السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبي

سرية ذات السلاسل

اتكلمنا قبل كده في الجزء المائة واثنان وخمسون عن إن  قبيلة قضاعة قتلت أربعة عشر رجلا من أصحاب رسول الله ﷺ،
وقلنا إن رسول الله ﷺ كان لازم ياخد معاهم موقف حازم،
ولكن كانت حصلت مشكلة تانية مع الغساسنة وقبائل شمال شبه الجزيرة العربية فقرر رسول الله ﷺ إنه يتعامل مع كل مشكلة لوحدها وبدأ بقبائل شمال شبه الجزيرة العربية وحصلت معركة مؤتة،
المشكلة التانية بقى كانت قبيلة قضاعة، وواضح إن قبيلة قضاعة لما شافوا إنهم قتلوا أربعة عشر رجل من الصحابة فكروا نفسهم أقوياء وهيقدروا يهجموا على المدينة وينتصروا على المسلمين🙄
المهم، بدأوا يجهزوا جيش لغزو المدينة، رسول الله ﷺ وصل له الخبر وهو أصلا كده كده مكنش هيسيبهم😏
فجهز رسول الله ﷺ جيش للخروج لقتال قبيلة قضاعة،
والمنطقة إللي بتعيش فيها قضاعة كان اسمها ذات السُّلاسِل، واتسمت كده عشان المكان ده كان ماء اسمه السُّلسَل،
أو ذات السَّلاسِل لأن الأرضَ إللي كانوا فيها كانت ذاتَ رَملٍ يَنعقِدُ بعضُه على بَعضٍ كالسِّلسلةِ،

وكان وقت السرية دي في شهر جُمادى الآخرة من السنة الثامنة من الهجرة، وكان عدد السرية ثلاثمائة رجل من الصحابة،
مين بقى القائد إللي رسول الله ﷺ اختاره عشان يقود السرية دي🤭
أَرْطبون العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه 👌
رسول الله ﷺ لما اختار عمرو مكنش اختيار عشوائي أبدا بالعكس ده اختيار في منتهى الحكمة من رسول الله ﷺ،
اختاره هو بالذات لأنه أكتر واحد يقدر يقوم بالمهمة دي👌
ليه😁
◇اولا:
أم عمرو بن العاص من قبيلة قُضَاعة، وبالتالي هو راح القبيلة دي قبل كده وأعرف الناس بالطرق إللي بتؤدي لهناك أكثر من بقية الصحابة،
وحاجة أهم وهي إن كون أم عمرو من قضاعة وهم عارفين عمرو فلعل يحصل بينهم وبين عمرو حوار ومفاوضات عن الإسلام فيقبلوا بالدخول في الإسلام،
واحنا عارفين إن رسول الله ﷺ كان همه إن الناس يدخلوا في الإسلام أكتر من أي شيء تاني👌
ده غير طبعا قدرته ودهائه العسكري 💁‍♂️
◇ثانيا:
رسول الله ﷺ كان عايز يتألّف قلب عمرو بن العاص رضي الله عنه ويعطي له مكانة في الإسلام زي ما كان له مكانة كبيرة عند قريش قبل إسلامه،
يعني بالبلدي كده كأن رسول الله ﷺ بيقول له انت خبراتك وعقليتك وطاقتك مش  هتضيع في الإسلام، ولا انت عشان كنت بتحارب الإسلام سنين طويلة يبقى هنركنك على جنب ومش هيبقى ليك لازمة،
وعمرو بن العاص كان شخصية رئيسية مهمة جداً في مكة وكانت قريش تعتمد عليه اعتماد كبير جدا وعلى خبراته👌
فإسلامه وانضمامه لجيش المدينة يعتبر إضافة كبيرة جداً للمسلمين لازم يحافظ عليها المسلمون عشان يقدروا يستفيدوا من خبراته دي اقصى استفادة،
وانتم عارفين الواحد لما يحس إن إللي حواليه مقدّرين مكانته، وشايف إن مجهوده مبيرحش في الأرض هنلاقيه بيجتهد عشان يطلع أحسن ما عنده👌
ومننساش إن خالد بن الوليد إللي كان أسلم مع عمرو بن العاص بقى له مكانة وقدر عالي بين المسلمين بعد معركة مؤتة، ورسول الله ﷺ سماه سيف الله،
فرسول الله ﷺ كان عايز يعطي عمرو مكانة وسط المسلمين زي خالد كده👌
لما اختار رسول الله ﷺ عمرو بن العاص قائد للمهمة دي،
كان عايز يبلغه بقى بالمهمة دي فأرسل له رجل يقول له:
"خُذ عليك ثيابَك وسلاحك ثم ائتني"
يعني البس ملابس الحرب وجهز سلاحك واذهب لرسول الله ﷺ ، فجاء عمرو بن العاص لرسول الله ﷺ فلاقاه بيتوضى فنظر له رسول الله ﷺ ودقَّقَ فيه النظر وبعدين وطّى رأسه وقال له:
"إني أريد أن أبعثك على جيش فيُسلّمك الله ويُغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة"
يعني انت هتقود الجيش في السرية إللي خارجة دي، وربنا هينصرك وكمان هتاخد غنائم وهيبقى عندك مال كتير،
فقال عمرو لرسول الله ﷺ:
"يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله ﷺ"
يعني انا مدخلتش الإسلام عشان عايز أموال، أنا أسلمت رغبة في الإسلام نفسه وعشان أكون مع رسول الله ﷺ،
ولو عمرو مكنش صادق ومخلص فعلا كان زمان الوحي نزل وقال إنه بيكذب🤷‍♂️
فرسول الله ﷺ قال له:
" يا عمرو نِعْم المالُ الصالحْ للمَرْء الصالح"
يعني المال الحلال نعمة إذا وقع بيد الرجل الصالح؛ لأنه بيبتغي به وجه الله ويصرفه في وجوه الخير ويعف به نفسه وأسرته،
فدي شهادة من رسول الله ﷺ بإن عمرو بن العاص رجل صالح، وده رد على الناس إللي بتطعن وبتتكلم كلام سيء على عمرو بن العاص👌
رسول الله ﷺ بنفسه وهو لا ينطق عن الهوى شهد لعمرو بإنه رجل صالح💁‍♂️