منبر الرسول ﷺ و حنين الجذع

5 1 0
                                    

بدأنا المرة إللي فاتت الكلام عن الأحداث إللي حصلت في المدينة بعد رجوع رسول الله ﷺ،
واتكلمنا عن ولادة إبراهيم بن رسول الله ﷺ من مارية القبطية، وساعتها مكنش عند رسول الله ﷺ أبناء غير فاطمة رضي الله عنها؛
لأن زينب بنت رسول الله ﷺ ماتت في السنة الثامنة من الهجرة زي ما قلنا قبل كده في الجزء الثالث والستين،
فكان رسول الله ﷺ سعيد جدا بولادة ابنه إبراهيم وكان يحبه حبا شديدا ﷺ 😊

قبل ما نكمل باقي الأحداث، في سؤال عن الجزء إللي فات بيقول:
الإسلام حرر العبيد ومنع الرق وده يتنافى مع وجود السيدة مارية كجارية، فإزاي نجمع بين الاتنين🤔

◇أولا:
الإسلام لم يمنع الرّق أو يُحرمه، ومفيش أي نص من القرآن ولا السنة بيقول بمنع الرق أو تحريمه،
لكن الإسلام شجّع على عتق العبيد و رغّب فيه وفتح أبواب للعتق ده،
زي مثلا إنه جعله كفارة للقتل الخطأ، وكفارة للجماع في نهار رمضان، وكمان في كفارة اليمين وغيرها👌

◇ثانيا:
قبل الإسلام كان في مصادر كتيرة للاسترقاق منها:
الحروب، و المَدِين إذا عجز عن الدين يكون رقيقا،  والسطو والخطف، والفقر والحاجة،
فالإسلام قضى على كل ده ما عدا رق الحروب،
وهو إللي بيُفرض على الأسرى من الكفار ويُفرض على نسائهم وأولادهم،
يعني لو في حرب بين مسلمين وكفار وانتصر المسلمون أخذ المسلمون من العدو رجال أو نساء كعبيد و إماء ودول اسمهم السّبْي،
فمصادر الرق مع ظهور الإسلام كانت كثيرة، لكن طُرق ووسائل التحرر من الرق كانت تكاد تكون معدومة😕
فالإسلام قلب الموازين دي كلها فأكثر من أسباب الحرية ، وسَدَّ مَسالك الاسترقاق ووضع وصايا تسد المسالك دي،
يعني مثلا ربنا بيقول في حديث قدسي:
"ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ ، وذكر منهم : رَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ"
فبالوعيد ده اتقفل باب الخطف إللي كان سبب رئيسي في انتشار الرق💁‍♂️
واحنا شوفنا إن زيد بن حارثة كان حر واتخطف واتباع كعبد، لحد ما وصل لرسول الله ﷺ واتبناه في القصة إللي احنا قلناها قبل كده،
والإسلام موقفش عند كده وبس، ده حتى في الحروب أضاف خيارين مكنوش موجودين قبل كده وهما:
المَنّ والفداء،
يعني قبل الإسلام كان الأسر في الحروب من أظهر مظاهر الاسترقاق، وكل حرب لابد فيها من أسرى،
وكان العُرف المنتشر ساعتها إن الأسرى لا حرمة لهم ولا حق، وهم بين أمرين إما القتل وإما الرّق،
لكن الإسلام فتح باب المَنّ وهو العفو عن الأسرى، أو الفداء يعني إن الأسير أو أهله يدفعوا فدية مقابل إطلاق سراح الأسير ده👌
واحنا شوفنا إللي حصل في بدر للأسرى إللي رسول الله ﷺ أطلق سراحهم بالفداء،
وشوفنا رسول الله ﷺ لما تزوج جويرية بنت الحارث وكانت أسيرة وبنت زعيم بني المصطلق،
و ساعتها الصحابة أطلقوا سراح الأسرى إللي عندهم، والأسرى دول همّ عبيد وإماء، وكل ده بدون مقابل👌

السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن