اتكلمنا المرة إللي فاتت عن إسلام وفد وهوازن وإرجاع السبي لهم،
وقلنا إن عوف بن مالك مع إنه كان زعيمهم وهو سبب الكارثة إللي حصلت لهم دي لكنه مجاش معاهم،
فرسول الله ﷺ سأل وفد هوازن عنه فقالوا له إنه في الطائف في حصون ثقيف خايف على نفسه من القتل، فقال لهم رسول الله ﷺ:
"أخبروا مالكاً أنه إن أتاني مسلماً رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل"
يعني لو مالك جاء وأسلم، رسول الله ﷺ مش بس هيرجعله أهله ، ده هيرجعله أهله وماله وهيديله كمان مائة من الإبل زيادة،تخيلوا😮
وده مالك بن عوف إللي جمع هوازن عشان يبيدوا المسلمين ومع ذلك رسول الله ﷺ بيتعامل معاه المعاملة دي وحريص على إسلامه وهدايته،
فهداية الناس لرب العالمين كانت الهدف الأسمى في حياة رسول الله ﷺ، و ده بغض النظر عن تاريخهم وعن عداوتهم السابقة له وللمسلمين، .
وطبعا مننساش إن رسول الله ﷺ قائد حكيم بيقدر قدرات البشر وعارف إن مالك بن عوف عنده قوة لا يُستهان بها، ولا يمكن أبداً تجاهله،
يعني رجل استطاع إنه يجمع ويحرك أكثر من (25000) ألف مقاتل،
وعرف إنه يقنعهم إنهم يضحوا بكل ثرواتهم زي ما شوفنا عشان قضية قبائلية تافهة بالمقارنة طبعا بأهداف القتال في الإسلام،
فإيه بقى إللي هيحصل لو انضم القائد الخطير ده إلى صفوف الجيش المسلم؟
هيعمل إيه لو بقى مقاتل في سبيل الله بدل ما يكون مقاتل في سبيل هوازن💁♂️
فوجود شخصية خطيرة زي مالك بن عوف ده خارج الصف المسلم أمر خطير فعلاً، وخاصة إنه كان ساعتها في ثقيف، وثقيف لسه لم تُسلم،
وخطر ثقيف لم ينقطع عن المسلمين، عشان كده رسول الله ﷺ كان حريص كل الحرص على إسلام مالك بن عوف،
وفي نفس الوقت رسول الله ﷺ كان حريص على حِفظ كرامة مالك بن عوف،
فرفع قيمته بإنه اختصّه بوضع خاص غير الناس،
اختصّه بإنه هيعيد له ماله مع أهله وكمان وعده بإعطائه مائة من الإبل كنوع من تأليف القلب؛
لأن رسول الله ﷺ كان عارف إن إسلام هوازن ضربة كبيرة جداً لمالك بن عوف ،
فمكنش عايز يكسر معنوياته أو يذله ويُعَيّره بانضمام جنوده لجيش المسلمين،
ولكنه عرض عليه عرض مغري جداً، وهو عارف إن وضع مالك دلوقتي بقى صعب، فهو بالعرض ده فتح له باب الرجوع إلى الله، والانضمام لدولة الإسلام👌
وهي دي بقى الحكمة في أجمل صورها، مش زي ما بعض أعداء الإسلام بيقولوا عن رسول الله ﷺ إنه قدم رشوة لمالك بن عوف وإنه كده خالف ما شرعه من تحريم الرشوة🙄
وطبعا في فرق كبير جدا يا جماعة بين الرشوة والعطاء لتأليف القلوب،
الرشوة دي بتُدفع من الضعيف أو المحتال لحد عنده القدرة والمكانة عشان ياخد حق مش بتاعه 《في الغالب》،
واحنا شايفين إزاي إن رسول الله ﷺ هو القوي مش الضعيف، فإيه المصلحة الشخصية إللي رسول الله ﷺ هياخدها من مالك بن عوف هنا غير إسلامه؟
مفيش🤷♂️
فاللي رسول الله ﷺ عمله ده كان عطاء أعطاه لمالك بن عوف عشان يتألف بيه قلبه ويدخل في الإسلام زي ما قلنا، وتأليف القلوب بالعطايا ده أصلا حاجة ربنا شرعها في الإسلام، فالموضوع بعيد كل البعد عن الرشوة👌
أنت تقرأ
السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبي
Espiritualالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . إن شاء الله دا هيكون كتاب السيرة النبوية عن الرسول ﷺ 📖 ' نقلًا عن الأستاذة ايمان شلبي' بارك الله فيها و في علمها * القصة منقولة * 🌿 الفكرة انه هيكون باللغة العامية(المصرية) عشان يكون ابسط و اسهل ف فهم الاحداث و...