عُروة بن مسعود الثقفي و مؤمن آل ياسين

8 1 0
                                    

هنكمل كلام عن أحداث السنة التاسعة من الهجرة إن شاء الله،
في شهر صفر من السنة التاسعة للهجرة أرسل رسول الله ﷺ الصحابي عبد الله بن عَوْسَجَة رضي الله عنه لبني حارثة بن عمرو يدعوهم إلى الإسلام،
وكان رسول الله ﷺ كتب لهم صحيفة يدعوهم فيها للإسلام،
وكانت الصحائف إللي بيتكتب عليها من الجلود، فلما أعطاهم رسالة رسول الله ﷺ أخذوا الصحيفة وغسلوها ورقّعوا بها أسفل دَلْوُهِم، يعني الدّلو إللي بيشيلوا بيه المية كان بينقط راحوا واخدين صحيفة رسول الله ﷺ وغسلوها من الكتابة ووضعوها في قعر الدلو،
وطبعوا رفضوا الدخول في الإسلام، يُقال إن رسول الله ﷺ لما عرف قال:
"مالهم أذهب الله عقولهم!"
يعني رسول الله ﷺ دعا عليهم بذهاب العقل، لكن الله أعلم هل الكلام ده صحيح ولّا لأ🤷‍♂️
لأن الحديث إللي ذُكر فيه دعاء رسول الله ﷺ عليهم ملوش إسناد، لكن أهل السِّير بيقولوه من باب الحكاية بس😅

في نفس الشهر، شهر صفر بعث رسول الله ﷺ قطبةَ بن عامر ومعاه عشرين رجل لحَيٍّ مِنْ خَثْعَمَ بالقرب من تَبَالة الموجودة بقرب منطقة عَسِير في الجزيرة العربية،
ولو تفتكروا قطبةَ بن عامر ده كان واحد من الستة من قبيلة الخزرج إللي أسلموا في البداية خالص لما كان رسول الله بيعرض الإسلام على القبائل،
وبعد كده رجعوا ليثرب وبداوا يدعوا قومهم الخزرج وبدأوا يدعوا الأوس وبعد كده حصلت بيعة العقبة الأولى،
وممكن ترجعوا للجزء الأربعين لو حابين تفتكروا الأحداث😊

المهم، رسول الله ﷺ بعثه للحي ده من خثعم وأمره إنه يُغِير عليهم،
وكانت قبيلة خثعم تشرك بالله وتعبد صنم اسمه ذو الخُلّصَة وكان له اسم تاني هو الكعبة اليَمَانِية،
العشرين رجل من الصحابة كانوا بيتناوبوا على عشرة من الإبل،
وهمّ ماشيين في الطريق وكانوا قرّبوا من القبيلة، شافهم رجل فمسكوه وبدأوا يسألوه لو عنده معلومات والرجل ده مش راضي يرد عليهم ولا يجاوبهم بحاجة،
وبدأ ينادي بصوت عالي على القبيلة ويحذّرهم من المسلمون،
فقتله المسلمون،
وهجم المسلمون على القبيلة وحصل بينهم قتال شديد أدّى إلى كثرة الجرحى بين الفريقين،
وقَتل قطبةُ بن عامر مَنْ قَتَلَ، وَسَاقُوا الأنعام وَالنساءَ وَالشَّاءَ إِلَى المدينَةِ.

في شهر ربيع الأول جاء رجل ليسلم عند رسول الله ﷺ، والرجل ده محدش كان يتوقع إسلامه أصلا😅
الرجل ده هو 《عُروة بن مسعود الثقفي》👌
وعروة بن مسعود ده هو تاني أعظم رجل عند العرب،
فاكرين في الجزء الخامس عشر لما رسول الله ﷺ بدأ يدعوا قريش في البداية خالص وقالوا الكلام حلو بس ليه نزل على واحد فقير ضعيف زي محمد ﷺ،
وقالوا لو كان أُنزل على رجل من القريتين عظيم كان يبقى أحسن،
"وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ"
والمقصود بالقريتين هما مكة والطائف، الوليد بن المغيرة من مكة وعروة بن مسعود الثقفي في الطائف،
وهو أشبه الناس بعيسى بن مريم،
وعروة بن مسعود هو صاحب الحوار المشهور إللي حكينا عنه في صلح الحديبية وهو إللي قال:
لقد وَفدتُّ على كسرى وقيصر والنجاشي، فوالله ما رأيت ملكاً قط يُعظّمه أصحابه، مثل ما يعظم أصحاب محمدٍ محمدًا!
عروة بن مسعود مكنش موجود في الطائف لما رسول الله ﷺ حاصرها،
لكنه كان في الأردن ساعتها بيتعلم صناعة الدبابات والمنجنيق،
و هو راجع من الأردن عرف الأحداث إللي حصلت وإن رسول الله ﷺ فتح مكة وحاصر الطائف، فبعد ما عرف الأحداث دي كلها وقع الإسلام في قلبه،
فبدل ما يروح الطائف راح مُتجه للمدينة لرسول الله ﷺ وأسلم عنده، وطبعا مش هقول لكم على فرح رسول الله ﷺ بإسلامه😁
زعيم الطائف وعظيم العرب يدخل في الإسلام 😮
قعد عروة بن مسعود في المدينة فترة قصيرة وبعدين استأذن رسول الله ﷺ إنه يرجع لقومه في الطائف ليدعوهم للإسلام،
فرسول الله ﷺ خاف عليه من أهل الطائف إنهم يقتلوه، فقال له رسول الله ﷺ :"إنّهم إذًا قاتلوك"
فقال عروة لرسول الله ﷺ إن قومه بيحبوه ومستحيل يؤذوه وبيسمعوا كلامه، فمع إصراره أَذِن له رسول الله ﷺ إنه يروح يدعو قومه،
و فعلا توجه عروة للطائف، ولما وصل ودخل بيته الناس بقت تجيله وتسلم عليه، فقال لهم دي تحية الجاهلية، وعليكم بتحية أهل الجنة السلام،
فآذوه ونالوا منه و هو اتعامل معاهم بمنتهى الحِلم والصبر، وخرجوا من عنده وقعدوا يتآمروا عليه، ولما طلع الفجر طلع  على غُرْفة له فأذّن بالصلاة،
فخرجت إليه ثقيف من كلّ ناحية، وبدأوا يعترضوا عليه وراح واحد منهم من بني مالك راميه بسهم في أَكحُله، والأكْحَلِ: هو العِرقُ الَّذي في نِهايةِ القدَمِ،
وهو نفس المكان إللي أُصيب فيه سعد بن معاذ رضي الله عنه يوم الخندق، وكان رسول الله ﷺ كواه لسعد بالنار مرتين عشان النزيف يقف،
فعروة لما أُصيب، استمر الدم ينزف من الجرح، فكده خلاص عرف إنه ميت ميت😓
وقيل لعروة: ما ترى في دمك؟
لأن في مجموعة لبست السلاح وقالوا إما نموت كلنا أو نقتل عشرة من سادات بني مالك،
فنهاهم عروة عن القتال بينهم وقال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ👌
وقال لأصحابه:
إذا متّ فادْفنوني مع الشهداء الذين قُتلوا مع رسول الله ﷺ، قبل أن يرتحل عنكم"
وعروة بن مسعود شهيد لأنه قُتل في موضع دعوة إلى الله،
ولما مات دفنوه مع أصحاب رسول الله ﷺ إللي قتلوا قبل ما رسول الله ﷺ يفك الحصار ويرجع للمدينة،
رحمه الله ورضي الله عنه،
في حديث 《《ضعيف》 》بيقول إن رسول الله ﷺ لما وصله الخبر مقتل عروة بن مسعود قال:
"مَثَلُ عُرْوَةَ، مَثَلُ صَاحِب يَاسِينَ دَعَا قوْمَه إلَى الله فَقَتَلُوهُ"
هو الحديث وإن كان ضعيف لكن معنها صحيح، وهو إن قصة عروة بن مسعود تشبه قصة صاحب ياسين،
أو مؤمن آل ياسين👌
خلونا نشوف قصته وانتم احكموا بنفسكم هل فعلا في شبه بينهم هم الاتنين ولّا لأ😁

السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن