الأحداث بعد معركة مؤته

3 0 0
                                    

وقفنا المرة إللي فاتت عند مقتل الثلاثة قادة لجيش المسلمين وتقدم واحد من المسلمين من حملها،
راية المسلمين لم تسقط في أرض المعركة،
فالصحابة كانوا حريصين على إن الراية تفضل مرفوعة لأنها لو سقطت هيتزعزع جيش المسلمين وينهزم،
فالراية لم تسقط ولا مرة واحدة في أرض معركة مؤتة، مش زي مانا قلت في آخر الجزء إللي فات إنها سقطت وبعدين واحد من الصحابة حمل الراية،
معلش أنا كنت اتلخبطت وخلاص عدّلت الجملة دي في الجزء إللي فات وبقولكم دلوقتي عشان إللي كان قرأها يصحح المعلومة😁

فاللي حصل إن الراية فضلت واقفة وبعد ما قُتل عبد الله بن رواحة حمل الراية على طول الصحابي 《ثابت بن أَقْرم》 عشان متسقطش،
وهو من الصحابة إللي حضروا غزوة بدر، وحضر الغزوات كلها مع رسول الله ﷺ،
فلما أخذ الراية قال للمسلمين إنهم يختاروا واحد منهم يكون هو القائد،
فقالوا له انت القائد، فقال لهم إن في ناس أفضل منه في المجال ده وتقدم ناحية خالد بن الوليد وأعطاه الراية وقال له : أنت أعلمُ بالقتال مني👌
فقال له خالد بن الوليد:
"أنت أحق بها مني، أنت شهدت بدراً"
يعني انت إللي تستاهل قيادة الجيش عشان انت حضرت بدر وأهل بدر هم أفضل الناس،
لكن الموضوع هنا مش مين إللي من حقه ياخد الراية، احنا بنتكلم عن الأعلم وإللي معاه المصلحة،
أيوة《الأحق》 هو ثابت بن أقرم، لكن مين
《الأعلم بالقتال》 ويقدر يقود الجيش؟!
طبعا خالد بن الوليد، فاجتمع المسلمون ورضوا بقيادة خالد وأعطوه الراية، وأول ما أخذ الراية قال رسول الله ﷺ للمسلمين في المدينة :
"حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله عليه"
يعني رسول الله ﷺ بيوصف خالد بن الوليد بالشجاعة لأن السيف رمز للقوة والشجاعة، وأضافه لاسم الله من باب التشريف لخالد، يعني زي ما بنقول بيت الله وناقة الله،
فخالد هو سيف الله،
فأخذ خالد الراية وانطلق يقاتل جيش الرومان والمسلمين وراه،
وده أول قتال يحضره خالد بعد إسلامه، فقعد يقاتل قتال شديد وكأنه عايز يكفر عن العشرين سنة إللي فاتت إللي كان بيحارب فيها الإسلام،
ومن شدة قتاله انكسر في إيده تسعة أسياف، يعني فضل يقاتل بالسيف لحد ما كان السيف يتكسر وياخد غيره وهكذا لحد ما اتكسرت التسع أسياف، ومتبقاش في إيده غير سيف يمني عريض زي الصفيحة كده،
فتخيلوا بقى قتل ناس أد إيه😮
استمر القتال لحد الليل،
أول ما جاء الليل انسحب كل فريق للمعسكر بتاعه، وكان قتال الناس زمان طول اليوم وأول ما ييجي الليل يتوقف القتال،
لأن الدنيا بتكون ضلمة ومحدش شايف حاجة فممكن واحد يقتل صاحبه إللي معاه من الجيش وهو مش شايفه،
وتتحول المعركة بدل ما هي قتال للأعداء تبقى قتال بين الجيش الواحد😕

الروم كان حصل فيهم مقتلة عظيمة، ومع إن عدد المسلمين كان قليل بالنسبة لعدد جيش الكفار لكن المسلمين أتْعَبوا الجيش الروماني جدا وكانوا مذهولين من قوة المسلمين وشجاعتهم وقتالهم،
فكان الليل فرصة لهم إنهم يستريحوا من القتال، لكن الوضع في معسكر المسلمين كان مختلف،
خالد قائد الجيش دلوقتي قرر إنه ينسحب بالمسلمين لأن الأولوية دلوقتي الحفاظ على الجيش، ومهما قتل المسلمون من الرومان فأعدادهم مش بتنتهي،
فهو شاف إن أفضل قرار دلوقتي هو الإنسحاب، لكن الإنسحاب هو أخطر خطوة ممكن يعملها أي جيش، لأن الإنسحاب أو الهرب من أرض المعركة هيعرّض الجيش كله للقتل،
لأن جيش العدو هيخرج وراء المنسحب ده ويقعدوا يقتلوا فيهم أو يأسروهم،
فكان لازم خطة للإنسحاب متعرضش جيش المسلمين للخطر، ففكر خالد في خطة للإنسحاب وبدأ بتفيذها👌

السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن