التاسع عشر«مات شهيداً»

1.5K 68 19
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما😾🥺
--------------------------------------
خرجت في بهو القصر لتهرب من أنظار الجميع المسلطة عليها وخاصة نظرات زهران إليها
منذ الصباح وهي تصطنع البكاء أمام الجميع.. لتستعطف إياهم وهو لا يقدر ذلك بل يضغط عليها بنظراته..
وأثناء أفكارها المُبعثرة شعرت بأحد يضع يده على كتفها فاستدرات بضيق وهي تظن إنها إحدى الخدم
ولكنها تصنمت من الصدمة عندما وجدت ما هو أبشع من الجحيم
وجدت ماضيها التي هربت منه
وجدت من كانت تخشىٰ إياه منذ زمن
ولكن لماذا عاد!
هل عاد ليطارد إياها!! هذا مستحيل..
تمتمت بتلعثم محاولة نطق اسمهُ من وسط رعبها و ارتباكها:
_بشير!
اتسعت ابتسامته وظهرت أسنانه الصفراء من بين ابتسامته الخبيثة متمتم:
_وحشتيني يا لواحظ، عدة سنين وإحنا مشوفناش بعض..
هتفت برجفة وعينيها غرورقتان بالدموع:
_إنت إيه اللي رجعك بعد السنين دي كلها!
عقد حاجبيه قائلاً بتذمر:
_علشان وحشتيني!
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
اختلس النظرات من فتحة الباب الضيقة محاولاً رؤية ذاك الذي يصلي، فسيطر الرعب في قلبه لوهلة عندما وجد من يضع يده على كتفه فاستدار برأسه بخوف ثم تنفس الصعداء عندما وجدها لواحظ ثم عاود ينظر من فتحة الباب مصوباً فوهة المسدس بالداخل من جديد..
ولكن فجأة تسمر مكانة مصدوماً عندما راه ساجداً بخشوع بدي، فنظر بشير نحو لواحظ متمتماً بريبة:
_ده بيصلي يا لواحظ!
_أيوه عارفة هي دي فرصتك تقتله وتريحنا منه، هو ده المكان الوحيد اللي هيديك فيه ضهرة غير كده لأ!
هز رأسه بإيجاب ولكن بداخله خوف كبير يحسهُ على التراجع وخاصة عندما رأى صابر راكع بخشوع هكذا، فصوب فوهة المسدس –بتردد– نحو ظهر صابر، فـ ارتجفت أطرافه عند قول صابر الأخير:
_اللــه أكـبــر.
قالها صابر بصوتٍ عذب وهو يعتدل في سجوده، فـ زادت رجفة بشير وترقرقت بعينيه الدموع لوهلة، وتراجع بخوفاً للخلف ثم نظر لها بتوسل ورجاء جلي:
_لأ يا لواحظ ده بيصلي مش هقدر اقتله هو وبيصلي.
_اقتله يا بشير..مفيش وقت يلا خلصنا بقا.
ردت عليه هي بنبرة قوية امتزجت بقسوة تعبر عن جمود قلبها وقسوته وكرهها الكبير لمن أحبها حباً لم تجد مثلهُ بعد.. ومقابل هذا الحب حصل هو على «خيانة» لا تغفر ولا تسامح
وصل بها الحال أن تتفق مع عشيقها لقتل زوجها وتتخلص من سجنهُ كما تعتقد هي!
وللأسف أحبها زوجها بل عشقها هي وبناتها ولكنها لا تفهم هذا..
ياللحسرة حقاً!!
راقبت تعابير وجهه فأدركت سريعاً إنه سوف يتراجع فسيطر الرعب على قلبها و اضطربت أنفاسها عند تلك اللحظة فإذا تراجع عن قتله سوف تخسر كثيراً ومن ضمن تلك الخسارة«زهران» لذلك صاحت به بانفعال:
_يـلا بسرعة خلص عليه، لو ضيعت الفرصة دي يا بشير مش هنبقا مع بعض مش هنقدر نعيش العيشة اللي نفسنا فيها..
ألقت أخر كلماتها بنبرة لينه لتثير رغبته فيها ثم احتضنت كفه ووضعته على وجنتها مستغلة نقطة ضعفه وغرامة بها مغمغمة بنبرة مثيرة:
_عشان نعيش مع بعض يا بشير عشان أنا وإنت نبقىٰ مع بعض للأبد من دون خوف من صابر إنه يعرف علاقتنا،  عشاني يا بشير، عشان نعيش في النور زي كل الناس.
شعر بالضعف أمامها فأولاها ظهرة –الغافل– وصوب فوهة المسدس نحو صابر بجمود كأنه تحت سيطرة لواحظ أو بمعنى أصح إنه تحت سيطرتها بالكامل، راقبته هي بفرحة عارمة فـ أخيراً سيتحقق مبتغاها بعد ثوانٍ فألقت ورقتها الأخيرة:
_عشاني يا بشير.
وهنا لم يصبر بشير أكثر وضغط على الزناد  لتنطلق رصاصة مستقره بظهر صابر تماماً، فصعدت ابتسامتها تدريجياً –خلف بشير –عندما وجدت صابر يسقط أمامها أخيراً، هللت اساريرها وأعلنت فوزها..فسمعت صوت صابر المتحشرج وهو ينطق آخر  كلمات له في تلك الحياة بصوتٍ متقطع وعيناه تنزف دمٍ من شدة الألم والقهر:
_اللـه أكـبــر.
ألقى جملته الأخيرة وجثى على ركبتيه لتسيل  الدماء من فمه بغزارة فالتفت برأسه نصف التفاتة نحو الباب من حيث أتت الرصاصة، ليتجمد من الصدمة..
زوجته وصديقة هم الذي بالنهاية استغلوا ظهره وقتلوهُ بكل وحشية.. 
قتلوه ونسيوا المحبة التي بينهم
قتلوه بدمٍ بارد
هنا لم يستطيع التحمل أكثر وبكت عيناه وانهار قلبه معه
طعنَ من ظهره، وَ مِن صديقة ياللقهر..
وَمِن زوجته أيضاً..الذي يثق بها ثقة عمياه ياللحسرة حقاً!
ارتطم جسده على الأرضية، متمتماً وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة:
_ لا إلـه إلا اللـه وأشهد أن محمداً رسول الله.
وهنا فارق الحياة كلها...
وتناثرت دماؤه الدفيئة حوله واختلطت بدموعه العذبة الطاهرة
ربتت لواحظ على كتف بشير و أنظارها مسلطة على جثة صابر أمامها هاتفة بنبرةٍ اقرب لفحيح الأفعي:
_قتل صابر هيفضل الحاجة الوحيدة الصح في حياتك وبكرا تفتكر ده.
--------------------------------------
تقدم منها خطوة ثم أخرى ومع كل خطوة يرتجف قلبها رعباً وتتسارع أنفاسها، فتراجعت سريعاً بجسدها للخلف وهي تبكي بصمت،
دس يديه بجيبي بنطاله وهو يرمقها بنظراتٍ ساخرة مردفاً:
_شكلك افتكرتي أيام زمان يا غالية يا مرات الغالي.
هنا لم تستطيع تحمل الضغط على أعصابها أكثر وانهارت تماماً امامه:
_كفاية لحد هنا يا بشير، كفاية نرجع الماضي تاني إحنا ما صدقنا خلصنا!
ابتسم باستهزاء مرير عندما جالت الكلمة الأخيرة بخاطرة:
_خلصنا إزاي بس يا لواحظ، ده إنتِ اللي قولتي بنفسك الماضي سبب في بناء المستقبل! فـ عايزك بقى توقفي وتشاهدي مستقبلنا هو وبيتبني، واخده بالك إنتِ مستقبلنا أنا وأنتِ!
فصاحت بهِ بتهكم:
_زهران لو شافك هيقتلك!
_خليه مبقاش في حاجة تهمني!
قالها ببرود جلي لكنه توقف عن الحديث فجأةً وازدرد غصته ببطء، فازداد اعنقاد حاجبي لواحظ بقلقٍ وأولته ظهرها لتجد ابنتها تقف أمامها بتوجس، ارتبكت قليلًا ولكنها جمعت شتاتها للحظات وصاحت بانفعال لتخفي آثر ارتباكها:
_مرام بتعملي إيه هنا؟!
هتفت مرام بفظاظة و أنظارها مسلطة على بشير بفضول:
_اتخنقت فيها حاجة كمان!
كادت لواحظ أن تنفجر بها؛ بسبب طريقتها التي تتحدث بها
فقاطعها بشير وهو يتقدم نحوهما ببسمة زائفة:
_خلاص يا لواحظ.
رمقته لواحظ بغيظٍ ولكنه تجاهلها قاصداً و التفت نحو مرام وهو يقول ببسمة مستفزة ليستفز لواحظ بها:
_مرام صح؟!
هزت رأسها بإيجاب فابتسم بصطناع مغمغماً:
_يااه كبرتي أوي يا مرام، أنا اونكل بشير صديق بابا الله يرحمة!
تنحنحت لواحظ بارتباك ثم همست لابنتها:
_طب روحي إنتِ دلوقتي يا مرام
فقاطع بشير عبارتها بنبرة خبيثة تعرفها هي جيداً:
_إيه ده يا لواحظ هانم مش عايزة تعرفيها عليا.
ثم مده يده ليصافح مرام غير مبالياً بـ لواحظ إطلاقا التي تكاد تشتعل في و قفتها، فأردفت مرام ببسمة بشوشة ممزوجة بعفويتها:
_اهلاً يا اونكل حضرتك شرفتنا أتفضل معانا طب!
بادلها بنفس بسمتها هاتفاً:
_معلش خليها مرة تانية أصل جاي من سفر وتعبان.
ثم التفت نحو لواحظ هاتفاً باستفزاز:
_لينا قاعده تاني اكيد يا لواحظ هانم المرة الجاية و هيكون فيها مرام العسولة طبعاً
شعرت بنفور عندما نطق اسم ابنتها بتلك الصيغة ولكنها تعمدت إخفاء هذا حتىٰ لا تشك بها ابنتها فـ رسمت –مضطرة– بسمة زائفة مغمغمة:
_أكيد طبعاً يا بشير باشا.
ثم جذبت ابنتها من مرفقها بقوة مردفة:
_عن إزنك بقى يا بشير باشا، اصل زمان هند دلوقتي تكون مفزوعه  علينا
--------------------------------------
تعلم إن مصيرها سيكون هذا
ولكن لا تعلم إنه سيكون في هذا الوقت تحديداً
وها الآن هي تحترق بلهيب جاسم
وتنتظر ذاك الحكم الذي سيصدر عليها بعد قليل
ولكن هل هتستسلم بسهولة له دون أن تحاول حتى؟!
مستحيل.. من عاداتها عدم الاستسلام حتى إذا كانت ستخسر شيء عزيز عليها بالنهاية!!
طأطأت برأسها وتمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها في تلك اللحظة، فركت بكفيها بقلقٍ هاتفة بدموع زائفة صنعتها بجدارة:
_واللهِ يا جاسم أنا عملت كده مضطرة، والله كل حاجة عملتها كانت غصب عني.
علق على كلماتها ببرود ممزوج باشمئزاز:
_وياترى إنكِ تقولي على أبوكِ ميت دي غصب عنك بردو!
ثم هب واقفاً غير معطي لها الفرصة للدفاع عن نفسها حتى، ليجذب إياها من ذراعها بقوة مغرزاً أظافره بلحمها ليؤلمها:
_ سرقتي ناس كتير ومنهم اللي بيدور عليكِ لحد دلوقتي عشان يرميكِ في السجن ومكفكيش كده وبس، روحتي و خدعتي ابويا وقولتيله إن ابوكِ ميت و عشان إيه؟!
عشان الفلوس والشُهرة، إنتِ واحدة نصابة مكانها في السجن بين المجرمين اللي إنتِ أصلاً مفيش فرق بينك وبينهم،
ثم دفعها بإهمال وألقى العقد عليها بطريقة مهينة مردفاً بضجر:
_إنتِ مكانك تحت رجل أبويا..
لم تستطيع السماع أكثر وبكت..بكت بحرقة لأول مرة في حياتها
وصل حالها أن تصبح مجرد رخيصة أمام شخصاً كانت تتمنىٰ يوماً أن يركع على قدميه أمامها ليترجاها ولكن يبدوا سيحدث العكس الآن!!
العكس!! مستحيل كرامتها لا تسمح لذلك ولن و لم تسمح أبداً!
رمقها بنظراتٍ استحقارية جعلتها تشعر بالنفور من نفسها أكثر منه هو شخصياً، هتف الآخر بعينان يطقان توهجاً متوعداً:
_العائلة كلها لازم تعرف إنك خدعتيهم في كل حاجة حتى في حكاية ابوكِ.. وكمان تخيلي كده لما الناس اللي سرقتيهم يعرفوا مكانك مش بعيد يقتلوكِ و يتخلصوا من جثتك يا عين هانم
أنهىٰ جملته الأخيرة باستهزاء مرير
الحقير! أحاط إياها من جميع الجهات
ظنت إنها ستنفد من أسفل يده
ولكن حدث العكس وأصبحت أسيرة تحت يده..
تباً..!
دموعها بدأت تنساب دون أن تدرك وقلبها يكاد ينفطر حزنا على ما وصلت له، فقالت بانهيار تام:
_أرجوك يا جاسم متقولش لحد الحقيقة أنا كده هخسر كل حاجة أنا ممكن أخسر حياتي أرجوك.
لأول مرة تتوسل أحد بتلك الطريقة
هي التي كانت دائماً مرفوعة الرأس الآن تتوسل من شخصٍ كانت تدعوا دائماً إن هو الذي يأتي ويتوسل منها وليس العكس..
هي بالبداية أخطأت جاسم كان يجب أن يقضي عليه قبل إي أحد
ولكن هي استمعت لصديقتها وتركته يرحل بسلام
ليتها في تلك اللحظة كانت استمعت إلى بشير وقضت عليه قبل أن يقضي عليها هو
ولكن بعد ماذا.. لقد فات الأوان..
لم تستطيع ساقيها حملها أكثر و انهارا هما كذلك على الأرضية، لوهلة إصابتها نوبات بكائية تفاجأ بها هو وتصنم أمامها بصدمة، فبكت الأخرى أكثر ورددت لنفسها بعذاب..
تباً للأموال التي تجعلها ذليلة  لجاسم وغيره..
حسناً من أجل عائلتها فقط ستصبر على ذل جاسم لها.. من أجلهما فقط
طالعها جاسم باندهاش فهو كان يظن إنها ليس لها قلب بالأساس كي تبكي، فـ من الذي تطلق على والدها أنه ميتٍ كيف يكن لديها قلب بعد كل هذا،
حتى إذا كان من أجل المال والشهرة لا تفعل ذلك، كيف تنسى من اعتنى وحملها من بعد والدتها
وهو الآن متأكد تماماً بأنها تبكي ليس من أجل شعورها بالندم بل من أجل –خوفها– من خسارة المال والشُهرة
ردد لنفسه بقسوة لم يعدها قبلاً..
أنها حقاً تستحق هذه المعاناة وهذا الألم جزاءً بِما فعلته من خداعٍ وكذب على الآخرين
فأردفت «عين» من بين شهقاتها المتتالية وقلبها يتقطع  من شدة الألم والقهر:
_إنت عمرك ما تحس بيا والا هتعرف أنا عملت كده ليه.. عمرك يا جاسم.
طالعها بغضب فهي بعد كل هذا قادرة على النطق..
ولكن الحقيقة جاسم ليس غاضب منها بل يشعر بالغيرة أو بمعنى أصح يحسدها على حياتها..
فهو يتمنىٰ من أعماق قلبهِ أن يجد أبٍ يحبه..
وهي التي لديها أب يحبها جعلته ميتٍ أمام الجميع
ومن أجل ماذا؟! المال والشهرة
ياللخسارة حقاً.. كم إن الحياة ليس عادلة بصحيح..
حرمتهُ هو..و أعطتها هي!
انحنى بجسده لها وطالعها بقسوة اكتسبها من على مر السنين فرفعت الأخرى عينيها المتلقلقة بالدموع التي امتزجت بحسرتها.. وآلمها .. وانهيارها .. كل دمعه تنهمر على وجنتيها كانت تعبر عن ضعفها.. خذلانها.. كسرتها
وللأسف هو لا يرى ذلك سوى ضعفها، فأردف بنبرة مسمومة مستغل ضعفها الجلي عليها:
_ موافق مبلغش عليكِ الناس إلي سرقتيهم  ومش أعرف العائلة حقيقتك، بس بـشـرط واحد!
للحظاتٍ أصبح مثل الأسد الذي لا يرىٰ سوى ضعف فريسته لينقض عليها مستغل ضعفها..وبعدها يتركها ولكن بعد ماذا؟!بعد أن حطمها تماماً وجعل كل من يمر ينهش بها 
بينما هي ظهر بريق الأمل في عينيها وكأنها أخيراً ستتحرر من سجن فرض عليها
ظهرت لهفتها على تعابير وجهها تلازماً مع نطق كلماته الأخيرة، فأردف الآخر ببسمة جانبية على ثغره:
_نتجوز!!
--------------------------------------
متنسوش تضغطوا على الفوت يا سكاكر🥰💗

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن