أحداث معركة مؤته

4 1 0
                                    


وقفنا المرة إللي فاتت عند وصول جيش المسلمين لمدينة مَعَان الأردنية إللي لقوا متجمع فيها حوالي مائتين ألف مقاتل من قبائل العرب في شمال الجزيرة العربية ومن الدولة الرومانية،
الصحابة اتفاجؤوا بالعدد الكبير إللي مكنوش متوقعينه، فعملوا زي مجلس استشاري كده عشان يشوفوا إيه أفضل حل ممكن يعملوه،
قبل ما نعرف الحلول إللي الصحابة اقترحوها عايزين نعرف ليه الرومان جمعوا الأعداد دي كلها لقتال المسلمين🤔

قلنا المرة إللي فاتت إن العرب مكنش من عادتهم إنهم يتجمعوا ولا يتوحدوا ويقاتلوا تحت راية واحدة ده بالعكس كانوا بيقاتلوا بعض،
لكن معنى إنهم يتجمعوا ويكوّنوا جيش من مائة ألف مقاتل فده أكيد بأمر من هرقل ملك الروم،
لأن القبائل والدول العربية مش بتتحرك وقت القتال إلا لما تاخد الإذن من القائد الأعظم للدولة الأولى في العالم،
ساعتها الكل يتجمع👌
فكان الهدف من التجميع الكبير ده إنهم يقضوا على الإسلام تماما، يعني مش مجرد إنهم يكسبوا معركة وخلاص، لأ، ده عايزين يُبيدوا جيش المسلمين تماما،
يعني هرقل عارف كويس جدا إنه بيحارب نبي، ففكر إنه لما يجمع جيش بقوة خارقة وبأعداد كبيرة ممكن يغلب جيش النبي ده،
ده غير إنهم مكنوش عارفين عدد جيش المسلمين بالضبط أد إيه فكوّنوا جيش كبير جدا مهما المسلمين جمّعوا من أعداد فمش هييجي حاجة جنب الجيش إللي الدولة الرومانية جمعته👌

نشوف بقى إيه الآراء إللي الصحابة اقترحوها عشان يخرجوا من الأزمة دي:
◇الرأي الأول:
إن المسلمين يرسلوا رسالة لرسول الله ﷺ في المدينة يخبروه بأن الأعداد كبيرة جدا، وهو إللي يحدد بقى يعملوا إيه، هل يُرسل لهم مدد ولاّ يأمرهم بالقتال،ولاّ يأمرهم بالانسحاب،
لكن الرأي ده مكنش واقعي وكان صعب تنفيذه؛ لأن عشان واحد يروح لرسول الله ﷺ في المدينة يخبره بالرسالة محتاج إسبوعين رايح وأسبوعين جاي،
يعني الجيش هيستنى شهر كامل قبل ما ياخدوا أي قرار وده مستحيل طبعا، يعني لو جيش المسلمين استنى، فجيش الكفار مش هيستناهم😅
◇الرأي الثاني:
إن زيد بن حارثة رضي الله عنه قائد الجيش ينسحب بالجيش وميدخلش في أي قتال، وأصحاب الرأي دول قالوا  لزيد بن حارثة:
"قد وطِئت البلاد وأخفت أهلها فانصرف، فإنه لا يعدل العافية شيء"
يعني هم شايفين إن الحرب دي مُهلكة لهم، وجيش المسلمين سمّع الناس عنه وعن الإسلام فخلاص خلينا ننسحب🤷‍♂️
◇الرأي الثالث:
إنهم يدخلوا المعركة بدون أي تردد ويواجهوا الأعداد كلها،
وكان صاحب الرأي ده هو عبد الله بن رواحة رضي الله عنه،
وقالهم بكل وضوح:
  يا قوم!
"والله إن التي تكرهون لَلّتي خرجتم تطلبون،
وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا، فإنما هي إحدى الحُسْنيين: إما ظهور، وإما شهادة"
يعني هو انتم خرجتم للجهاد ليه، مش عشان عايزين الشهادة في سبيل الله؟ طيب لما الشهادة جت لكم لحد عندكم بقيتم كارهينها؟! ده هي دي إللي احنا خارجين عشانها أصلا👌
واحنا مش بنقاتل الناس بالعدد ولا بالقوة ولا بالكثرة لكن بنقاتلهم بالعقيدة وقوة تمسكنا بالدين،
فخلونا نقاتل والنتيجة هتكون حاجة من اتنين نتمناهم إما النصر أو الشهادة👌
طبعا مش معنى الكلام إن المسلمين يتركوا الاستعداد للمعركة 😅
لأ، هم يعملوا ويقدموا إللي يقدروا عليه وربنا هينصرهم، وربنا قال:
"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ "
فلما عبد الله بن رواحة قال كلامه ده كل الصحابة قالوا:
صَدق والله ابن رواحة👌
وأجمعوا كلهم على القتال والدخول في المعركة.

السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن