السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبي

الحسنات يذهبن السيئات

هنبدأ الكلام النهاردة إن شاء الله عن أحداث السنة التاسعة من الهجرة، والعام التاسع من الهجرة ده اسمه عام الوُفُود،
واتسمى بالاسم ده بسبب كثرة الوُفُود إللي جاءت للمدينة عشان تعلن إسلامها عند رسول الله ﷺ،
بعض الوفود جاءت قبل غزوة تبوك،
لكن أكثر الوفود جاءت للمدينة بعد غزوة تبوك إللي هنعرف أحداثها بعدين إن شاء الله😊

في شهر محرم من السنة التاسعة من الهجرة بعث رسول الله ﷺ بِشْر بن سفيان العَدوِي الكلبي إلى بني كعب من خزاعة عشان ياخد منهم الزكاة،
فلما وصل عندهم طلب منهم الزكاة فبدأوا يجمعوا له أموال الزكاة،
فلما جمعوها لبِشر؛ بنو تميم إللي كانوا جيران لبني كعب لما شافوا الزكاة إللي أخذها بشر استكثروها على المسلمين،
يعني شافوا إنها كتير أوي و ليه وبتاع إيه المسلمين ياخدوا الأموال دي كلها🤨
فقالوا لبني كعب: لمَ تُعطونَهم أموالكم؟
يعني انتم بتدوهم أموالكم ليه؟
وراحوا قايمين على بِشر بالسلاح ومنعوه إنه يأخذ الزكاة،
فبنو كعب قالوا لهم:
احنا أسلمنا و لازم في ديننا إننا ندفع الزكاة😕
فقال بنو تميم:
والله لا ندعُ بعيرا واحدا يخرج😤
يعني زي ما بنقول كده مش هنسيبه ياخد ولا ملّيم 😤

ودي مش فلوسهم أصلا ولا دفعوا حاجة من جيبهم🤦‍♂️
وبنو كعب نفسهم راضيين إنهم يدفعوا الأموال دي،
بس نقول إيه، في ناس كده لازم تدّخّل في إللي ملهاش فيه😑
المهم،
بِشر لما لقى الوضع كده؛ رجع للمدينة وأخبر رسول الله ﷺ باللي حصل،
فجهز رسول الله ﷺ سرية من خمسين فارس من العرب فقط، مكنش فيهم مهاجرين ولا أنصار،
وخلّى عيينة بن حصن الفزاري قائد للسرية و أمره إنه يتوجه لبني تميم لقتالهم،
واختار رسول الله ﷺ فرسان عرب وولم يرسل أحد من المهاجرين ولا الأنصار؛ لأن أنسب ناس يقدروا يقاتلوا أعراب بني تميم أهل الحرب، هم فرسان أعراب مثلهم، وليس صحابة رسول الله ﷺ من المهاجرين والأنصار 👌
واختيار عُيينة بن حصن بالذات كقائد لهم؛ لأن له ماض معروف في الحروب💁‍♂️
خرجت السرية من المدينة، فكان عيينة بيمشي في الليل ويَكمُن في النهار،
لحد ما وصل عند بني تميم فهجم عليهم وهرب بنو تميم،
و أَسر عيينة أَحَدَ عشر رجل وإحدى عشرة امرأة،
وثلاثين طفل ورجع بيهم للمدينة،
لما رجع للمدينة أمر رسول الله ﷺ بحبس الأسرى في دار "رَملة بنت الحارث" والدار دي هي واحدة من دُور الضيافة إللي كانت لرسول الله ﷺ في المدينة،
بعدها جاء وفد من رؤساء تميم للمدينة وكانوا حوالي سبعين أو ثمانين رجل،
وجاءوا ليعتذروا لرسول الله ﷺ ويطلبوا العفو عن السبايا، فعفا رسول الله ﷺ عن الأسرى، وتركهم يرجعوا لقبيلتهم، وأسلم وفد بني تميم وقعدوا في المدينة فترة يتعلموا القرآن👌
كمان رسول الله ﷺ بعث الوليد بن عقبة بن أبي مُعَيْط لبني المُصطلق عشان يجمع منهم الزكاة همّ كمان،
و الوليد كان أسلم يوم الفتح وأبوه عقبة كان من إللي آذُوا رسول الله ﷺ جدا،
ولو تفتكروا عقبة ده هو إللي وضع أمعاء البعير على ظهر رسول الله ﷺ وهو ساجد عند الكعبة،
وهو إللي خنق رسول الله ﷺ برداءه وهو ساجد عند الكعبة في مرة تانية، وقُتل في غزوة بدر👌
المهم،
الوليد توجّه لبني المُصطلق عشان ياخد منهم الزكاة، فوصل الخبر لبني المُصطلق بمجيء الوليد،
وكان في عداوة بين الوليد وبينهم من أيام الجاهلية ومع ذلك فرحوا بمجيء الوليد وجهزوا الزكاة وخرج منهم عشرين رجل بالسلاح والإبل والأغنام لاستقبال الوليد،
فلما شافهم الوليد خاف واتفزع وفكّرهم خارجين عشان يقتلوه،
فراح راجع للمدينة وأخبر رسول الله ﷺ إن بني المصطلق ارتدوا ورفضوا يؤدوا الزكاة وخرجوا لقتل الوليد😬
طبعا رسول الله ﷺ غضب وقعد الصحابة يتكلموا بغزو بني المُصْطلق،
وفعلا رسول الله ﷺ كان لسه هيجهز سرية لغزو بني المصطلق، لقى المجموعة إللي كانت خرجت لاستقبال الوليد بالسيف جاية المدينة بعد ما وصل لهم الخبر إن رسول الله ﷺ هيغزوهم،
فجاءوا وبدأوا يشرحوا لرسول الله ﷺ الموقف بالكامل والسبب إللي خلاهم يخرجوا بالسيوف وإن الموضوع كله كان سوء تفاهم،
فهنا نزلت الآية:
" يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"