فقراء المسلمين و جيش العُسرة

6 2 0
                                    

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن تجهيز الصحابة لجيش العُسرة وشوفنا ردود أفعال المنافقين على صدقات الصحابة؛ سواء إللي تصدق ودفع أموال كثيرة أو إللي دفع أموال قليلة بحسب استطاعته،
وكان من شدة فقر بعض الصحابة إن واحد منهم جاء لرسول الله ﷺ وأعطاه صاع من التمر، يعني حوالي كيلو ونص كده تمر وده إللي كان يقدر عليه👌
كان في بقى ناس فقراء جدا لدرجة إنهم معندهومش حتى الكيلو ونص ده،
زي الصحابي عُلْبَة بن زيد بن عمرو الحارثي،
جاء لرسول الله ﷺ مع مجموعة من الصحابة عايزين يخرجوا مع الجيش للقتال وكانوا حوالي سبعة، لكن المشكلة إنهم كانوا فقراء جدا زي ما قلنا،
فطلبوا من رسول الله ﷺ إنه يوفر لهم راحِلة يركبوا عليها عشان يخرجوا للجهاد، لكن رسول الله ﷺ مكنش عنده راحلة يحملهم عليها إلى تبوك😕
فكان رد فعلهم إيه🤔
مقلوش بقى الحمد لله الذي عافنا من المجهود الصعب ده، واحنا كده عملنا إللي علينا🤷‍♂️
لأ، ربنا العليم بذات الصدور بيوصف حالهم وبيقول:
"تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ"

تخيلوا إنهم وصلوا لدرجة من الصدق في النية والشوق إلى الجهاد بالنفس والمال إنهم بكوا من الحزن إن رسول الله ﷺ  مش لاقي لهم راحلة يحملهم عليها إلى تبوك👌
متخيلين شخص بيحرم من الجهاد فيبكي؛ لأنه مش قادر يجاهد في سبيل الله لا بمال ولا بنفس😞
ومش احنا يا جماعة إللي بنقول،
يعني احنا ممكن يكون نشوف واحد بيبكي عشان مش قادر يعمل طاعة معينة ونفسه يعملها،
لكن احنا مش عارفين هل هو صادقي في بكاؤه ده ولّا لأ،
يعني البكاء ده ممكن يكون رياء، وممكن يكون حماس اللحظة ولو اتيسر له أسباب الطاعة مش هيعملها وممكن...وممكن...🤷‍♂️
لكن إللي يعلم فعلا صدق القلب وإن البكاء ده بسبب الرغبة الحقيقية في عمل الطاعة هو ربنا👌
فربنا لما قال عنهم إن بكاؤهم كان بسبب الحزن على فوات الجهاد فده يدل إنهم كانوا في أعلى درجات الصدق والتجرد والتضحية لدرجة إن ربنا خلّد ذكرهم في القرآن إللي بنتعبد بيه لله وبنختمه على الأقل مرة كل شهر وقصتهم دي بتعدّي علينا مرة في الشهر على الأقل💁‍♂️
وشوفوا من إكرام ربنا لهم إيه إللي حصل👌

رسول الله ﷺ لما خرج بالجيش بعدين وهم ماشيين في الصحراء في الحر والتعب حوالي خمسين يوم رايح جاي، قال للصحابة بعد الغزوة وهم راجعين في طريق المدينة:
"إنَّ بالمدينةِ أقوامًا، ما سِرتُم مسيرًا، ولا قطعتُم واديًا إلا كانوا معكم شرَكوكم في الأجرِ"
يعني في المدينة مجموعة من الناس على الرغم من إنهم قاعدين في المدينة في بيوتهم في الظل ومرتاحين إلا إنهم بيشاركوكم في أجر كل حاجة بتعملوها👌
فالصحابة استغربوا وقالوا:
يا رسولَ اللهِ، وهم بالمدينةِ😳
قال: وهم بالمدينةِ، حبسهُمُ العذرُ👌
يعني همّ بيتمنوا وعايزين يجاهدوا بالمال؛ لكنهم لا يملكون لا درهم ولا دينار،
عايزين يجاهدوا بأرواحهم؛ لكنهم مرضى وميقدروش يشيلوا السلاح،
عايزين يشاركوا بأجسادهم؛ لكنهم لا يملكون راحِلة توصلهم لأرض الجهاد،
الناس الصادقة في نيتها دي هم إللي ربنا يعذرهم ويعطيهم مثل أجر القادرين المجاهدين بأموالهم وأرواحهم،
وهو ده العدل الإلهي فعلاً، ربنا بيعامل الناس على قدر الوسع والاستطاعة مش على حسب الأموال إللي يملكوها👌

السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن