الواحد والعشرون«اعترف بحبه»

1.5K 70 21
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما😾🥺
--------------------------------------
خرج من غرفته وعلى محياه بسمة مشرقة على  عكس عادته تماماً؛ وسبب ذلك موافقة «عين» على زواجهما الذي جعله في قمة سعادته.
قاطع أفكاره اصطدامهُ في مرام، ابتسم لها على عكس عادته معها مغمغماً:
_صباح الخير.
رمقته بصدمة غير مستوعبة إنه يخاطبها هي، نظرت حولها ببلاهة وهي تظن إنه يخاطب أحد غيرها
ولكن لم تكن إلا الوحيدة التي تقف بالرواق
عقدت ما بين حاجبيها محاولة الإدراك مردده لنفسها
هل يمكن مشاعره تغيرت تجاهها
ولِمَ لا..!!!
تخطىء إياها غير مبالي بها تماماً، فتوقف فجأة واستدار بجسده نصف استدارة قائلاً:
_حاولي تبعدي عن شلة النادي شوية!
ألقى كلماته لـ نصيحتها وليس شيء آخر ولكن عقلها ترجم لها أشياء هي تتمناها، فجعلها تتفوه بكلماتٍ ليس في الحسبان:
_بتغير عليا، صح؟!!
رمقته بأمل متوقعة كلماتٍ ترضي فؤادها..
فطالعها بنظراتٍ مشمئزة ثم صاح بها بتشنح غير إرادي:
_أنا أغير عليكِ أنتِ، ياشيخة تفي من بقك، أغير عليكِ إيه بس.. دي شكلها هبت منك بجد.
فهو كلما يتحدث معها تقلب حديثه على هواها لذلك قصد إحراجها..
هو لا يريد جرحها هكذا ولكن ليس باليد حيلة
زمت شفتيها للأمام بحرجٍ محاولة فهم ذاك الذي كاد يفقدها عقلها
ايحبها أما لا يحبها لا تعرف ولكن مصيرها ستعرف!!
آه لو يعلم فقط إنها تموت شوقاً لتحصل فقط على نظرة منه..
لو يعلم فقط..!!!!
كل هذا وكان يراقبهما يحيىٰ عن طريق الصدفة، كان سيرحل ولكن فضوله أوقفه واستمع لهم بفضول..
تمنى للحظة أن يفقد بصرهِ حتى لا يرىٰ لهفتها على جاسم
و مع كل كلمة تنطقها لجاسم كان قلبه يتحطم إلى أجزاء كل جزء ينزف آلماً وحسراً
دلفت مرام لغرفتها بإحباط بينما جاسم أكمل سيره فـ فوجئ بـ يحيىٰ يقف أمامه بملامح تحمل الشفقة، تخطاه ببرود فأوقفه يحيىٰ بقوله الممزوج بالحسرة والقهر:
_لو بتحبها يا جاسم اتجوزها و متعذبهاش معاك.
التفت له نصف التفاته محاولاً استيعاب كلمات ابن عمه فأردف بغضب:
_اتجوزها..!! وأنت ساعتها هتعمل إيه؟
ثم اقترب منه ووقف مقابله تماماً وربت على كتفه مردفاً بخزىٰ:
_للأسف يا يحيىٰ أنتَ صدمتني فيك، إللي بيحب حد  مش بيسيبه لغيره بل بيتمسك فيه لحد ما يبقى ليه.. بس إنت!!
أنهى جملته الأخيرة بمرارة..
فبلع الآخر ريقه بريبه، مردداً لنفسه بخوف ممزوج بصدمة..
هل يُعقل إن جاسم يعلم بُحبه لمرام
عرف سره التي حاول إخفاءه من أجل أن تنعم مرام بحياةٍ سعيدةٍ.. ولكن للأسف مشاعره فضحته
_جاسم أنا...!
ألقى كلماته الأخيرة محاولاً تبرير موقفه، ولكن ماذا سيقول
أيقول الحقيقة المُرة التي طالما أخفاها من أجلها هي!!!
أردف جاسم بحدة امتزجت بقسوة:
_أنت استغنيت عن حُب عمرك في لحظة!!!
ثم دفعه بكتفه بقوة، فتراجع يحيىٰ بحرجٍ من نفسه وحالة الذي وصل له فهتف محاولاً التبرير:
_أنا بس...!
_ متحاولش تبرر أنتَ جبان يا صحبي..حُبك جبان وضعيف لمرام علشان كده عمرها ما هتكون ليك.
لا يصدق أن حُب يحيىٰ بهذا الضعف
من يُحب لا يستغنىٰ عن ما يُحب أبداً
ويحيىٰ استغنى عن حبه دون مقابل حتىٰ!
كان دائماً يرىٰ أن يحيىٰ سيفوز بُحب مرام  يوماً ما..
ولكن للأسف بعد الآن..
يحيىٰ لن ولم يحصل عليها أبداً بسبب حبه الضعيف
الحُب يحتاج لشخصٍ قوي وإذا كان عكس ذلك
فـ سـلاماً لهذا الحُب..
تنهد يحيىٰ تنهيدة حارة لهبت صدره، وازاح كف جاسم من فوق كتفه مغمغماً بحسرة أمتزجت بضعفه:
_أنتَ عندك حق يا جاسم أنا ضعيف.. ضعيف جداً.
--------------------------------------
طالع ساعة يده بملل،  ساعة كاملة ينتظرها بداخل السيارة وهي لم تأتي ولا ترد على مكالماته، حسناً.. تأتي فقط وسيجعلها تندم على اليوم التي قابلته فيه، هدى من روعه قليلاً عندما لمح طيفها من زجاج السيارة ففتح باب السيارة لها، وركبت جواره وهي تختلس نظراتٍ مترقبة لجانب وجهه الذي لم يلتفت به إليها منذ أن ركبت
غمغمت محاولة تخفيف هذا الجو المشحون بالاضطراب دون أن تنظر إليه:
_على فكرة أنا جيت قبلك واستنيتك بس محدش جه فرجعت البيت.
عقب على كلماتها دون أن ينظر إليها هو الآخر:
_ كنت قاعد مع يحيىُ علشان كده أتاخرت.
انهى جملته ثم استدار برأسه نصف استدارة مغمغما بهدوء مماثل لها:
_جاهزة نكلم على علاقتنا للعائلة.
رمقته «عين» بطرف عينها بحده مردفة:
_أي علاقة دي كمان؟؟!
التفت نحوها لتلتقي عيناهما لأول مرة منذ ركبت جواره
_اللي هنخترعها سوا!!!!!!
بعد برهـــة، صف السيارة أمام المنزل، و ترجل هو منها أولاً ثم دار حول السيارة وفتح الباب الملاصق لها، ترجلت هي الأخرى من السيارة ورمقته بمبالاة ثم أكملت سيرها فـ تفاجئت به يحيط خصرها بذراعه هامساً بجوار أذنها بنبرة متشدقة:
_ابتسمي!
رمقته شزراً محاولة إبعاده ولكنه كان أقوى منها بمراحل عديدة فاستسلمت له  
--------------------------------------
_بفكر إننا نزود الخدم وو.. 
توقفت كوثر عن الحديث فجأة واتسعت حدقتاها بصدمة وكأنها رائت شبح لثوانٍ، قوس زهران ما بين حاجبيه ثم نظر إلى ما تنظر نحوه زوجته فتصنم الآخر وهو يرى ابنه يقف بجوار عين ويحاوط خصرها وعلى وجهه بسمة غريبة، هب زهران واقفاً وهبت زوجته معه بقلقٍ
ارخى جاسم ذراعه عن خصر عين، وامسك كفها وتشابكت أصابعهما معاً أمام أنظار الموجودين
ازدردت لواحظ غصتها بصعوبة ثم استدرات نصف استدارة برأسها رامقه ابنتها بخوف بينما مرام لم تنتبه لنظرات والدتها المذعورة؛ فكل تركيزها على «عين» و«جاسم» فقط
سارا كلاهما في اتجاه زهران وكانت كل خطوة يخطوها ينقبض قلب زهران معها
وقف جاسم أمام والده ومازال متمسكاً بكفها:
_ممكن نتكلم!! 
ازدرد زهران ريقه محاولاً الاستيعاب فنطق من وسط صدمته:
_المكتب!
_لأ، الموضوع هنكلم فيه لازم الكل يكون قاعد.
التفت زهران نحو عين بشكٍ فأطرقت الأخرى رأسها بحرجٍ
هي الآن في اسوأ وقت مرت به
كل شيء يحدث الآن وسيحدث خارج إرادتها تماماً
أومأ برأسه بحيرة ثم سار وجلس على اقرب مقعد وأشار لهم بالجلوس
جذب جاسم عين خلفه وأجلسها بجانبه تحت أنظارهما جميعاً
سحب نفساً عميقاً مستعداً في ألقاه قنبلته فهتف وهو على أتم استعداد لنتيجة انفجاره :
_أنا عايز اتجوز عين!!!!!
قهقه زهران ضاحكاً على كلمات ابنه غير مصدقاً كلماته..
ماذا قال!!
هل يتحدث عن زواج
بالتأكيد لا!!! يبدوا إنه فقد عقله قبل أن يأتي إلى هنا
هل يظن هذا الأبله إنه سيتقبل هذا الزواج و حتىٰ إذا تقبل ماذا عن الآخرين..
هذا الزواج لن يحدث أبداً حتى لو في الأحلام
هتف زهران وعلى محياه بسمة ساذجة:
_وده مقلب والا إيه بالظبط؟!!!
بادله جاسم نفس البسمة مغمغما بمبالاة:
_للأسف ده مش مقلب.. أنا بتكلم جد أنا وعين عايزين نتجوز.
شهقة خرجت من فاه لواحظ بعد أن أدركت خطورة الأمر وإنها على وشك خسارة كنزها الثمين، انهارت ساقيها على الأريكة بجوار ابنتها التي لم تختلف عن والدتها قط
اعتدل زهران من فوق المقعد محاولاً نفي كلمات ابنه فأردف بعدم تصديق:
_ده كذب أكيد..!
فأضافت كوثر بخبث محاولة استفزاز جاسم وعين معاً وأيضا إشعال غيرة مرام:
_عشان كده يعني فسخت خطوبتك بمرام.. علشان بنت زهرة!!
دمعت مرام بحرقة محاولة النهوض ولكن في ثوانٍ اتصاب جسدها بشلل مؤقت –من الصدمة–
رمقتها عين بضيقٍ محاولة تمالك أعصابها
هي تعلم إنها تريد استفزازها لإخراجها عن شعورها، وأيضاً كشف شخصيتها أمام الموجودين..
طالع جاسم كوثر مبتسماً ابتسامة جانبية ليستفز إياها ويعكس سحرها عليها:
_واللهِ يا مرات أبويا، علاقتي أنا و عين كانت قبل ما اخطب مرام أصلاً!!!!
اتصابت«عين» بنوبة سُعال فجائية محاولة استيعاب كلماته فناولها كأس المياه الذي فوق الطاولة فتناولته من بين أصابعه مرتشفة إياه دفعه واحدة فأكمل بنبرة مستفزة:
_سلامتك يا حبيبتي !! 
وضعت الكأس فوق المقعد محاولة إدراك إنه أطلق عليها لقب"حبيبتي"
آلا يكفيه الكذبة الأولى بشأن علاقتهما
والآن يطلق عليها هذا اللقب والذي أصبح مستفز كثيراً عند أن خرج من فوه
التفتت له بغضب بينما هو لم يبالي بنظراتها وأكمل في كذبته التي يبدوا إنه أحبها:
_أنا وعين كنا بنحب بعض ولكن ساعتها أنا اضطررت اخطب مرام وساعتها مقدرتش أبعد عن «عين» وفضلنا مع بعض وفي يوم اكتشفت خطوبتي ببنت عمي فانفصلت عني.
رمقته بنظرات حارقة وهي تكاد أن تنقض عليه،
هو لم يتفق معها على هذا.. الحقير خدعها ووضعها في مأذق لا تستطيع الهروب منه مهما حاولت
اختلست نظرة سريعة نحوَ مرام بارتباك فتعجبت من سكونها المُريب
يبدوا إن هذا هو الهدوء ما قبل العاصفة...
العاصفة التي ستأخذها –هي–.. وستقضي عليها –هي–  وحدها ولا أحد غيرها 
وما زاد الطين بلة أكثر كلمات جاسم –الأخرى– والتي بنفس النبرة المستفزة:
_بس خلاص مفيش داعي نفضل منفصلين لحد دلوقتي.
ثم سحب كفها من جوارها وقبل إياه قبلة رقيقة تحت دهشتها الممزوجة بصدمتها، مردفاً بنبرة لطيفة حاول اصطناعها قدر الإمكان:
_مش صح يا حبيبتي؟!!
فغرت فمها في دهشة ثم أومأت برأسها بارتباك، واشاحت بوجهها للحظات، وسحبت كفها منه سريعا 
هبت مرام واقفة من بعد مكافحة طويلة مع ساقيها مردده بقهر:
_يعني أنا كنت طول الوقت ده مغفلة، يعني كل الوقت ده كنت بتخان من أكتر شخص حبيته في حياتي!!
_مــرام!!!!!
قاطعتها والدتها بصرخة قوية كي تجعلها تصمت ولا تفضح نفسها أمامهما ولكنها لم تهتم وتابعت ودموعها تهبط على وجنتيها كالشالات:
_أنا حبيتك أكتر من نفسي، أنا فضلتك عن ناس كتير، أنا دوست على نفسي علشانك.. لكن أنتَ مقدرتش ده لو للحظة.
انهت جملتها الأخيرة و كأن سهم حاد أصاب قلبها مراراً وتكراراً غرضه تعذيبها وليس قتلها
طالعته بعيون متلقلقة بالدموع..
لم تحب غيره ولن تفكر ليوم أو للحظة واحدة فقط في خيانته
بينما هو خانها بكل بساطة
والأكثر قهر إنه جاء بنفسه يعترف بخيانته لها دون أن يشعر بالذنب تجاهها!!
حتىٰ لم يخاف على مشاعرها أو قدر حبها له...
بل دعسَ على كل شيء قدمته له دون مقابل
ويوم ما حصلت على مقابل حبها...
حصلت على الخـيـانـة!!!! 
_أنا ذنبي إيه علشان استأهل كل ده، أنا عملت كل حاجة عشان تحبني يا جاسم
رمقها جاسم بجمود حاول صنعه ليخفي حزنه وكسرته أمامها
هو يشعر الآن بإضعاف آلمها.. كل دمعه تنساب على وجهها 
قلبه يؤلمه عليها...
انهارت ساقيها أرضاً فحاول مساعدتها ولكنه تراجع على آخر لحظة فانتفضت والدتها ذعراً عليها
بكت لواحظ بقهر، فهي السبب في جعل ابنتها تصل لتلك الدرجة
فهي التي زرعت حب جاسم بداخلها
هي التي شجعتها أن تحب جاسم وتكافح من أجل أن تحصل على حبه 
ولا تعلم إنها أدخلتها في طريق الهلاك دون وعي
اقتربت أناملها من ظهرها ببطء حتى تكاد تلامس ظهرها ولكنها تراجعت على آخر لحظة عندما اردفت مرام ودموعها تهبط بغزارة:
_باباا لو كان موجود مكنش بقى ده حالي والا دي حياتي!!
أطرقت لواحظ رأسها في حزن وهي تشعر.. بل تتيقن إنها السبب في دمار حياة ابنتها بعد تلك الكلمات
تابعت مرام بتحطم:
_يمكن لو كان موجود مكنش سمح ليا ادخل في مكان كان واضح إنه مش مكاني وإنه مكان حد تاني..
بكت.. وبكى قلبها معها وهو ينزف آلماً
_أنا خسرت..بس خسرت نفسي أكتر حاجة. 
سندت كفيها بضعف على الطاولة كي تنهض فكادت تتعثر فأسرع يحيىٰ دون مقدمات لمساعدتها فدفعته عنها بمبالاة ونظرت نحوَ عين نظرة حارقة تعبر عمَ داخلها
_بس أنا مش هخسر لوحدي وبس!!!!!!!
و دون أدنى تفكير انتشلت الذهرية من فوق الطاولة أمامها وقذفتها بقوة نحوَ...
التي خانها حبيب حياتها معها
التي جاءت اليوم تعترف بخيانتها دون أن تخجل من نفسها
اغمضت «عين» جفنيها مستسلمة لقدرها المحتوم..
ولكن عدة ثانية وأخرى ولا شيء!!
لحظة لماذا لا تشعر بإي ألم؟!!!!
فتحت جفنيها ببطء فتفاجئت بجاسم أمامها ولا يفصل بينهما سوى أنفاسهما
نطقت بذهول وارتباك جلي:
_جاسم!!
بادلها بسمة لطيفة مردفاً بنبرة حانية رغم الألم الذي يشعر به:
_إنتِ كويسة؟!
لم تجيب إياه ومالت برأسها تنظر على ظهره، فـ مدت أناملها تتحسس ظهره برفق فتفاجئت بـ دمائه على راحة يدها، فصاحت بهلع:
_أنتَ بتنزف!!
_مش مُهم، المُهم اللي إنتِ بخـير.

يتـبـع...
--------------------------------------
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر 🥰💘
لو في تفاعل سريع هنزل البارت اللي بعده علطول💘

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن