الفصل السابع« لماذا قتلتُ أمي؟!»

3.3K 149 19
                                    

كومنت لطيف قبل ما تبدأ 😾♥
--------------------------------------
وضع نظارته الطبية فوق المكتب وهو يتنهد بقوة ليشرح لها بكل عمق:
_آنسة رفقة أحنا عارفين إن يونس مُصاب بالشلل النصفي بالقدم اليسرة و أكيد أنا مش الدكتور الأخير وألا الأول اللي يقولك إللي هو ملهوش أمل في مصر، بس في الفترة الأخيرة في إنجاز كبير اعلنت عنه هيئة الخدمات الصحية البريطانية، هو جهاز إلكتروني بـ يزرع داخل عضلات الساق خلال عملية متجاوزش ساعتين، بس للأسف ده هيكلفك كتير
ثم هب واقفاً قائلًا برسمية تليق به:
_عن إزنك، معاية حالة طواريه ولازم أروح دلوقتي.
أومأت «رفقة» بهدوء ثم تنهدت بحرارة، فخرج الطبيب من الغرفة وهو يشعر بالآسى تجاه تلك المسكينة، أما هي أجهشت بالبكاء، ودفنت وجهها بين راحتي يدها، و انهمرت عبراتها على وجنتيها، وفي ثوانٍ صدح رنين هاتفها بضجة كبيرة بالغرفة، فـ كفكفت عبراتها سريعًا ثم دست يدها داخل الحقيبة و أخرجته و وضعته على إذنها هاتفة:
_آلو يا أستبرق خير..!
ردت الأخرى عليها بسعادة:
_خير بس، دا خير وعز ياختي
قوست ما بين حاجبيها بعدم إستيعاب:
_أنا مش فاهمة.. وهو حصل حاجة؟!
_عين في سرقة جديدة!
زفرت بحنق وعدم إكتراث:
_إيه فيها يعني!
_المرادي مش زي أي مرة هتكسب بالملايين.. وقالت اللي هي هتقسم معانا الفلوس تعويض عن المُرّ إللي عشناه
هبت «رفقة» واقفة بعدم تصديق ثم هتفت بالهفة:
_مين قالك..
_عم إبراهيم
انهمرت عبراتها-بعدما تأكدت من صدق كلمات أستبرق- ولكن تلك المرة بسعادة كبيرة ثم صاحت بفرحة وضجة عارمة:
_ما أنتَ كريم يارب أخيرًا هقدر أعالج يونس
-------------------------------------
مبسوطة أوي إن هيكون ليا بنت عمة طيبة زيك كدا
تبسمت عين لـ مهرة شقيقة جاسم الصغرى ثم قالت:
_متشكرة لكلامك الحلو دا يا قمر
فـ علق نوح بشمئزاز من طريقة حديثها:
_هو في بنت تقول متشكرة برضوا.. أسمها ميرسي
اولته ظهرها بغيظ مكتوم متمتمه لنفسها:
_ما بلاش إنت بقى
نكز سهيل شقيقة نوح في كتفة هامساً له بإيجاز:
_عيب يا نوح ديه بنت عمتك.. ومتفضحناش قدام الكل
لوح بيديه بعدم إهتمام لحديث شقيقة سهيل ثم هب واقفاً من جانبة وجلس بجانب يحيى التي كانت نظراته معلقة على إبنة عمة مرام فـ لكزة نوح في كتفة ناطقًا بخفوت:
_ما خلاص بقى ياعم عنترة.. متنساش البنت مخطوبة لابن عمك، فـوق يا يحيى
لم يرد عليه بل كان في عالم وردياً مع من يعشقها، بعد ثوانٍ أنتبهى له ورد عليه بإيجاز:
_اهة.. إنت بتخرف يا نوح وألا إيه!
غمغم الأخر بسخرية:
_أنا برضوا إللي بخرف.. طب ربنا يهديك ويهدينا
قوس زهران فمة بإمتعاض ثم قال بعدم إهتمام بِمَ يحدث حاوله:
_ فاروق إنت هتسافر بكرا فرنسا عشان الشغل كتير وكمان محسن وشريف محتاجينك في الشغل
أومأ فاروف لاخية بهدوء ثم نهض وجذب زوجته حسناء بعد أن ودعت عين بحرارة وفَعَل مثلها فاروف أيضاً، بعدها بدقائق رحل الجميع إلى منازلهما، ولم يبقى في القصر إلا الأحفاد وزهران وزوجته و لواحظ التي تمكث معهما هي وبناتها
زفرت كوثر بضيق بعد إن علمت ببقاء جميع الأحفاد معها في منزل واحد:
_هي المشرحة ناقصة قتلى
رد عليها غسان بشمئزاز فهو يبغضها كثيرًا ولا يُحب سماع صوتها حتى:
_دا بيت عمي أصلًا وأبن عمي.. مش صح يا جاسم يا اخوية
أخرج جاسم قداحتة وعلبة سجائرة من جيب بنطاله الأسود ، وأخرج سيجارة وضعها في فمة ثم أشعلها وهو يطالع زوجة أبيه« كوثر» بُخبث:
_صح يا بن عمي كلامك كله صح.. العيب والباقي على الغريب
حدجتة بنظرات نارية بعدما علمت إنه يقصدها بُكل حرف ثم اولته ظهرها ونظرت نحو مرام الهادئة على غير عادتها، تنهد زهران بحرارة فهو يعلم إن الجميع لا يحب كوثر و ما يجعلهم لا يوجهون لها إي كلمة هي ابنتها مهرة غير ذلك لكان الجميع أنقض عليها منذ زمن، فوجه كلماته لـ عين بإيجاز:
_أكيد عايزه تنامي دلوقتِ
ردت عين عليه بإرهاق جلى عليها:
_أهه.. لأ يعني...
قاطعها ببسمة وحنوٍ بالغ:
_باين عليكِ تعبانة جداً..ثم دار رأسه نحو كوثر قائلًا بتحذير لها:
_قولي لماريا تجهز الأوضة
رمقته بتعجب ثم قالت سريعًا ببسمة خبيثة:
_مفيش أوضة نضيفة خالص
رد زهران عليها بُخبث أكثر وبكل بساطة:
_مفيش مشكلة إنتي نامي في الصالون وعين هتنام في اوضتك
_إيه!!
قالتها بصدمة ثم هبت سريعًا وهي توجه حديثها لابنتها الوحيدة بجدية:
_مهرة تعالي ساعديني
بينما لواحظ نطقت سريعًا وهي تتشبث بـ كوثر:
_أستني يا كوثر خديني معاكِ أنا و مرام
--------------------------------------
صعدت جميع النساء لغرفهم ومعهم عين الذي جهزوا لها أفخم الغُرف بالقصر، تاركين الأحفاد بُصحبة زهران
_هي حكاية عين إيه يا عمي؟!.. وفين عمتي زهرة وجوزها
أنهىٰ عادل حديثة ثم اولاه يحيى بتعقب:
_وفجأة كدا طلعتلنا هي
تنهد زهران وهو يُجيب إياهم بحزن عندما تذكر شقيقته:
_المحامي قالي إن ابراهيم وزهرة رحمة الله عليهم.. بس محدش يتكلم قدام عين عليهم إحنا مش عايزين نفكرها بالماضي وعايزين نبقى عائلتها الجديدة فاهمين
تمتم جاسم لنفسة ساخرًا:
_عائلتها الجديدة.. هه تقصد أعدائها الجدد يلا خلينا نتسلى
--------------------------------------
وقفت «عين» تطالع غرفتها حولها، حيث احتوت على فراش كبير يتسع لفردين و أريكة صغيرة وديكورات ثمينة وغير الشرفة التي تطل على الحديقة الرئسية
لجت للشرفة وهي تستنشق بعض الهواء النقي، فأنتشر دخان ما بالهواء، شعرت بخنقة وسعلت بقوة فـ دارت برأسها للجانب لترى من هذا الوقح الذي يدخن في الشرفة المجاورة لها، فـ تشدق وجهها وتصلبت أمام صورته فـ بلعت لعُابها بمرارة،أم الأخر خرج من شرودة عندما شعر بضجة خافتة قادمة من الشرفة المجاورة له
طالعها بـ مبالاة، و أزال السيجارة عن فمة مطفىء إياها بالسور قائلًا بضجر:
_يا مواخذة مكنتش واخد بالي
بلعت غصتها للمرة المليون ثم اولته ظهرها دون نطق كلمة، فـ مازالت تحت أثر صدمتها، وما أرعبها أكثر هو التصاق شرفتها بشرفته بل لا يفصل بين شرفتها وشرفته إلا سنتمتيرات
ولكن فجأة أوقفها بقوله وهو يحدجها بنظرات حادة متفحصة:
_متأكده إننا مشوفناش بعض قبل كدا؟!
إستدرات بجسدها له وهي تهز رأسها بنفي:
_عُمرنا..ونقابل إزاي وأنا في عالم وأنتَ في عالم..!
_مفيش حاجة بعيدة عن الصُدف
قالها وهو يهز كتفيه بـ مبالاة ثم دار رأسه نحو الحديقة وأخرج علبة سيجارة وأشعل واحدة
ثم ضم شفتيه ليخرج الدخان من بينهما حلقات متتاليه، رمقته عين بأستهزاء من كلماته ثم دلفت لغرفتها وتركته بعدم إكتراث.
وبعد عدة دقائق أنهى جاسم سيجارتة، فزفر بضيقٍ، وأخرج العلبة، فضرب بكفيه على السور عندما وجدها خاوية، ألقى العلبة بالأسفل، ولج لداخل غرفته وتمدد على الفراش لعلهُ تلك المرّة ينام ولا يطارده ذلك الكابوس البشع
~~~~~~~~~~~~
إذدرات ريقها بقلقٍ وهي تنظر حاولها بخوفٍ، ثم دلفت للغرفة و أغلقت الباب خلفها بهدوء حتى لا يصدر صوت، رفعت بـِ يدها قناع الأوكسجين من على تلك المستلقية على السرير، وباليد الأخرى سحبت الوسادة التي بجوراها، و وضعتها فوق رأسها لتكتم انفاسها. فصدر صدى صوته من خلفها، ارتخت يديها عن الوسادة ثم أستدرات بجسدها الثقيل لهُ
_مـامـا.. أبعدي عنها
شهقت مذعورة وابتعدت عن تلك المستلقية وهي ترمقه بخوف وأرتجاف، دفعها جاسم بقبضتية بقوة ثم أقترب سريعًا من والدته المستلقية، واضعًا قناع الأوكسجين الخاص بها فوق فمها، ثم إلتفت نحو كوثر رامقها بنظرات نارية، بينما الأخرى تحدثت بذعر وبصوت متقطع متلعثم:
_أأ.. أنا كن.. أنا كنت بساعدها
هز رأسه بنفي هادرًا بإنفعال ودموعه تنساب على وجنتيه:
_أنتِ كذابة.. إنت كنتِ عايزه تموتيها
جحظت عينيها بصدمة وفركت كفيها بتوتر وخوف..استجمعت رباطة جأشة مواجهها إياه:
_أيوه بموتها.. وأنت بقى هتعمل إيه؟.. تفتكر مين هيصدق عيل عنده عشر سنين.. روح شوفلك لعبة العب بيها يا صغنن
صاح بها بتهكم:
_بابا هيعرف بالي عملتيه
لوت فمها ثم قالت متشدقة بسخرية:
_هاا.. ابقى وريني لو صدقك يأبن نفيسة
&&~~~~~~~~~~~~~~~~~&&
نهض جاسم بفزع حينما أتى له ذلك الكابوس للمرة التي لا يعرف عددها، ليُطارده الأم..وخذلان.. الماضي.
تناثرت حبات العرق على جبينه، وضع كفه على قلبه بعد إن تسارعت دقات قلبه بشدة، فاغمض عينيه عندما شعر بوخزة بقلبه،ثم فرك وجهه بكفة و وضعه على فمه ليكتم تلك الشهقة الحارقة التي تلهب بصدرة، ثم همس لنفسه بصوتٍ مغلول وبحرقة:
_لولا وصيتك لـ كُنت حرقتهم كلهم وخليت عيونهم تنزف دم بدل الدموع
هب واقفاً مستغفرًا، ولج لداخل المرحاض، وبعد عدة دقائق خرج، و وقف أمام سجادة الصلاة -بعد إن توضىء- ليؤدي فروضة.
فـ برغم عدم وجود أي أحد يؤدي فروضة من عائلته إلا هو، وذلك بفضل والدته «نفيسة» فهي التى علمته كيف يؤدي فروضة، ومنذ ذلك اليوم لا يترك فرض واحد
--------------------------------------
«بــعــد مـــرور اسبــوع دون احــداث»
لجت لداخل غرفة المكتب بخطوات مرتبكة، دارت ببصرها حول المكان متفحصة الديكور الثمين و ألوان الطلاء السوداء التي أعطت للغرفة وقارًا أكثر، و الأريكة الوثيرة التي تقع في إحدى الزواية بالغرفة، والمكتب الضخم الذي يتوسط الغرفة.
تقدمت نحو المكتب و وقفت مقابلته ثم حمحمت لـيرفع عينيهِ عن الأوراق رامقًا إياها
نهض عن المقعد وأشار لها بالجلوس، ثم لف حول المكتب وجلس مقابلتها ببسمة على محياه، فأردفت «عين» بإرتباك جلي:
_حم.. مهرة قالتلي إن حضرتك عايزني
_أيوه.. ثم تابع بتنهيدة قوية:
_إيه رأيك تشتغلي معانا في الشركة
تهللت أساريرها، وصعدت بسمة على وجنتيها، فـ أخيرًا تحقق مبتغاها في ليلة وضحاها فقط، فهتف بنبرة لينة ذات مغزى:
_ياريت أصل أنا زهقت من القعدة
_حلو أوي، طب إيه رأيك تنزلي بعد أسبوع الشُغل
تبسمت بسعاد ثم صمتت لثوانٍ مغمغمة بحيرة على محياها:
_ممكن أسألك سؤال
أومأ لها، فتابعت بإستنكار:
_أشمعنى أنا يعني؟!
ألقت سؤالها بحيرة بدت على وجهها، فأخذ الأخر نفسًا عميقًا مفسرًا الأمر:
_ببساطة إني مالقتش أولى من القريب.. في الفترة الأخيرة بدأت السكرتيرات تطلع معلومات سرية و أوراق، وبنخسر صفقات كتير بسبب كدا علشان كدا محتاج حد أكون واثق فيه
أبتسمت بخبث وها الأن تحقق غرضها وهي كسب ثقة كبير العائلة لتحصل على ما طمحت لأجله، ثم تنهب ما تريده منهم في وقتٍ أسرع دون الشعور بالذنب
فمدت يدها لتصافحه ببسمة على ثغرها خبيثة:
_اوعدك مفيش حاجة هتطلع طول ما أنا عايشة،
أحتضن كفها بكفيه وربت عليها برفق:
_وأنا واثق في كده
--------------------------------------
خرجت من غرفة المكتب بسعادة تغمرها وهي تطالع الخدم بتفاؤل وبسمة على ثغرها، وصعدت لغرفتها وقلبها يرقص طربًا لذلك الخبر.
ارتمت بجسدها على الفراش وهي تطالع ثقف الغرفة بنظرات حماسية ثم تسرعت دقات قلبها من فرط حماسها ، فـ رن هاتفها بضجة، التقطت هاتفها من على الطاولة..ثم نظرت إلى شاشة المحمول، ثم وضعته على إذنها، فصدح صوت استبرق عبر الهاتف، فتعكر مزاج عين عند سماع صوتها الصاخب
_امم
ردت أستبرق عليها عبر الهاتف بخفوت:
_«عين» بصراحة كده أنا شكيت في بشير فـ بحثت عنه من وراكِ
زفرت عين بحنق ثم دارت ببصرها حاولها خوفًا أن يسمعها أحد من الخدم ثم زجرت بقوة بعدما نهضت عن الفراش:
_ ليه عملتي كده..وكمان دا في صفنا
لوت أستبرق فمها بسخط مغمغمة:
_والله أنتِ هبلة..شكلك نايمة على روحك ياختي، فاكرة يروح أمك لما كنتِ في الحبس وكلنا قولنا إن في حد موصي عليكِ جامد
تنهدت بـمبالاة:
_آه والكلام دا هيفيد بإيه
_أنا عرفت اللي كان موصي عليكِ
انتبهت لها جميع حواسها ثم زمجرت بقوة:
_مين هو؟؟
_بشير..! بشير هو اللي وصى عليكِ في الحبس.. خلي بالك منه يا عين، ديه تعتبر قرصة ودن منه.. وغير كده بشير معروف بالنهب والأحتيال، وأنتِ مِش قده
تحولت مقلتيها إلى كتلة حمراء وبرزت عروقها، غير مكترثة بكلمات استبرق الأخيرة، ثم زجرت على أسنانها بغل قائلة بنبرة مغلولة:
_ ابن الغدارة..وحياة أمي لأكون مطلعها القديم والجديد عليه
أغلقت الهاتف بوجه أستبرق، وألقته على السرير وهي تسير بالغرفة ذهابًا وايابًا بإهتياج، متوعده لبشير بالجحيم

يـتـبــع..
--------------------------------------
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر🥹♥♥
تعبت أوي في كتابة البارت دا فـ عايزه كومنتات حلوة🥹♥♥

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن