السادس عشر«لقد ماتت»

2.1K 102 3
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما😾🥹
--------------------------------------
هذه النهاية!!
لكلا الأثنين محمود وجاسم!
محمود سيحترق في الجحيم..
وجاسم سيحترق في الحياة..
والغريب في الأمر هما الذين قرروا إحراق نفسهم بيدهم دون تفكير حتىٰ..
أجل جاسم سيقتل لدافع معين، ولكن هذا لا ينفي إنه على خطأ..
القتل جريمةً بشعةً.. أشبه بالجحيم حقاً
أخذت نفسًا عميقًا ثم قالت بهدوء عجيب عكس ما توقعه منها –هو–:
_أنا آسفة
ضيق عينيهِ بعدم فهم محاولًا استيعاب كلماتها
هل اعتذرت منه للتو لأنها شعرت باليأس من الجدال معه؟!
أما رأئت أنه لن يقتنع أبدًا؟!
أما أنها وجدت إنه على حق!
أسئلةً كثيرةً دارت بعقلةِ ليس لها جواب بعد اعتذارها هذا، الذي من المؤكد خلفة شيٍء مرعبٍ
وفجأة صدر صوت صفارات سيارات الشرطة
ليتلفت حاولهُ بصدمة غير مستوعبٌ ما يحدث
إلا عندما لمح طيف سيارات الشرطة تقترب من المخزن الموجود فيه محمود
كما توقع..لم يكن اعتذار عابر
كان اعتذرا خلفة كارثة
إلتفت لها وعيناهِ يطقان شررًا ولكنها تجاهلت نظراتهِ:
_عملتيها!
رفعت ذراعيها جوارها وهي تهتف في استسلام:
_آسفة بس إنت اللي خليتني اضطر اعمل كده
ليتحرك نحو المخزن غير مهتمًا بها من رغم إنه بداخله شيء يحسه على الانقضاض عليها، لتوقفهِ الأخرى –من الخلف– عن التحرك بقولها الصريح:
_لو روحت هتدخل في قضية وهيقولوا عليك إنك كنت مخبي محمود في المخزن عندك وساعتها هتلبس قضية معتبرة وياريت بعد كل ده هتقدر تحصل على انتقامك فـ الأفضل متروحش
اللعينة!
لقد لعبتْ بالطريقة الصح
وهذا نتيجة لعبها الجيد..
استدار بجسده لها ثم تجمد لوهلة وهو لا يصدق إنه تم خداعة من قَبِل فتاة بكل سهولة..
ضحك بهستيرية غير مصدق إنه وقع بفخها، حاول عقلة نفي ما يحدث ولكن عيناهِ أكدت كل شيء حاوله،
ولكن كيف يصدق؟!
كيف يصدق إنه انهزم أمام فتاة؟ كيف؟!
ضحكت الأخرى معه كالبلهاء وهي تظن إنه فقد عقلة من هول الصدمة
توقف عن الضحك أخيرًا بعد أن استوعب الأمر وإنه تم النصب عليه منذ دقائق، وضع كلتا يديه على رأسه محاولًا استيعاب الأمر ليهتف من هول الصدمة:
_إزاي؟!
ابتسمت تدريجيًا وهي تتذكر كيف خدعت إياه بكل سهولة دون أن يكشف إياها
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
_خلاص هروح معاكِ..هو أصلًا مش هيسمعلنا
صعدت بسمة خبيثة على ثغر استبرق عقب حديث عين لتهتف بُخبث:
_بس ممكن يسمع لبنت عمته!
كركرت ضاحكة ساخرة منها:
_يسمعني أنا..ده عنده يطيق العمى ميطقنيش أنا
هتفت بيأس:
_على الأقل نحاول
_طب لو المحاولة فشلت يروح أمك!
زفرت بضيقٍ محاولة التفكير ثم صاحت فجأة بحماس:
_بصي لو اقتنع خير وبركة ولو مقتنعش خير وبركة برضوا
قوست ما بين حاجبيها بعدم فهم:
_إزاي يعني؟! 
تنهدت وهي تجيب إياها:
_إحنا هنبلغ الشرطة قبل ما تروحي وإنتِ بقى تحاولي تلهي جاسم معاكِ في الكلام لحد ما تيجي الشرطة وتقبض على محمود.
--------------------------------------
تلفت حاوله بعصبية ثم صرخ بقوة محاولًا إخراج شحنته الغاضبة لتنتفض الأخرى برعب منه
لقد تلاعبت به هي وصديقتها..
وهو لم يلاحظ هذا..أخرق حقاً
اللعينة فازت عليه للمرة الثانية على التوالي!
أطلق سبات خافتةٍ من فوه لاعنًا إياها بداخله..
يريد أن ينقض عليها ويقطع كل جزء بجسدها
وما يمنعه من ذلك إنها فتاة
لذلك حاول تماسك أعصابه أمامها
ولكن سيأتي وقت وينفجر بها
لذلك لا تختبر صبره 
--------------------------------------
صعد سيارته ومازال صدره يحرقه ثم أدار المحرك واستدار برأسه ليتحرك بالسيارة في الاتجاة العكسي متجهًا إلى القصر غير مهتمًا بالواقفة جانبًا
وقفت كالبلهاء ثم عقدت ذراعيها امام صدرها متمتمة لنفسها بأمل:
_أكيد هيرجع يوصلني أصل أكيد مش هيسيب بنت كيوت زي واقفة كده في وقت متاخر
تمنت بداخلها أن لا يخيب أملها
إذا لم يعود ستبقى واقفة وحيدةً بالشارع
ويمكن أن يتعرض لها أحد في ذلك الوقت المتاخر
لذلك سيعود وبالأول والأخير أنها ابنه عمته لذلك سيعود بالتأكيد
عدة دقائق عليها كالدهر وهي تفكر..وتفكر
منتظرة إياه أن يعود ولا يخيب آمالها مثل الآخرين
وبالفعل عاد بسيارته لها ولم يخيب أملها،
كما توقعت بالضبط
عاد ليأخذها معه بالرغم ما فعلته به
هللت اساريرها عندما صف سيارته أمامها،
لتقترب منه بثقل مزيف في خطواتها ثم نظرت له من طرف عينها:
_مكنتش رجعت وتعبت نفسك و..
قطع عبارتها وهو يرمق إياها عبر زجاج السيارة مردفًا بنبرة محذرة:
_شش أنا جيت عشان اقولك حاجة بس،  متورنيش وشك تاني عشان لو شوفته هقتلك اللهم أحظُر اللهم أشهد
فغر فمها عقب كلماته ثم تنحنحت بحرجٍ..
البلهاء ظنت إنه عاد إليها..
بل إنه عاد ليهدد إياها ويرحل مرةً أخرى
انطلق بسيارته، تاركها وحيدة غير مهتمًا بها إطلاقًا لتقف هي بصدمة تطالع في أثر السيارة
وأخيرًا خرجت من صدمتها ثم صاحت بانفعال وهي تسب في أثرهِ:
_سافل..!
--------------------------------------
فأردفت بسخرية:
_صدفة غريبة أوي
ثم جلست على المقعد بجوارهِ ليتنحنح الآخر بخشونة هامسًا بسخرية لازعة:
_غريبة أمم؟!
طالعته رفقة من طرف عينها عقب كلماتهِ ثم تمتمت لنفسها بغيظٍ:
_مستفز.
_أنا ماشي
هب واقفًا ثم أولاها ظهره ودس يده بجيب بنطاله ليخرج هاتفه ليتحدث عبر الهاتف بهدوء ادهشها:
_غسان إنتَ في المكتب.. طب سلام
ثم أغلق الهاتف وادخله بجيب بنطاله و استدار برأسه نصف استدارة هاتفًا:
_أتمنى الصدفة دي متقررش تاني.
اتسعت ملقتيها حتى كادت كلتاهما أن يخرجان من محجريهما عقب كلماتهِ الأخيرة
--------------------------------------
عدة ثلاث أشهُر على وفاة نوح وحاول الجميع تناسى الأمر وما بين تلك المدة حاول سهيل وجميع العائلة إصلاح علاقة محسن و صفاء ولكن محاولتهم باتت بالفشل، بينما عين منذ أخر مرة قابلت جاسم لم تقابل إياه مرة أخرى وكلما تراه تهرب منه مثلما أراد –هو– منذ البداية، تقربت من زهران وعلاقتها أصبحت جيدة به وبالرغم من ذلك مازالت تبحث عن طريقة لنهب إياه
--------------------------------------
هتف الحارس الذي تعرف عليها سريعًا من كثرة ترددها:
_هنقفل يا هانم يلا.
استدرات استبرق بجسدها له ثم أومأت برأسها والتفتت نحو مكان مقبرته ثم قرأت له الفاتحة بخشوع وبعدها تحسست بأناملها شاهد القبر بحزن
لتخرج بعدها وهي تبحث عن السيارة التي بانتظارها
وأثناء ذلك صف أحدهم سيارته أمامها ليحجم الرؤية عن بصرها، ليترجل ذاك الشخص من سيارته الفاخرة، التفت إليها ليقترب منها مرحبًا بها:
_أهلًا يا أستاذة استبرق.. إنتِ لسه بتيجي لحد دلوقتي
ضيقت عيناها محاولة تذكر إياه لتغمغم:
_أستاذ يحيى صح؟!
ابتسم لها ومسح براحة يده على خصلات شعره وهو يقول بحرجٍ:
_إنتِ نستيني بالسرعة دي
ثم تابع بجدية:
_تحبي أوصلك
_لأ شكراً.. انا السواق مستنيني برا
ثم بلعت ريقها الجاف وهي تقول برجاء:
_هو ممكن حضرتك متقولش«لعين»إني زورت قبر نوح.
_حاضر، بس ليه؟!
نبس تلك الكلمات الأخيرة بفضول لتقطع فضوله بقولها المحرج له:
_وده هيفيدك بإيه لو عرفت!
تنحنح بحرجٍ بدى عليه محاولًا إخفاءه
--------------------------------------
وقفت أمام باب غرفة مكتب زهران ثم رفعت يدها وضعتها على قلبها، لتطمن قلبها أن لا داعي للخوف، و أن لم تستمع لوالدتها سوف تخسر جاسم للأبد لذلك يجب أن تضحي قليلًا لتحصل عليه
هي لا تستطيع خسارة من أدمنه قلبها قبل عقلها،
بالأساس هي ليس لديها خيار آخر،
يجب أن تصغي لوالدتها لترجع جاسم إليها مرةً أخرى
وإن لم تفعل ستخسر حبيب طفولتها وحبيب عمرها،
بللت شفتيها  بخوف وأناملها تقترب من الباب ببطء تكاد تلامس الباب ولكنها تراجعت سريعًا على آخر لحظة لتتنفس بعمق محاولة تجميع شتاتها وليت بعد كل هذا تستطيع، شجعت نفسها أن لا داعي للخوف ورفعت أناملها لتطرق على الباب سريعًا قبل أن يحدث شيء يجعلها تتراجع
سمع طرقات خفيفة على باب مكتبه فأمر بالدلوف و رفع رأسه عن الورق التي بين يديه، ثم نظر إلى تلك التي تتقدم اتجاهه بخطواتٍ مترددة، فأردف بحزم امتزج بنفاذ صبر:
_خير يا مرام!
بلعت غصتها ثم تمتمت من بين شفتيها:
_أنا عايزة اقولك حاجة يا عمي!
قوس حاجبيه وشبك يديه ببعضهما على المكتب قائلًا:
_اتفضلي قولي!
سردت له كل شيء حدث بمكتب الشركة –منذ ثلاث أشهُر– مع جاسم بشفتان مرتجفان و رأس منحني بخزىٰ، لينهض زهران ويقترب منها وهو يصيح بها بغضب امتلكه في لحظاتٍ:
_أنا عاملتك على إنك بنتي مفرقتش بينك وبين مهرة.. بس أنتِ عايزة تحطي رأسي بالأرض
للأسف خيبت ظنه،
وبسببها قدم جاسم استقالته من الشركة
مرام تستحق العقاب أي أن يكن
حاولت أن تبرر له موقفها فرفع يده أمام وجهها  لتصمت ليتابع الآخر بعصبية حاول قدر الإمكان السيطرة عليه:
_مخوفتيش من ربنا.. أنتِ نسيتي عقاب ربنا يا مرام ولا أمك اللي نسيتك كل ده.. أنا مش أعاقبك شعورك بالذنب بحدهِ وذاتهِ عقاب.. اخرجي برا يا مرام ومش عايز اشوف وشك قدامي بالبيت
ثم ضرب بكفه على سطح المكتب بندمٍ امتزج بحزن ليردف بهياجٍ أرعبها وجعلها ترتجف في وقفتها:
_بــرا!!
ياللخسارة!
خسرت الآن عمها الذي بمثابة والدها أو بمعنى أصح خسرت ورقتها الرابحة –عمها–
اللعنه على والدتها ونصائحها الخاسرة..
أندفعت للخارج سريعًا وعبراتها تنهمر على وجنتيها بغزارة، لاعنة نفسها إنها استمعت إلى شيطان والدتها
ليتها لم تستمع لوسواس والدتها
ليتها..
--------------------------------------
اصطدمت بـ«يحيى» أثناء هروبها من مكتب زهران، رفعت عينيها المتلقلقة بالعبرات له:
_أنا آسفة
تخطت إياه متحاشية النظر له وبالذات وهي بتلك الحالة السيئة، فاعترض الآخر طريقها بخوفًا غير مهتمًا بهروبها منه،  ليلمح بعيناهِ عبراتها:
_بتبكي ليه؟حد عاملك حاجة! 
كفكفت عبراتها بكفيها ثم هزت رأسها بنفي وهي تصتنع الجمود:
_لا مش ببكي ده تراب دخل في عيني متشغلش في بالك
نظر إلى عينيها وهو يقرأ ما بهما ليردف بصدر يحترق من الغيرة عليها:
_بتبكي عشان جاسم؟ بتبكي على واحد عمره ما حَبك، جاسم بيعتبرك أخته يا مرام فوقي وشوفي مين بيحبك بجد.
نبس تلك الكلمات وكأنه يرشدها إليه ويترجاها أن ترىٰ عشقه.. لو لمرة واحدة فقط
والأخرى بلهاء تركض خلف شخص لم يحمل ذرة حب واحدة لها
وتاركة شخص لا شيء يستطيع قياس مدى حبه لها..
إنه هو الحُب من طرف واحد مؤلم حقاً للقلب
هبطت عبراتها وقلبها ينزف آلمًا من بعد كلمات يحيى، كلماته جرحتها أكثر من ذو قبل
هي بالفعل تبكي بسبب شخصٍ لم يعتبرها يوماً حبيبتهِ..
تبكي من أجل شخص يهرب منها كلما يراها..
تبكي من أجل شخص كل مرة يصيبها بسهم حاد ولا يكترث بذلك
ياللحسرة!
راقب يحيى دموعها التي تنساب على وجنتاها الوردية ليؤلمه قلبه مرارًا وتكرارًا، لاعنا جاسم بداخله؛ فهو السبب أن تبكي تلك الأميرة
بل تستحق لقب الملكة.. ملكة قلبه
سحبت مرام نفسًا عميقًا محاولة تصنع الثبات له:
_شكراً.. بس أنا مش محتاجة حاجة من حد.
أنها تعلم أنه يحمل لها بعض المشاعر
ولكنها تتجاهلها تماماً.. هي تحب جاسم وفقط.
انصرفت من أمامه وبقى هو واقفًا يطالع في أثرها بقلبٍ حزين،
تمنى من أعماق قلبه أن تصبح له يوماً ما..
هذا حلم!! ولكن يمكن أن يصبح حقيقة..
وهو سينتظر ذاك اليوم الذي سيصبح هذا الحلم حقيقة ملموسة
--------------------------------------
جلست عين على المقعد مقابل المكتب بتوتر جلي:
_حضرتك طلبتني
أومأ بإيجاب ثم قال بقتضاب:
_هو أنتِ كنتِ عارفة إن جاسم مظلوم.. ومرام هي اللي اتزقت عليه
ضيقت عيناها محاولة استيعاب كلماتهِ وفجأة اتسعت حدقتاها بصدمة عندما تذكرت حادثة مرام في الشركة لتفهم مغزى حديث زهران،  وسريعًا نفت كلماته وقلبها يخفق رعبٍ من اكتشاف الحقيقة:
_لأ أبدًا.. وليه أصوره لو كنت عارفة إنه مظلوم أنا صورت بس اللي شوفته، و أنتَ عارف كويس حضرتك إني بعز جاسم أوي لأنه أبن خالي المفضل
هتف في سخرية عقب كلماتها:
_ما هو واضح!
_إيه
_لأ مفيش..
تنحنحت بحرجٍ مردفة:
_بخصوص أنك فتحت الموضوع ده..أنا لاقيت واحد مناسب يشتغل مكان جاسم في الشركة، بسم الله مشاءلله يعني شاطر أوي في المحاسبة ومحترم جدا..ومش بتاع بنات أبداً..و متدين كمان جداً.. بيحب شغله أوي وحط تحت بيحب شغله خط.
كل كلمه نطقتها وهي تستغفر ربها بداخلها على تلك الكاذبات؛ حسام لا يعرف شيء يسمى احترام، هاتفه لا يحتوي إلا على أرقام فتيات، ولا يخطو المسجد إلا كل مناسبة عيد ليس إلا.. ولكن كلمة الحق أنه يُحب عمله كثيراً
_تمام خليه يجي بكرا الشركة ونشوف كلامك صح وألا غلط
ألقى كلماته وعاد إلى أوراقه مرة أخرى حينها عين صعدت ابتسامة ماكرة على وجهها مغمغمة:
_شكراً أوي لحضرتك..
--------------------------------------
طالع السيجارة التي بين أنامله بسخرية مريرة
منذ حادثة نوح وهو تغير.. تغير كثيرًا
ومن إحدى تغيراته عاد إلى التدخين مرةً أخرى
من بعد انقطاع خمس أعوام
ردد لنفسه بقهر..
هو الآن لا شيء من دون نوح..
من دون نوح هو جسد بلا روح و لا قلب
انسابت دموعه على وجنتاه بحسرة،
وفي لحظة تمنى لو يذهب لشقيقة..
راقبته مهرة بحزن لتتسارع دقات قلبها لرؤيته بهذا الضعف
لا تعرف لماذا بدأ قلبها يسحبها له
وضعت راحة يدها على قلبها وهي تشعر بدقات
قلبها المتسارعة المتلهفة نحو سهيل
جزء بداخلها يجبرها على التقدم نحوه
وجزء أخر بداخلها يخشىٰ الاقتراب ويفضل الانسحاب
لذلك حسم هذا الصراع ضميرها وهو يحسها على التقدم نحوَ سهيل والوقوف بجانبه في تلك اللحظة
جلست بجوارهِ ولم يشعر الآخر بوجودها إلا عندما وجد كفها يحاوط كفه المتحرر، أدار رأسه نحوها ثم عاود ينظر للأمام محاولًا تحاشي النظر لعينيها حتى لا يظهر ضعفه أمامها ولا يعرف إنها شعرت به، تمتمت بصوتٍ مرتجف محاولة تمالك نفسها:
_إنت مكنتش بتدخن
طالعها بنظرات غريبة لم تستطيع ترجمتها ليهتف بصوتٍ متحشرج:
_عايزة من واحد خسر أخوة وأبوة و أمة أطلقوا يعمل إيه؟!
شدت على كفه ثم أخذت نفسًا عميقًا مطالعه إياه بنظرات عميقة:
_عارفة إن كل حاجة تغيرت بس واثقة أنك مش هتتغير مهما حصل.
شبكت أصابعها باصبعهِ أكثر رامقه إياه بعينان يفيضان الحنان:
_سهيل هيفضل سهيل مهما حصل ومهما تغيرت أحوال الدنيا.
نظر إلى يدها التي تحتضن كفه ثم إنحنى برأسه مسندا إياها على كتفها لتثير قشعريرها بجسدها غير إيرادية، شاعره بسخونة غريبة تسري بجسدها عند اقترابهِ منها بتلك الطريقة، ليغمغم الآخر بضعف:
_أنا مش قادر اكمل!
إلتفتت برأسها له مقاطعه إياه بحزم ممزوج برجاء:
_هتكمل عشاني.
لتقتحم عليهما إحسان دافعه الباب لتنتفض مهرة وتبتعد عنه بقلقٍ حينها إحسان لم تنتبهي لها وصاحت بنهيار وكلماتٍ متقطعة:
_سهيل الحقني.. صـ صفاء مش بتصحى.. أمك ماتت.
--------------------------------------
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر🥹💗

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن