موقف الأنصار من توزيع غنائم حُنين

7 1 0
                                    


اتكلمنا المرة إللي فاتت عن طريقة توزيع رسول الله ﷺ للغنائم، وشوفنا إزاي أعطى لأبي سفيان عطاء عظيم من الغنائم هو وابنيه يزيد ومعاوية رضي الله عنهم جميعا.

رسول الله ﷺ كمّل توزيع الغنائم وإعطاء المؤلفة قلوبهم،
فجاء حكيم بن حزام لرسول الله ﷺ،
ولو تفتكروا حكيم بن حزام ده يبقى ابن أخت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها،
يعني رسول الله ﷺ يبقى زوج عمته، وكان حكيم بيساعد المسلمين لما كانوا محاصرين في شِعب أبي طالب، وأسلم حكيم بعد فتح مكة،
حصل بقى حوار بين حكيم ورسول الله ﷺ مليان عِبر👌
وإللي حكي الحوار ده حكيم بن حزام نفسه، بيقول:
"سألت رسول الله ﷺ فأعطانِ"
يعني حكيم طلب من رسول الله ﷺ يعطيه من الغنائم، فأعطاه رسول الله ﷺ مائة من الإبل،
وبعدين حكيم سأله تاني إنه يعطيه من الغنائم، فأعطاه رسول الله ﷺ مائة ثانية من الإيل،
فسأله حكيم مرة ثالثة إنه يعطيه من الغنائم، فأعطاه رسول الله ﷺ مائة ثالثة، يعني واخد خمسة عشر مليون جنيه وهو واقف كده من رسول الله ﷺ 😅
هنا بقى رسول الله ﷺ كان عايز يعلم حكيم بن حزام درس تربوي مهم، قال له:
《يا حكيمُ، إنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلوَةٌ، فمَنْ أخَذَهُ بسَخَاوة نفْسٍ بُورِكَ لَهُ فيه،
ومَنْ أَخَذَهُ بإشْرافِ نَفْسٍ لم يُبَارك له فيه، وكان كالذي يأكلُ ولا يَشْبَعُ، اليدُ العليا خيرٌ من اليد السُّفلى》

هنا رسول الله ﷺ بيتكلم عن الدنيا بصفة عامة عشان كده قال حلوةٌ خَضِرة ومقلش حلوٌ خَضِر،
والمال جزء من الدنيا، فرسول الله ﷺ بيشبه المال بالخضار عشان يقوله إن المال سريع الزوال زي ما الزرع الأخضر بيذبل بسرعة👌
فاللي بياخد المال من غير ما يكون عنده شَرَه ومن غير إلحاح منه ومن غير ما يضايق المُعطي ولا يحرجه؛ ربنا بيبارك له في المال ده،
أما إللي بياخده بطمع وبيبقى عايز زيادة ويقعد يطلب ويطلب ربنا مش بيبارك له في المال ده، وبيبقى عامل زي إللي بياكل ومش بيشبع،
والإنسان إللي بيعطي وبيُنفق في سبيل السبيل الله أحسن من إللي بيسأل الناس وياخد أموالهم👌

لما سمع حكيم بن حزام كلام رسول الله ﷺ اتعلم الدرس وفهمه كويس، ورجع المائة الثانية والثالثة وأخذ الأولى فقط، وقال لرسول الله ﷺ:
"يا رسولَ الله، والذي بعثكَ بالحقِّ لا أرْزَأُ أحدًا بعدَكَ شيئًا حتَّى أفارقَ الدنيا"
يعني مش هاخد أي مال من أي حد لحد ما أموت 👌
وفعلا يا جماعة حكيم بن حزام حافظ على عهده ده مع رسول الله ﷺ لحد ما مات،
فكان أبو بكر الصديق في خلافته يدعوه عشان ياخد نصيبه من الغنيمة وهو كان يرفض ياخدها،
وكان عمر في خلافته يدعوه عشان ياخد نصيبه فكان بيرفض، وكان عمر بيقول للناس :
"إني أُشْهدُكُم يا مَعْشَرَ المسلمين على حكيم، أنِّي أَعْرِضُ عليه حَقَّهُ من هذا الفَيْء فيأبى أن يأْخُذَه"
يعني اشهدوا إني أعطيه نصيبه وحقه من الغنائم وهو إللي بيرفض ياخده مش أنا إللي منعته حقه،
واستمر كده لحد ما مات رضي الله عنه ولم يأخذ مال من أحد من المسلمين👌

السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن