الواحد والاربعون«سهيل مرام»

479 28 12
                                    

كومنتات كتير يا كاريزما🥰😾
--------------------------------------
_قرحة في المعدة أدت إلى النزيف، مفيش مشكلة خطيرة، لكن يفضل محدش يدخل دلوقتي، الأستاذ محتاج راحة، عن إذن حضراتكم.
غادر الطبيب من أمامهما بعد أن طمأنهما على يحيى. 
جلست سوسن على أقرب مقعد أمامها، تحمد ربها في سرها، طالعها عادل بنظرات حانية ليغمغم بابتسامة تنبع من قلبه قبل شفتيه: 
_الحمد لله، كنت خايف لكن خوفك أنتِ كان أكتر، عمومًا يا ست الكل، هاروح أعمل أوراق خروج يحيى وارجعلك تاني.
وقبل أن تغادر خطواته أوقفته والدته بقولها المهزوز نسبياً:
_ياريت يا عادل متقولش حاجة لـ يحيى، إحنا مش عايزين نضغط عليه زيادة، أنت هاتفضل معانا، صح؟!
ضغطت على آخر كلماتها بقوة مزجت بالرجاء،
الحقيقة إنه ليس سؤال
بل رجاء،
أنها تتوسله أن يبقى،
تتوسله أن يبقى في حياتها التي وضع–هو–فيها النور..
النور الذي كانت تبحث عنه ولم تجده إلا فيه هو،
هو فقط!!
رأى هو على ملامحها الحيرة والخوف فابتسم على جانب شفتيه رغماً عنه، جثى على ركبتيه أمامها وأحتضن كفيها بين كفيه الخشن ليهتف بنبرة جادة يشوبها الحنان:
_أنتِ أمي واللي جوا دا يبقى أخويا، تبقى إزاي عايزاني أسيبكم؟!
وكأن بكلماته تلك رفع عن قلبها حمل كبير،
بضع كلمات أنقذتها من الغرق،
بضع كلمات أعادت لها الأمل مرة أخرى،
بضع كلمات خلقت روح جديدة، روح طاهرة لا يدنسه الماضي
تأملها لثوان كأنه يحفر ملامحها في عينيه حينها تشبث بكفيها بقوة أكثر وحاصرها بنظراته مردفاً -بجدية- امتزجت بالإصرار:
_وإللي هناك في الحارة تبقى حبيبتي!!! 
كلمات كفيلة تجعلها ضمن الأموات الآن، يالها من صدمة كبيرة،
بل ياله من كابوس لا ينتهي، ولا تعرف حتى كيف تستيقظ منه. 
مازالت عالقة في ذلك الكابوس، مازالت!! 
لتنظر نحو عينيه، لطالما عشقتهما، لتجد بهما ما تفوه به لسانه. 
حتى عيناه أصبحتا مغرمتين بتلك الفتاة!! 
ياللحسرة.. ياللحسرة
حسناً، هي ستفعل مثل ما يقولون: "ماسك العصاية من النص".
هي ستفعل ذلك، وإذا لم تفعل ستكون هي الخاسرة الوحيدة؛ يجب أن تعطي ابنها كل ما يريد وخاصة في تلك الأيام حتى لا يتركها ويذهب لحضن سعاد. 
_روح لها يا عادل، روح لها يا حبيبي! 
وضعت يدها على كتفه كدعم صريح منها، تلك المرة نبع من قلبها لكن ما زالت نبرتها يشوبها بعض الخوف، خوفاً أن تخسره.. خوفاً أن يكونا غرباء يوماً ما. 
الخوف يمتلكها.. لكنها تقاومه
المرء إذا لم يقاوم خوفه سيبقى في القاع إلى الأبد!
وهي لن تبقى أبداً!!! 
تكاثفت الدموع في مقلتيه بعد كلماتها، يشعر أن الهواء عاد إلى رئتيه مرة أخرى، يشعر أن روحه عادت له من بعد غياب طويل.
من كان يظن أن والدته توافق على تلك الزيجة؛ لكنها وافقت. 
استقام واقفاً لترفع والدته ناظريها نحوه مردفة بنبرة مهزوزة ودموعها تنساب على وجهها رغماً عنها: 
_ روح لها يا عادل دلوقتي، واطلب يدها واعتذر لها نيابة عني!
لا يعرف كم من الوقت مر عليه وهو يركض تجاه منزلها كالمجنون، هو ليس مجنونًا فقط، هو مجنون عاشق حقًا
وقف ليأخذ أنفاسه وضربات قلبه متسارعة ولكنه لم يهتم، وأخرج هاتفه ليأتيه صوتها المرتجف تقريباً فتنهد وقال: 
_ أنزلي أنا تحت البيت!! 
لم يمر ثوانٍ حتى رأى طيفها يقترب منه، تأمل هيئتها ليجدها حافية القدمين ليبتسم رغماً عنه على مظهرها الغريب ذاك، 
كانت تقترب هي خطوة ليقترب هو عشرة خطوات مقابلها، 
تعود هي خطوة للخلف فيقترب عشرين خطوة مقابلها.
تختار هي البعد أحياناً في خطواتها.. 
يختار هو القرب دائماً في خطواته!! 
خانتها عيناها بخطين من الدموع سالا على وجنتيها، 
هو لم يتخلَّ عنها كما ظنت. 
عادل لم يتخلَّ عنها، 
وعبد الرحمن كذلك، 
لقد ظنت أن حكايتهما انتهت، أن هذا الحلم انتهى، 
ولكن الحقيقة أنها ما زالت تحلم، لم تستيقظ بعد 
لتنطق شفتاها قبل لسانها: 
_عادل!! 
_حبيبة عادل!! 
وكأنه سمعها على الرغم من بعد المسافة بينهما، سمع قلبها قبل شفتيها، 
سمع قلبها ينطق باسمه، سمع قلبها يتوسل إليه بأن يقترب، يقترب أكثر وأكثر. 
روحها تناديه قبل لسانها، 
جسدها يتمناه.. 
كل شيء فيها يتمناه.. يريده بشدة.. 
ولكن شفتيها تعجزان عن التفوه بذلك، وهو تفهم ذلك. 
اركضي إليه.. اركضي يا امرأة، 
يكفي عناء.. الرجل يريدك بشدة، 
وأنتِ تريديه أكثر. 
كفاكِ تعذيباً في قلبك، 
كفاكِ..! 
نعم، يكفي!!!! 
فتحت ذراعيها وركضت نحوه، وقلبها كان يركض قبلها.
تساقطت دموعها الساخنة على وجهها بغزارة. 
توقفت في آخر لحظة أمامه وعادت ذراعاها إلى جانبيها، راجعة عن قرارها في احتضانه، لترفع له ناظريها وصدرها يعلو ويهبط من شدة التوتر، ليظهر بريق عينيها الفيروزي مع ضوء القمر الساطع. 
القمر أمام عينيها لا شيء. 
لأول مرة يشعر أن عينيها تحتضنه.. تضمه.. تقبله.. وأخيراً تعشقه.. 
عينيها فعلت كل هذا، فما بالها هي!
بللت شفتيها وأخذت نفساً طويلاً لتقول بهيام
_بحبك.. بحبك..!! 
لم تعرف كم مرة نطقتها له أو كم مرة كررت جملتها، كل ما تعرفه أن قلبها هو الذي يتصرف الآن وليس هي. 
الاعتراف الأول.. 
كم تمنى أن يسمعه منها، 
كم تمنى أن تأتي تلك اللحظة اليوم قبل غدٍ، 
اعترافها ذاك لمس جزءاً بداخله، 
جزءاً كان مفقوداً.. 
ومعها هي عثر عليه. 
_تجوزيني؟!! 
لينطق قلبها قبل أي شيء، مجيباً إياه بلهفة: 
_موافقة.. موافقة!!! 
ظلت ترددها بهيام ولهفة ليضحك هو بصخب عليها، أنه يحلم، استبرق توافق عليه، استبرق التي كان يظن أنها لن توافق أبداً حتى على جثته، لقد تغير الحال من يوم وليلة، سبحان الله. 
ابتسم ابتسامة عاشقة لتذوب هي فيها ناسية نفسها والزمان، فهتف بجدية وعيناه تطوقانها
_مش عايز أحضنك دلوقتي، عايز أول حضن بينا وأنتِ حلالي. 
وفي ذات الوقت، وقفت سعاد تتابعهما من النافذة برضا ظهر على ملامحها، وابتسمت ابتسامة راضية، لتظهر التجاعيد –فوراً– على وجهها، ثم استدارت بجسدها الممتلئ عائدةً إلى غرفتها.
--------------------------------------
طرقت على باب الغرفة بأنامل مرتجفة، لتدخل بخطوات متعثرة، ليرفع هو ناظريه نحوها ببعض من التوتر. وقفت أمامه وجسدها ينتفض لا إرادياً، طرقت برأسها بحرج متمتمة بأسف:
_سامحني، أنا عارفة إني السبب في حالتك دي، بس أنا هصلح كل شيء.
ابتسم ابتسامة متسامحة هاتفاً بمزاح كي يخفف هذا الجو المشحون بينهما:
_أسامحك على إيه يا ماما؟! دا أنا إللي المفروض أعتذر لك على الخضة إللي خدتها بسببي.
أكمل عبارته الأخيرة بعينين مدمعتين
_إهمالي في الأكل في الفترة الأخيرة كان السبب أني أحس أنكم لسه بتحبوني
لتقترب منه بخطوات سريعة، جالسة على حافة السرير بجانبه، مغمغمة بصرامة اختلطت بحنانها: 
_لسه بنحبك!! أنت فاهم غلط يا حبيبي، إحنا بنحبك أوي، مهما غلط، هنكون في ضهرك. 
_ممكن طلب! 
ألقى جملته وعيناه تترجاها رجاء غريب، لتردف هي بقلقٍ
_أطلب يا نور عيني! 
_أحضنيني!!
أنهى كلمته الأخيرة من هنا، واعتصرته الأخرى بين ذراعيها، كأنها شعرت بطلبه قبل أن يتفوه به. هي كانت تحتاج هذا العناق قبله حقاً.
دفن يحيى رأسه في كتفها وانسابت دموعه دون إدراك لهذا الإحساس الجبار.
هذا العناق بمذاق الاحتياج
احتياج أم لابنها.. واحتياج ابن لأمه.
الدار هي أمه.. والأمان هي أمه.. والأمل هي أمه.
لقد فهم ذلك في وقت متأخر، لكن كما يقولون "ملحوقة".
سيلحق في تعويضها..
سيلحق في احتوائها..
همست بجوار أذنه بنبرة جادة امتزجت بالحنان: 
_جدك الله يرحمه كان دائماً يقول لعمامك: "عايز تنسى بنت، تنساها بغيرها!" 
أبعد رأسه عنها ونظر نحو عينيها المنتفختين من البكاء، لتردف هي متجاهلة نظراته لها، تربت على ظهره بحنان: 
_كان غلطان، أو يمكن أنا مش متفقة معاه؛ اللي بيحب حد عمره ما ينساه حتى لو بـ مليون واحدة غيرها.
لتشير بإصبعها إلى موضع قلبه متابعةً برفق: 
_ لو بتحب مرام فعلاً مش هتقدر تنساها، لو عملت إيه مش هتعرف برضو، لأن خلاص القلب اختارها هي. بالنسبة بقى لرفقة والخطوبة المزيفة اللي عملتها مكنش ليها داعي. 
اعتدل في جلسته محاولاً تبرير موقفه لها، لتقاطعه بعبارتها
_ عارف أنا كان ممكن أخلي الخطوبة دي جد لما ادبسكم في فرح. 
لينظر إليها باستنكار، محاولاً الاستيعاب لتلكزه في كتفه بقوة: 
_متبصش لي كده، أنا كنت عايزة أشوف آخرتها، وآخرتها فركشت اللعبة وده الصح طالما مرام في قلبك. 
مشاعره مضطربة، ضائع هو بمعنى أصح بين مشاعره، هتف بنظرات زائغة
_تفتكري أنا بحبها فعلاً ولا أنا علشان أناني وعايز كل حاجة ليا، عايزها هي كمان لي. 
لوت فمها في سخرية هاتفة بمرارة: 
_والله الأيام هتثبت ده أنك بتحبها أو لا، بس لما تعرف ياريت تختار صح.
--------------------------------------
تركت والدته في الغرفة حتى يرتاح، تقلب في فراشه مراتٍ عديدة، ليزفر بضيق أخيراً ويلتقط هاتفه من جانبه فاتحاً الكاميرا الأمامية راسماً ابتسامة راضية، لتظهر صورة أحدهم على الشاشة: 
_يحيى، كنت متوقع أنك مش هتتصل النهاردة بس أنت غلبت توقعي كالعادة. 
ليضحك يحيى عليه هاتفاً بشماتة
_متبقاش بقى كياد وغيّار!! 
_أنا كياد!! 
قالها الشخص باستنكار ظهر على ملامحه، فوجد من يدفعه ويأخذ منه الهاتف متابعاً الحديث بدلاً عنه: 
_سيبك أنت من الدكتور باسل وخليك مع بطلك يونس! 
كركر يحيى ضاحكاً عليه ليهتف بشقاوة
_أمم شكلك كده بقيت غيّار يا يونس زي الواد باسل، المهم عامل إيه يا أحلى بطل؟! 
فرد باسل مجيباً على سؤاله بكبرياء بدلاً عن يونس: 
_هو دا سؤال تسأله وأنا ماسك حالته، دا أنا مفيش دكتور زيي في نيويورك، بطلك بدأ يمشي حلو يا عم، افرح!
تركهما باسل بعد عدة دقائق ليتحدثا بشغف كالعادة، وتملأ ضحكاتهما المكان. هتف أخيراً يحيى قبل أن ينهي المكالمة: 
_زي ما اتفقنا «رفقة» متعرفش المكالمات دي. 
مط شفتيه غير معجب بحديثه الأخير: 
_أنا مش عارف، مش عايزني أقولها ليه إنك بتكلمني طول الفترة دي!! 
_معلش!! 
قالها بأسف، فاردف يونس غامزاً له قبل أن ينهي الاتصال:
_بس عموماً متخافش سرك في بير.
أنهى المكالمة ثم ألقى هاتفه جانباً ليلتفت نحو الباب ليجد باسل واقفاً هناك ويتمتم بحماس جلي:
_وقت الحدودة بقى!!
بدأ يونس في سرد إحدى القصص الخيالية التي كانت شقيقته في الماضي تقصها عليه قبل النوم، وعلى ما يبدو أنه ورث تلك المهنة منها، والآن يقصها لطبيبه أو بمعنى أصح رفيقه في الغربة.
--------------------------------------
_مبروك يا سهيل! أكيد عمي زهران هيوافق. هي مهرة جت معاك؟!
نبست مرام جملتها الأخيرة بقناع حديدي تخفي مشاعرها المضطربة خلفه، ليلتفت لها سهيل وعيناه يطلقان شرراً متوهج:
_لأ، هي متعرفش إني جيت اطلب إيدها للجواز من عمي أصلاً!!
ازدردت ريقها ببطء مغمغمة وهي تتحاشى النظر نحو عينيه اللتين أصبحتا مرعبتين بعض الشيء: _أنا سمعتك وأنت بتكلم مع عمي زهران في الأوضة وكنت بتقول له إنها عملت حادثة وفقدت الذاكرة!!
ليقول بنبرة حادة مهاجمًا إياها: 
_أنتِ بتنصتي عليّ أنا وعمي؟! 
اقترب منها خطوة فتراجعت هي بارتباك للخلف، كل خطوة يخطوها للأمام كانت تجعلها تنتفض رعبًا لتبدأ سريعًا في تبرير موقفها:
_متفهمنيش غلط، أنا سمعتكم صدفة وأنا وبعدي من قدام الباب!!
كل خطوة كانت تدعس على قلبها، 
كل خطوة تذبحها في الداخل، 
كل خطوة تقتلها حية. 
لم تكد تتابع عبارتها، حتى تفاجأت به يدفعها للخلف لتصطدم رأسها بالجدار، أطلقت أهة موجعة تلازماً مع اصطدامها، اعتصر رقبتها بين يديه، لتحاول هي تحرير نفسها منه. رفعت عينيها المذعورتين نحوه فتمتم وهو يتفحصها من الأعلى للأسفل
_ تعرفي واحد اسمه معتز؟؟ 
معتز.. مهرة.. 
هذا هلاكها القادم!
يالله لقد اكتشف الحقيقة، لقد أصبحت مقيدة لدى سهيل الآن! 
رقبتها الآن بين يدي زهران وسهيل!! 
ياللسخرية القدر!! 
سهيل الفتى الذي لم تخشَ إياه يوماً، الآن تخشى من ظله.. 
الهلاك يقترب منها.. اقترب كثيراً!! 
دمعت عيناها لوهلة، محاولة ارتداء قناع جديد تتخفى فيه، متمتمة بنبرة ظهر فيها الذعر: 
_أنا معرفش حد بالاسم ده، بس يعني بتسأل عليه ليه؟! 
_مات!!! 
أجابها وهو يدفعها بقوة لتشعر بعظام ظهرها تتحطم تحت قوته تلك، ثبت يديه حول عنقها مغمغماً وعيناه يطلقان شرراً: 
_ وبإذن الله هتروحي له!!! 
تحررت بصعوبة من أسفل يديه، ترنحت في وقفتها وسعلت عدة مرات محاولة التنفس متحسّسة رقبتها بأصابعها بذعر، طالعها بجمود وكأنه أصبح شخصاً آخر لوهلة..! 
شخص قد ينهي العالم كله من أجل حبيبته.. 
شخص يتحد مع شيطانه ليدافع عن حبيبته، ولا يهم الثمن! 
شخص إن لزم يحارب العالم من أجلها، سيفعل. 
الفداء بنفسه من أجلها انتصار!! 
ولن يفهم هذه الجملة سوى العاشق مثله! 
_ورحمة أخويا وأمي اللي مش بحلف بيهم، هدفنك في مكانك لو قربتي خطوة واحدة بس من مهرة، مهرة خط أحمر، هي دلوقتي فاقدة الذاكرة ومش فاكرة حاجة، ومحدش عارف اللي عملتيه غيري!! 
غيري!! 
إلى حد ما هذا جيد! 
لا أحد يعرف سوى هو فقط... 
مازالت أمامها فرصة لتنجو وهي أن تقتله. 
تقتله!! 
هل تريد أن تكون قاتلة مثل والدتها؟! 
يا الله، مستحيل أن تقترف شيئاً كهذا أبداً. 
إنها مستحيل أن تكون نسخة أخرى بشعة من والدتها! 
أكمل بنفس انفعالاته: 
_أنا لو سايبك دلوقتي؛ لأني عايز أتجوزها من غير دوشة، بس بعد ما هتبقى مراتي، أنا مش هاستنى تقربي منها، علشان أدفنك حية. أنا هدفنك قبلها يا بنت لواحظ، من النهارده تعدي الأيام الأخيرة ليكِ في الدنيا. 
بنت لواحظ! ليست ابنة صابر! 
"بنت لواحظ"
عقلها وضع مائة خط أحمر تحت تلك الجملة! 
هي لم تكن يوماً ابنة والدها الطيب، دوماً كانت ابنة تلك المرأة. 
هند ابنة والدها أم هي ابنة لواحظ؟ 
النسخة الصغرى منها. 
لِمَ الهروب من الحقيقة؟!!! 
انهارت ساقاها على الأرض وهبطت دموعها بغزارة، طالعها سهيل باشمئزاز وبصق على وجهها ثم غادر. 
أين توازنها؟! يجب أن تعود لتوازنها
أي توازن هذا الذي تتحدث عنه؟!!!
الميزان انهار يا لعينة، فوقي.. لا ميزان يعني لا توازن. 
هيا أفرحي.. أفرحي!! 
كنتِ تريدين الانتقام.. وقد تحقق مرادك! 
أليس هذا مرادك منذ البداية..! 
وها الآن ما أخذته يتحطم فوق رأسك. 
الانتقام سلاح ذو حدين.. 
وهي لم تدرك ذلك إلا بعد أن طعنها سلاح وذبحها الآخر.
مصيرها محتوم الآن 
الموت أم الموت! 
لا خيار آخر.. 
صفعت نفسها العديد من المرات صارخة بحرقة أحرقت خلاياها: 
_لا يارب، مش عايزة أكون زيها، مش عايزة أبقى كدا، يارب سامحني، سامحني!!!
--------------------------------------
متنسوش تضغطو على الفوت يا سكاكر💘💘💘

تضرب ولا تباليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن