تحطيم الأصنام الكبرى بعد الفتح

4 1 0
                                    

وقفنا المرة إللي فاتت عند الأنصار لما قالوا عن رسول الله ﷺ:
"أما الرّجل فأَدركَتْه رغبةً في قريتِه ورأفةً بعشيرتِه"
هم قالوا كده لما شافوا عفو رسول الله ﷺ عن أهل مكة، فكانوا مفكرين إن خلاص كده دورهم انتهى وإن رسول الله ﷺ هيسيبهم ويرجع لمكة، ولو تفتكروا في بيعة العقبة الثانية الأنصار قالوا لرسول الله ﷺ:
" إنّ بيننا وبين القومِ حبالاً وإننا قاطعُوها"
يعني احنا عندنا عهود ومواثيق بينا وبين اليهود وبين القبائل، واحنا هنقطع عهودنا معاهم وهنقاتل الأحمر والأسود من الناس، فهل لو ربنا نصرك هترجع لقومك وتسيبنا؟
فرسول الله ﷺ ساعتها كان قالهم لأ وإنه هيفضل معاهم،
لكن هم دلوقتي شايفين رقة ورحمة رسول الله ﷺ في تعامله مع قومه،
فخافوا إن رسول الله ﷺ يرجع لمكة بعد ما أسلم أهل مكة وبقوا خلاص جزء من الدولة الإسلامية،
فهم من حبهم لرسول الله ﷺ مش عايزينه يبعد عنهم نهائي،
الأنصار كانوا قالوا الكلام ده لما كان رسول الله ﷺ واقف على جبل الصفا بينظر على مكة وبيدعو الله ويحمده وكانوا هم واقفين تحت جبل الصفا،
يعني رسول الله ﷺ واقف على قمة الجبل وهم واقفين تحت،

☆طيب عارفين صحيح ليه رسول الله ﷺ كان واقف بينظر على مكة من على جبل الصفا بالذات وبيحمد ربنا😁
لو تفتكروا،
رسول الله ﷺ وقف نفس الموقف ده من واحد وعشرين سنة وقعد ينادي على أهل مكة كلهم ويقول لهم إنه رسول من عند الله ووقف بينذرهم إن في حاجة اسمها آخرة وفيها نعيم وفيها عذاب أليم للي مش هيؤمن بيه،
وكان رد فعل أهل مكة إنهم كذبوه وآذُوه وعمه نفسه قال له تبا لك ألهذا جمعتنا،
وإللي كان يشوف موقف رسول الله ﷺ ساعتها مكنش يتخيل أبدا إن هييجي يوم ورسول الله ﷺ هيقف في نفس المكان وهو منتصر وأهل مكة داخلين في الإسلام،
فوقف رسول الله ﷺ على نفس المكان إللي كانوا كذبوه فيه، لكن المرة دي وقف فيه بعد ما صدقوه وكأن شريط طويل من الذكريات بيمر أمام أعين رسول الله ﷺ في اللحظة دي وبيحمد ربنا على الفتح المبين ده👌
في اللحظة دي بقى بعد ما قال الأنصار كلمتهم، جاء الوحي لرسول الله ﷺ وأخبره بكلام الأنصار، فنادى رسول الله ﷺ على الأنصار وقال لهم: انتم قلتم:
" أَمَّا الرَّجُلُ فقَدْ أَخَذَتْهُ رَأْفَةٌ بعَشِيرَتِهِ، وَرَغْبَةٌ في قَرْيَتِهِ"؟
فرد عليه الأنصار وقالوا:
" قد قُلْنا ذاك يا رسولَ اللهِ"
يعني احنا فعلا قلنا الكلام ده، فقال لهم رسولُ اللهِ ﷺ :
أَلَا فَما اسْمِي إذًا؟
قالها ثلاث مرات، لأنهم قالوا 《أما الرجل》 فرسول الله ﷺ بيعاتبهم إنهم قالوا كلمة الرجل، وكمل كلامه وقال لهم:
"كلَّا! إنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه هاجَرْتُ إلى اللهِ وإليكم، المَحْيا محياكم والمَماتُ مماتُكم"
يعني أنا اسمي عبد الله ورسوله مش تقولوا عليّ رجل، وأنا هاجرت لله وإلى دياركم عشان أعيش فيها فمش هسيبها ومش هرجع عن هجرتي لله وهفضل معاكم ومش هعيش غير عندكم ومش هموت غير عندكم،
ومش معنى إني تعاطفت مع الأحداث إللي حصلت في مكة وفرحت بإسلام أهلي وعشيرتي إني هقعد في مكة وأترككم ومستحيل أخلِف عهدي معاكم👌
فأقبَلوا يبكون ويقولون:
واللهِ ما قُلْنا الَّذي قُلْنا إلَّا ضنًّا باللهِ ورسولِه😢
يعني بدأوا يبكوا ويبينوا لرسول الله ﷺ همّ ليه قالوا الكلمة دي،
وحلفوا بالله إنهم مقلوش الكلام ده إلا بُخلًا بما آتاهم اللهُ مِن كرامةٍ، يعني مش عايزين حد تاني ياخد الكرامة إللي ربنا أعطاها لهم من نصرة الإسلام ونصرة رسول الله ﷺ،
وشُحًّا بِرسولِ اللهِ ﷺ أنْ ينتقلَ مِن بَلدتِنا إلى بلدتِه،
يعني مش عايزين رسول الله ﷺ يسيب المدينة ويرجع بلده إللي هي مكة،
فقال لهم رسول الله ﷺ:
وإنَّ اللهَ ورسولَه يُصدِّقانِكم ويعذِرانِكم 👌
يعني ربنا ورسوله مصدقين كلامهم إللي قالوه وبيعذروهم،
وقال رسول الله ﷺ عن الأنصار:
"آية المنافق بُغْض الأنصار ، وآية المؤمن حُب الأنصار"
يعني علامة إن الشخص ده منافق إنه يكره الأنصار؛ لأن الأنصار ساعدوا رسول الله ﷺ ونصروا الدين ومكنش لهم أي جزاء في الدنيا في مقابل تضحيتهم بالمال والنفس 👌
فاللي بيكره الأنصار يبقى منافق لأن المنافقين بيكرهوا رسول الله ﷺ وبيكرهوا يشوفوا الإسلام منتصر،
وإللي بيحب الأنصار بيكون مؤمن وده دليل قاطع على كمال إيمانه كمان؛ لأنه بيكون أحبهم في الله يعني أحبهم لأنهم نصروا رسول الله ﷺ وأيدوه وآوُوه، وفي الحديث:
"مَن أحب في الله وأبغض في الله فقد استكمل الإيمان"
وكل إللي البذْل إللي بذله الأنصار قبل الفتح له قيمة عالية جدا في الإسلام بعكس مَن بذل ماله ونفسه بعد الفتح؛
لأن البذل والتضحية والجهاد قبل فتح مكة كان في وقت الشدة ووقت العناء ووقت المشقة،
ومش ممكن أبداً يتساوى من أَنفق قبل الفتح وقاتل مع إللي إللي أسلم وانفق في سبيل الله بعد الفتح،
وربنا نفسه هو إللي قال كده:
" لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"
أيوة الاتنين هيدخلوا الجنة ولهم الأجر والثواب، لكن فرق كبير جدا بين درجاتهم في الجنة،
وحتى حصل موقف بيوضح المعنى ده،
جاء واحد من الصحابة اسمه مُجَاشِع بن مسعود رضي الله عنه بأخيه مُجَالِد بن مسعود عشان يُعلن إسلامه أمام رسول الله ﷺ بعد الفتح،
ومجَاشِع كان من إللي أسلموا قبل الفتح ومُجالد أخوه من إللي أسلموا بعد الفتح،
فجاء بأخيه قال لرسول الله ﷺ : جئتُك بأخي لتبايعه على الهجرة،
فقال له رسول الله ﷺ :
ذهب أهل الهجرة بما فيها👌
يعني خلاص مبقاش في هجرة وأصحاب الهجرة سبقوا الناس بها،
فقال مجاشع: على أي شيء تُبَايِعه؟
يعني طيب هتبايعه عليه بقى دلوقتي، فقال له رسول الله ﷺ:
أبَايعه على الإسلام والإيمان والجهاد.
فزمن الهجرة إلى رسول الله ﷺ في المدينة خلاص انتهى بعد فتح مكة👌

السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن