السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبي

دخول النبي ﷺ مكة فاتحًا

وقفنا المرة إللي فاتت عند دخول أبي سفيان للإسلام، وشوفنا إن دخوله كان دخول اضطراري،
فالعباس كان عايز يهوّن شوية على أبي سفيان ويستمِيل قلبه ويثبته على الإسلام فقال لرسول الله ﷺ:
"يا رسولَ اللهِ! إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ يُحبُّ هذا الفخرَ فاجعلْ له شيئًا"
يعني أبو سفيان بيحب التباهي بين الناس، فأعطيه شيء يفتخر ويبقى مبسوط بيه بين الناس ،
فقال رسول الله ﷺ:
"نعم، مَن دخل دارَ أبي سفيانَ فهو آمِنٌ ومن أغلق عليه بابَه فهو آمِنٌ، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن"
يعني أي حد من أهل مكة هيدخل دار أبي سفيان هيكون آمن من القتل، وأي حد هيقفل عليه باب بيته أو يدخل البيت الحرام هيكون آمن من القتل👌
على فكرة احنا لو ركزنا هنلاقي إن مفيش فرق يعني بين إن الواحد يقفل عليه بابه وبين إنه يروح بيت أبي سفيان😅
يعني النتيجة واحدة أصلا💁‍♂️
لكن رسول الله ﷺ خصّ أبا سفيان بذكر بيته هو بالذات كنوع من الشرف،
وخدوا بالكم إن إللي عمله رسول الله ﷺ ده بإنه أعطى لأبي سفيان حاجة يفتخر بيها كان تصرف حكيم منه ﷺ 👌
ليه🤔
لأن رسول الله ﷺ شاف إن أبا سفيان أسلم وهو في موقف المضطر، يعني معندوش حل تاني غير إنه يدخل في الإسلام، يعني لسه مش مقتنع بالنبوة ولا حاسس بالانتماء الحقيقي للإسلام،
وبسبب كده ممكن أبو سفيان ينتهز أي فرصة للانقلاب على المسلمين😕
وكمان مننساش إن أبا سفيان زعيم مكة بقاله سنين فلو رسول الله ﷺ لم يعطه مكانته فبالتأكيد ده هيأثر تأثير سلبي على أبي سفيان وعلى أهل مكة كلهم،
ده غير بقى إن رسول الله ﷺ لما أعطى لأبي سفيان الشرف والفخر بإن إللي يدخل بيت أبي سفيان فهو آمن، هو كده بيستخدمه لصالح الإسلام،
بمعني إن أبا سفيان بعد الموقف ده هيبقى من رجال الإسلام و وُلاتِه بدل ما يكون من أعدائه،
ورسول الله ﷺ كده كده مخسرش حاجة لما أعطاه الشرف ده،
يعني هي حاجة تنفع ولا تضر ولا تقدم ولا تؤخر شيء عند المسلمين لكنها تكسب قلب أبي سفيان👌
وزي ما هنشوف إن شاء الله إن المنحة إللي رسول الله ﷺ أعطاها لأبي سفيان دي هتكون سبب في إن أبا سفيان هيدفع الناس لدخول بيوتهم وعدم مقاومة المسلمين ويبقى سهل على رسول الله ﷺ فتح مكة بدون مقاومة وسفك دماء،
ده غير بقى إن الشرف إللي رسول الله ﷺ أعطاه لأبي سفيان ده وراه معنى خطير🤭
والمعنى ده هو :
فرض حظر التجوال المؤقت على أهل مكة👌
يعني يا جماعة طول ما الواحد فيكم داخل بيته أو في المسجد الحرام أو في بيت أبي سفيان فهو في أمن مِن القتل،
طيب وإللي هيبقى برة البيت في الطريق 😈
ده بقى غير آمن وساعتها منعرفش ممكن نعمل فيه إيه، وطبعا حظر التجوال ده عشان رسول الله ﷺ عايز يمنع الناس من أي فرصة للمقاومة وكمان عايز يمنع القتل العشوائي في أهل مكة،
يعني باختصار عايز يتم فتح مكة بأقل الخسائر الممكنة من الطرفين👌

العباس لما قام عشان يمشي مع أبي سفيان، رسول الله ﷺ قال له:
" يا عباس! احبِسْه بمَضِيقِ الوادي عند حَطيِمِ الجُندِ حتى يمرَّ به جنودُ اللهِ فيراها"
يعني رسول الله ﷺ بيقول للعباس إنه يخلي أبا سفيان يقعد يستنى عند مكان معين عشان يشوف الجيوش الإسلامية وأعدادها وعُدّتها وتنوّع أفرادها،
عايزه يشوف الأحزاب المؤمنة ويشوف الفرق إللي بينها وبين الأحزاب إللي هو كان جامعها من ثلاث سنوات فقط👌
والسبب في إن رسول الله ﷺ عايز يخلي أبا سفيان يشوف الجيش وتجهيزاته هو إنه مش عايز يسيب فرصة للشيطان مع أبي سفيان 😅
يعني مش عايز الشيطان يلعب في دماغ أبي سفيان ويخليه يرجع عن إسلامه بأي طريقة؛ فرسول الله ﷺ عايز يزلزل معنويات أبي سفيان وبالتالي مش هيبقى عنده أي أمل في المقاومة ويعرف إنه ملوش طاقة في قتال جيش رسول الله ﷺ 👌