السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبي

أمية بن أي الصلت و بلعام بن باعور

وقفنا المرة إللي فاتت عند قصة رجل من ثقيف كان من الموحدين المعدودين في شبة الجزيرة العربية، والموحدين ززي ما قلنا قبل كده مكنوش بيعبدوا الأصنام،
الرجل ده اسمه أُميّة بن أبي الصّلْت، وأبوه كان واحد من زعماء ثقيف،
ولو تفتكروا واحنا بنتكلم في بداية السيرة قلنا إن كان في مجموعة من الموحدين مكنوش بيعبدوا الأصنام،
وكان منهم زيد عمرو بن نفيل و ورقة بن نوفل واحنا اتكلمنا عنهم بالتفصيل قبل كده،
وكان منهم كمان أمية بن أبي الصّلت ده، و أمية كان شاعر كبير من شعراء الجاهلية وكان يُكثر في شعره من وصف الجنة والنار والبعث وكان على علاقة بأهل الكتاب،
و أمية مكنش موّحد وبس، ده كان داعية، يعني بيدعو الناس لترك عبادة الأصنام وعبادة ربنا وحده،
و يُقال إن امية بن أبي الصلت هو إللي علم قريش يكتبوا《 باسمك اللهم 》 في بداية الكتابة،
زي كده لما بنكتب بسم الله الرحمن الرحيم في بداية الرسائل والخطابات بتاعتنا😁
وكان أمية عارف إن في نبي هيظهر في آخر الزمان، وكان أمية بيتمنى إنه يكون هو النبي ده،
وحتى إنه يقال في بعض الأثار الضعيفة إن أمية كاد يكون نبي بسبب الحكمة إللي كانت عنده👌
وقال بعض العلماء إن لولا ظهور رسول الله ﷺ كانت ثقيف قالت إن أمية نبي،
طبعا حد بالمكانة والحكمة والعلم ده كله المتوقع منه إنه أول ما يسمع برسول الله ﷺ على طول يدخل في الإسلام ويكون من أول المدافعين عنه والمُناصرين له🤷‍♂️
لكن ده محصلش😶
أمية بن أبي صلت لما وصل له أخبار ظهور رسول الله ﷺ بعد حوالي ثمانِ سنوات من البعثة، راح وقعد معاه وسمع منه القرآن وسأله عن الدين،
فقرأ رسول الله ﷺ عليه سورة يس،
إللي بتحكي قصة أصحاب القرية وقصة مؤمن آل ياسين إللي اتكلمنا عنه المرة إللي فاتت،
فعرف أمية إن رسول الله ﷺ هو نبي آخر الزمان، فترك رسول الله ﷺ ومشي بدون ما يدخل في الإسلام،
فسأله أصحابه إللي كانوا معاه عن رسول الله ﷺ، فقال لهم إنه فعلا نبي آخر الزمان وإنه على الحق،
لكن أمية كان في قلبه حقد وحسد على رسول الله ﷺ خلاه يرفض اتباع رسول الله ﷺ،
و قعد يتجوّل في شبه الجزيرة العربية، ووصل له أخبار رسول الله ﷺ وانتصاره في بدر،
وجاء لزيارة القَليب أو البئر إللي ألقى فيه رسول الله ﷺ المشركين بعد مقتلهم في غزوة بدر،
وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة من القتلى وهم أبناء خاله،
فلما عرف بمقتلهم رَثاهم، يعني قال فيهم شعر حزين، زي كده لما حد بيموت وواحدة تقعد تندب على الميت ده😅
وشقَّ هدومه وبكى وعقر ناقته زي ما بيصنع الجاهليون لما يموت لهم قريب،
ومكتفاش بكده ده بقى يُحرِّض المشركين على الثأر لهم وبكده انضم  لمعسكر الشرك والوثنية ضد الإسلام😳
و رجع للطائف وقعد فيها واستمر على الكفر لحد ما مات سنة تسعة هجريا قبل إسلام أهل الطائف على الراجح من أقوال العلماء،
رسول الله ﷺ قال عنه:
"إن كاد ليُسْلِمَ"
يعني كان قريب جدا من الإسلام، وشعره كله عن مبادئ الإسلام، لدرجة إن في ناس اتهمت رسول الله ﷺ إنه نقل القرآن من شعر أمية بن أبي الصلت🙄
وطبعا مش محتاجة أقول إن الكلام ده كذب، وإن القرآن هو كلام الله إللي أنزله على رسول الله ﷺ 👌
في بعض أقوال العلماء بيقولوا إن نزلت في أمية بن أبي الصلت آية:
" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ*
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ
ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"
يعني ربنا أعطى أمية بن أبي الصّلت الحكمة والعلم، لكنه مع ذلك ترك كل ده واتبع الشيطان، و كان من الضالين عن سبيل الله👌
وفي قول تاني وهو الراجح إن الآية دي نزلت في
《بَلْعَمُ بْنُ بَاعُورَاءَ أو بلعام بن باعور》وهنعرف قصته بعد شوية😊