السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبي

قصة إسلام خالد بن الوليد

وقفنا المرة إللي فاتت عند خالد بن الوليد لما وقف وسط مجموعة من قريش وقال لهم:
لقد استبان لكلِّ ذي عقلٍ: أنَّ محمَّداً ليس بساحرٍ، ولا شاعر وأنَّ كلامه من كلام ربِّ العالمين، فحقَّ لكلِّ ذي لُبٍّ أن يتَّبعه"
يعني بيقول بقى واضح جدا لكل واحد عنده عقل وبيفكر إن محمد ﷺ مش ساحر ولا شاعر وإن الكلام إللي بيقوله هو كلام رب العالمين،
فبقى واجب على كل ذي عقل أن يتبع محمد ﷺ،
خالد بن الوليد كان بيقول الكلام ده في وسط مكة وسط المشركين وهو كمان لسه مشرك متخيلين😅
إيه بقى إللي خلى خالد بن الوليد يغير رأيه بعد عشرين سنة من الإعراض عن الإسلام ومحاربته مع إنه سمع القرآن قبل كده وسمع أحاديث رسول الله ﷺ🤔
خالد بن الوليد كان قائد عسكري قوي جدا، وانتم عارفين في ناس مش بتعترف إلا بالقوة، فهو دلوقتي اتواجه بقوة المسلمين وشاف التغيير الجذري إللي حصل لهم بعد سبع سنين فقط من خروجهم من مكة،
ويمكن ده إللي أخر إسلامه لحد دلوقتي، يعني هو له مكانة كبيرة في الجيش المكي ووسط العرب، فهو خاف لو كان دخل في الإسلام المكانة دي تضيع وميبقاش له لازمة على حسب ما كان فاهم،
ميعرفش إن رسول الله ﷺ كان بيحط كل واحد في مكانه المناسب، وإن واحد زيه هيكون له مكانة عظيمة وسط المسلمين وفي قيادة الجيوش،
يعني موهبته مش هتضيع بالعكس دي هتطور ومكانته هتبقى أفضل 💁‍♂️
وهو ده إللي رسول الله ﷺ وصّله لخالد عن طريق أخوه الوليد👌
إيه إللي حصل😁
أول ما جاء جيش المسلمين مع رسول الله ﷺ ودخلوا مكة لأداء العمرة بالصورة إللي احنا شرحناها المرة إللي قبل إللي فاتت وإزاي كانوا داخلين مظهرين قوتهم،
خالد بن الوليد مستحملش وترك مكة وخرج،
فلما دخل جيش المسلمين مكة رسول الله ﷺ سأل أخوه الوليد وكان من الصحابة هو فين خالد، فقال له الوليد يأتي به الله،
يعني لو كان فيه خير ربنا هيأتي بيه ويدخل في الإسلام،
فهنا رسول الله ﷺ قال للوليد:
"ما مثل خالد يجهل الإسلام، ولو كان جعل نِكايته وجدّه مع المسلمين على المشركين لكان خيرًا له، ولقدّمناه على غيره"
يعني مش واحد زي خالد في عقله يجهل الإسلام،
ولو هو خلى قوته وبأسه وخبرته القتالية مع المسلمين هيبقى أحسن له وهنقدمه على غيره بسبب كفاءته العالية في القتال إللي مفيش في المسلمين زيها👌
فالوليد راح يدوّر على خالد عشان يكلمه ويبلغه رسالة رسول الله ﷺ وإللي قاله عنه ملقهوش،
فكتب له رسالة وأرسلها له مع حد يوصلها له وقال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد:
"فإني لم أرَ أعجبَ من ذهابِ رأيك عن الإسلام، وعَقلُك عَقلُك، ومثلُ الإسلامِ جَهِلَه أحد؟
وقد سألني رسول الله ﷺ عنك فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به، فقال:
ما مثله جَهِل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين لكان خيرًا له، ولقدمناه على غيره، فاستدرك يا أخي ما فاتك، فقد فاتتك مواطن صالحة👌
يعني الوليد بيقول لخالد أنا مستغرب منك وإنك إزاي لحد دلوقتي مدخلتش الإسلام وانت عقلك حكيم ورأيك سديد، ومفيش حد دلوقتي ميعرفش عن الإسلام،
فانت إزاي لحد دلوقتي متأخر عن الدخول فيه😕
وحتى رسول الله ﷺ سأل عنك وقال إن مش واحد زي خالد يجهل الإسلام ولو دخل الإسلام وجعل قوته مع المسلمين هنحفظ له مكانته وهنقدمه على غيره، فمتضيعش وقت أكثر من كده وأسرع في الدخول للإسلام،
قبل بقى ما الرسالة توصل لخالد بن الوليد كان هو أصلا وقف وسط مجموعة من قريش وقال لهم الكلمتين إللي قلناهم في الأول:
"لقد استبان لكلِّ ذي عقلٍ: أنَّ محمَّداً ليس بساحرٍ، ولا شاعر وأنَّ كلامه من كلام ربِّ العالمين، فحقَّ لكلِّ ذي لُبٍّ أن يتَّبعه"
يعني هو كان خلاص الموضوع بقى واضح عنده مفيش مجال للشك إن الإسلام هو الحق،
وخدوا بالكم إن مش بس موقف المسلمين في العمرة وقوتهم هو إللي أثّر في خالد😅
دي في مواقف قبل كده حصلت خلّته يفكر في الإسلام، وينبهر بيه وينبهر برسول الله ﷺ نفسه👌
خلوني أقرب لكم الصورة،
خالد بن الوليد قائد عسكري، وعادة العسكريين إنهم بيدوسوا على كل القيم والأخلاق، والواقع يشهد بكده😑
وبيحققوا أهدافهم بغض النظر عن الوسائل إللي بيستعملوها دي شكلها إيه وخالد عارف الكلام ده كويس👌
لكن هو بقى شاف في رسول الله ﷺ قائد عسكري مختلف تماما، شاف قائد حكيم قوي يعيش وسط الناس بأخلاق وبمبادئ وقِيَم معينة مش بيخالفها أبدا،
ده غير تفوقه بقى على خالد من الناحية العسكرية💁‍♂️
يعني في غزوة أحد خالد مكنش هيقدر يهجم على المسلمين ويهزمهم لو مكنش الرماة وقعوا في خطأ عصيان أمر رسول الله ﷺ،
فهو شاف الخطة القتالية إللي رسول الله ﷺ كان حاططها وشاف إنه مكنش قصاده فرصة للفوز لولا خطأ الرماة،
وطبعا كان موجود في غزوة الأحزاب، وشاف خطة رسول اللهﷺ في الدفاع عن الخندق،
ومننساش موقفه في صلح الحديبية لما كان عايز يهجم على رسول الله ﷺ وجيش المسلمين وهم بيصلوا قبل ما يحصل صلح الحديبية، وبعدين نزلت صلاة الخوف وإن مجموعة تصلي ومجموعة تمسك السلاح
وهو مكنش قال لحد على موضوع الهجوم ده، فرسول الله ﷺ هيعرف إزاي إللي في نفس خالد إلا لو ربنا هو إللي أخبره👌
ولما شاف إللي حصل قال:
"إن القوم ممنوعون" يعني في حد بيحمي الناس دي،
فكل الأحداث دي عمالة بتسيب أثر ورا أثر في نفس خالد بن الوليد،
وشوفوا كده خالد بن الوليد نفسه بيقول إيه، بيقول:
"ٌقد شهدتُ هذه المواطن كلها على محمد، فليس موطن أشهدهُ إلا أَنصرفُ وأنا أرى في نفسي أني مُوضِع في غير شيء وأن محمدًا سيظهر"
يعني بيقول إنه حضر كل القتال ضد رسول الله ﷺ، وبعد كل قتال ما يخلص بيبقى عنده إحساس إن إللي بيعمله ده ملوش فايدة وإن محمد ﷺ هيظهر على الناس ومحدش هيغلبه👌
لحد ما حصل صلح الحديبية والأمور استقرت، هنا بقى خالد قعد يفكر مع نفسه ويقول:
أي شيء بقي؟ أين المذهب؛ إلى النجاشي؟ فقد اتبع محمدًا، وأصحابه آمنون عنده، فأخرج إلى هرقل؟ فأخرج من ديني إلى نصرانية أو يهودية، فأقيم مع عَجم تابعًا، أو أقيم في داري فيمن بقي؟
يعني بيقول هو فاضل إيه، هروح فين، أروح للنجاشي؟
ده النجاشي نفسه دخل في الإسلام وأصحاب محمد ﷺ آمنين عنده،
طيب أروح عند هرقل وأسيب ديني وأدخل في النصرانية أو اليهودية وأعيش مع ناس معرفهمش،
ولاّ أفضل في مكة في بيتي مع الناس إللي باقية😕
واستمر خالد في الحيرة دي لحد ما جاء رسول الله ﷺ والمسلمين للعمرة، ومبقاش مستحمل بقى وخرج من مكة،
زي إللي بيكون عايز يهرب من حقيقة قصاده وبيكذب نفسه، وبعدين في الآخر اعترف بالحقيقة دي واستسلم لها👌