردف وعيناه تطقان شرراً:
_اشمعنا هي، أتكلم؟!!
حاول الآخر أن يتحرك، ولكن باتت محاولاته بالفشل، واستسلم للكسور التي في جسده هاتفاً والدماء تذرف من بين أسنانه:
_أنا معرفش أنت تقصد إيه.
انحنى سهيل بجذعه للأمام هاتفاً بنبرة مرعبة بعثت الرعب فيه أكثر ما تتوقع بالإضافة إلى نظراته التهديدية التي تشع من عينيه:
_مهرة يالا متعرفهاش، البنت اللي قضيت معاها اليوم كله في الفندق؟!
قوس ما بين حاجبيه محاولاً تذكر الفتاة التي يتحدث عنها لتتسع مقلتاه مصدوماً، لترتجف أوصاله رعباً متمتماً:
_مهرة الرازي؟!!!
لاحت ابتسامة جانبية على شفتيه مردفاً بهدوء ما قبل العاصفة:
_أيوه مهرة الرازي، قولي بقي علاقتك بيها إيه؟!
بلع ريقه تدريجياً محاولاً تبرير أفعاله:
_أنا ماليش ذنب أنا عملت كل دا تحت أوامر مرام بنت عمها.
_مرام؟؟!
_أنا أحكي ليك كل حاجة يا باشا بس والنبي سبني أمشي!
سرد معتز كل شيء حدث في الغرفة وخارجها بخوف شديد ومع كل كلمة كان ينطقها يتلقى بعدها العديد من اللكمات العنيفة من سهيل الذي أخرج طاقته السوداوية كلها به.
_ طب والفيديو؟!
ألقى سؤاله منتظراً الإجابة عن حر من جمر، فأجابه الآخر محاولاً التنفس:
_عملت عليه شوية تعديلات، وبعته لاخوها محاولة مني أني استفز أخوها وآخد فلوس.
كيف أخطأ في حق محبوبته؟!!
كيف لم يسمعها للآخر، كيف؟!!
إنه آسف.. آسف مئة مرة..
هل ستسامحه بعد اعتذاره.. هل ستغفر له؟!
كيف أصبح أسير لعقله هكذا، كيف؟!
وهنا هاجمه عقله بشراسة..
والآن سترمي عليَّ اللوم، لا تنسى أنها ملوثة براءتها ليست مبرراً كافياً لها،
هي غير نقية مجرد بقعة من الحبر لطخت المياه كلها..
يجب أن يبتعد عنها أفضل من أن يتلطخ بحبرها.
هنا صرخ سهيل عليه..
يكفي..يكفي.!!!
مهرة ضحية.!
وهو مازال يحبها، وهذا لن يغير شيئاً!
يا ويل المرء من عقله.. يا ويل!!!
صرخ سهيل بعجالة:
_حسين.!
جاء له المدعو حسين بزعر، ووقف أمامه منتظراً أوامر رب عمله:
_نعم يا بيه؟
التفت له سهيل، وأردف بشر شعر به معتز من خلال كلماته:
_عينك على الواد دا لحد ما أرجع.
خرج من المخزن، واتصل على ابن عمه منتظراً إجابته رد عليه الآخر بصوته المرهق، ولكن سهيل لم يلاحظ وهتف:
_جاسم اسمعني كويس لما بعتلي صورة الواد على الوتس وقولتلي أدور عليه وأنتَ هدور على أختك ومراتك أنا لاقيته، مهرة طلعت ضحية، جاسم متعملهاش حاجة هي مظلومة، قولي أنتَ لاقيتها، صح؟!
بالطبع تخطى سهيل جزء مرام مقرراً أن يتعامل معها هو بطريقته،
بينما جاسم وضع يده على فمه محاولاً التحكم في مشاعره، وبكى بمرارة..
هو سعيد بالطبع أنها بريئة. وأيضاً يشعر بالقهر من أجلها بأنها مرت بتلك المعاناة وحدها على عكس ما وعدها تماماً،
مسكينة ظلمها بجبروته، ولم يستمع لها
يا له من شخص حقير، ويظن نفسه إنه أخ جيد
بل هو أفشل أخ في العالم..
ليته كان مكانها الآن.. ليته..
أردف سهيل بقلق انتابه بعد أن استمع لشهقاته:
_في إيه يا جاسم، هي مهرة كويسة؟!
حبس دموعه، وهتف بقهر امتزج بضعفه:
_مهرة عملت حادثة يا سهيل، مهرة في غرفة العمليات دلوقتي!!!
--------------------------------------
علىٰ الناحية الأخرى..
نهض معتز واقفاً بعد أن فك قيده، والتفت تجاه الحارس الذي كان يعطيه ظهره، ويتحدث في الهاتف مع زوجته -الذي اتضح من خلال المكالمة-، التقط خشبة ضخمة، ثم اتجه نحو الحارس بحرس،
وعلى حين غرة هوى على رأس الحارس بالخشبة السميكة ليسقط الآخر بجسده أرضاً فاقداً وعيه تماماً، بحث معتز على مخرج حتى وجد الباب الخلفي ليخرج ركضاً هرباً من هذا الجحيم،
وصل على الطريق الرئيسي تلفت حوله وفجأة صدح ضوء شاحنة ما تلفت جانبه، ووضع يده على وجهه محاولاً تجنب الإضاءة الشديدة ودون سابق إنذار اصطدمته شاحنة -نقل- ضخمة ليتطاير جسده في الهواء ويسقط أرضاً بلا رحمة
خرج السائق مصدوماً رامقاً ذاك الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
إذاً هذه النهاية..
لكنه لم يمرح كثيراً..
ما زال أمامه الكثير والكثير..
جاء القدر لينتقم منه!!
لم يتوقع أبداً أن تكون نهايته هكذا أبداً
دائماً كان يوقن أن نهايته ستكون على يد إحدى ضحاياه، ولكن لم يتوقع أن نهايته تكون على يد القدر ذات نفسه.
يا لسخرية القدر.!!
هو ليس مذنباً..بل هم المذنبون!!
لقد أخذوا والده منه، وجعلوا والدته تعيش أيامها الأخيرة مقهورة..
بسببهم..!
هو لم يفعل شيئاً سوى الانتقام منهما!
بلع ريقه الجاف تدريجياً، وخانته عيناه بخطين من الدموع سالا على وجنتيه،
أراد فقط أن ينتقم منهما أن يريهم عذابه..
لقد جعلوا والده يطلق والدته وهو كان ينظر ويراقب فقط.
ذل الجميع والدته، واعتبروها جارية عندهما وهو مازال ينظر ويراقب فقط.
ماتت والدته على يد إحدى زوجات والده وهو ما زال ينظر ويراقب فقط.
أراد فقط أن يتوقف على النظر وأن يتنقم.. أن يجلب حق والدته المسلوب منهما جميعاً.
وزع أنظاره الأخيرة حوله فوجد جميع ضحاياه تجتمع حوله..
أحاطوه من جميع الاتجاهات... كما كان يفعل بهما
كل منهما كانت تنظر له بنفس نظرتها الأخيرة.. وأثناء ذلك لمح طيف والدته يقترب من بعيد..
نعم لقد اشتاق لها كثيراً.. إذا كان يعلم إنه عندما سيموت سيراها هكذا.. لكان مات ألف مرة من أجل تلك اللحظة
ولكن لماذا مازالت نظرتها كما هي.. نفس نظرتها الأخيرة قبل موتها نظرة القهر.. الخزى.. الانكسار..
أليست سعيدة بمَ فعله لها.. لقد انتقم لها من جميع النساء..
كانت تقترب خطوة وتتراجع مقابلها ألف خطوة مد يده لها منتظرًا أن تمسكها كما كانت تفعل له هو وصغيراً ولكنه لم يلحق وارتمت يده أرضًا ولفظ نفسه الأخير مودع الحياة وشهواتها للأبد..
لقد مات..
لقد انتهى كل شيء!!!
ضرب الرجل كفيه ببعضهما ثم تحسس بأنامله وجههِ..ثم عيناه المغلقتان متمتماً:
_لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله.

يتبع..
--------------------------------------
عيدكم مبارك💘💘💘💘💘
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر💘💘💘💘
بعتذر عن أي اخطاء إملائية لعدم مراجعة الفصل بسبب العيد والصيام وكدا😔


تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن