ولادة إبراهيم ابن النبي ﷺ

3 0 0
                                    

وقفنا المرة إللي فاتت عند الثلاث سرايا إللي أخرجهم رسول الله ﷺ بعد فتح مكة في المناطق المحيطة بمنطقة مكة،
◇السرية الأولى:
كانت بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه، والسرية دي كانت في شهر شوال، بعد ما هدم خالد بن الوليد صنم العزى وحكينا قصة هدم الصنم في الجزء المائة وسبعة وستون،
السرية دي كانت لبني جُذَيْمة، وكانوا في بلدة أسفل مكة ناحية يَلَمْلَم،
وكان الهدف من السرية دي هو الدعوة إلى الإسلام،
فاتجه خالد بن الوليد لبني جذيمة ومعاه حوالي أربعمائة صحابي،
فلما وصلت السرية لبني جذيمة دعاهم خالد للإسلام زي ما رسول الله ﷺ أمره،
فقالوا لخالد:
《صَبَأْنَا صَبَأْنَا》
وكلمة صبأنا دي لها ماضي سيء مع المسلمين، فهي كلمة مشهورة بين المشركين ومعناها عندهم اتباع دين محمد ﷺ،
يعني إللي يتبع دين الإسلام يبقى صَبَأ، فانتشرت الكلمة وبقت معروفة عندهم وبقت عادة،
وكانت قريش بتقولها بقصد ذم والسخرية من المسلمين الأوائل في مكة، وخالد كان عارف كده،
فبني جُذَيمة أسلموا، فبدل ما يقولوا أسلمنا قالوا صَبَأْنَا،
فخالد فكرهم إنهم بيستهزأوا😕
فبسبب سوء التفاهم ده وعدم التثبت من مقصدهم بدأ خالد يقتل منهم ويأسر، وكل واحد من الصحابة إللي كانوا معاه أخذ الأسير إللي أسره،
وبعد كم يوم أمر خالد الصحابة إن كل واحد منهم يقتل أسيره😶
فعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
" وَاللَّهِ لاَ أَقْتُلُ أَسِيرِي ، وَلاَ يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ"
يعني لا أنا ولا حد من أصحابي هيقتل أسيره ورفضوا أوامر خالد بن الوليد،
فلما رجعوا لرسول الله ﷺ حكوا له إللي حصل فرفع رسول الله ﷺ يده وقال:
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ" قالها مرتين،
يعني يارب أنا مش موافق على إللي خالد عمله ده،
فرسول الله ﷺ أعلن تبرؤه من إللي حصل ده أمام الناس؛ عشان الكل يستوعب ويفهم خطورة الخطأ إللي حصل ده،
و مكانة خالد ممنعتش رسول الله ﷺ إنه يَجهر بتبرأه من إللي عمله خالد؛
لأن التستر على الأخطاء إللي زي كده هيشجع على تكرارها وممكن يساعد على بقائها وازديادها بعدين،
فكان غَضَب رسول الله ﷺ من خالد لأنه استعجل ولم يتثبت ويفهم منهم يقصدوا إيه بالضبط بكلمة صبأنا دي؛
لأن الصّبَأْ معناه الخروج من دين، فيُقال عن الرجل صابئ إذا خرج من دين كان فيه إلى دين تاني،
فقولهم: صبأنا، كلام يَحتمل أن يكون معناه خرجنا من ديننا إلى دين الإسلام أو دين آخر غير الإسلام ، من يهودية أو غيرهم من الأديان،
فلما خالد ملقاش منهم كلام صريح يوضح دخولهم في الإسلام قاتلهم وأسرهم،
وإللي حصل ده مكنش معصية متعمدة من خالد بن الوليد رضي الله عنه، لكنه كان اجتهاد خاطئ منه،
عشان كده رسول الله ﷺ لم يعاقبه على خطأه ده،
ولم يعزله مثلا عن قيادة الجيش بعد كده، بالعكس ده كان بيقدمه ويجعله قائد على الجيوش،
وخصوصا إن خالد لم يتعمد مخالفة أوامر رسول الله ﷺ  بإنه قَاتَل أو قتل مسلمين ورسول الله ﷺ مكنش أمره بالقتال،
لكن خطأه هنا كان زي خطأ أسامة بن زيد رضي الله عنه لما قتل رجل بعد ما قال لا إله إلا الله خوفا من السيف، واحنا كنا حكينا قصته في الجزء مائة وثلاثة وأربعون،
فكل ده يوضح لنا نقطة مهمة وهي عدم عصمة الصحابة رضي الله عنهم👌
همّ أه لهم مكانتهم ولهم فضلهم إللي محدش هيقدر يوصله، لكنهم غير معصومين من الخطأ،
بيجتهدوا ويُصيبوا وساعات يجتهدوا ويخطئوا زي ما حصل مع خالد رضي الله عنه😊

السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن