السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبي

الشوري 🔰

#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_التاسعة_والسبعون
#الشورى
#قصة_تحريم_الخمر

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن رجوع جيش المسلمين للمدينة بعد غزوة أُحد وشوفنا رد فعل أهل المدينة من المؤمنين ومن المنافقين واليهود كان عامل إزاي،
وشوفنا تعليق القرآن على أحداث غزوة أحد وفَضْحه للمنافقين،
وهنا يظهر عندنا نقطة مهمة جدا👌
لو رجعنا بالأحداث لقبل غزوة أُحد لما كان رسول الله ﷺ بيشاور الصحابة نطلع نقاتل المشركين خارج المدينة ولّا نقاتلهم داخل المدينة،
لو فكرنا بالعقل هنلاقي إن الرأي الصحيح كان إن المسلمين يقاتلوا المشركين داخل المدينة زي ما رسول الله ﷺ قال في البداية،
ولكنه خالف رأيه ونزل على رأي الصحابة لأن رأيهم كان الأغلب وطبعا دي كانت أراء اجتهادية منزلش بها وحي قاطع 😅
يعني من الآخر كده الشورى كانت سبب من أسباب الهزيمة من البداية خالص، والمفروض كان رسول الله ﷺ خلى رأيه هو إللي يمشي وكان يُلزم به المسلمين،
فبعد ما شفنا الأثر السلبي للشورى في الموقف ده الطبيعي بالعقل إننا نلغي الشورى🤷‍♂️
لكن ربنا سبحانه وتعالى قال لرسول الله ﷺ إنه يستمر في مشاورة أصحابه والأخذ برأيهم👌
مش معنى إن رأي الشورى كان خطأ مرة يبقى الشورى نفسها سيئة على طول الخط بالعكس،
ده استشارة 《أصحاب الرأي السديد الموثوق فيهم》
بتخلق أفكار كثيرة وبتُنتج أراء صحيحة، والمُشاوِر لا يكاد يُخطئ وحتى لو أخطأ فمش هيبقى عليه اللوم زي واحد لم يشاور أحد من البداية💁‍♂️
وكمان من أهم الصفات إللي تخلي القائد محبوب بين جنوده وإنهم يطيعوا أوامره هي المشاورة،
لأنه لما ياخد رأيهم في الأمور الخاصة بالدولة إللي محتاجة مشورة؛ ده هيخلي الجنود يشعروا إنهم جزء من الدولة دي وإن قائدهم حريص على المصلحة العامة للجميع وهيثقوا فيه،
وبالتالي هيكونوا حريصين جدا على طاعته وهيبذلوا جهدهم وطاقتهم في مساعدته 👌
بعكس لو القائد كان مستبد برأيه، وبيتعامل مع الجنود على إنهم مجرد أدوات يجب عليهم تنفيذ الأمر وبس😑
هنلاقيهم بيبعدوا عن القائد وكارهينه وحتى لو أطاعوا أمره فهيطيعوه وهم مضطرين ومن غير ما يكون في حرص منهم على مصلحة دولتهم أو حتى دينهم،
وده إللي ربنا قاله لرسوله ﷺ في القرآن:
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ"
ربنا قال لرسول الله ﷺ إنه يعفو عن الخطأ إللي حصل في غزوة أحد، وبيأمره إنه يستمر في مشاورة أصحابه،
وإنه لو كان سيء الخُلق وقاسي القلب معاهم كان زمانهم انفضوا من حوله👌

☆طيب خلونا نستفيد في حياتنا العملية من قصة الشورى دي، ماهو احنا مش مجرد بنحكي قصة وخلاص احنا عايزين نتربى على أخلاق رسول الله ﷺ وأخلاق القرآن😁
المشاورة مش بتكون بس بين القائد وجنوده،
المشاورة بتكون بين الرجل وزوجته، بين الأم والأب وأبنائهم،
بين الأصحاب وبعض،
مينفعش الزوج ياخد قرار خاص بالأسرة كلها وهيأثر على أهل بيته كلهم من غير ما ياخد رأيهم ويشاورهم،
مينفعش الأم مثلا تاخد قرار خاص بأبنائها من غير ما تاخد رأيهم،
《طبعا في الحاجات إللي محتاجة مشورة فقط 👌》