الهزيمة في حُنين

5 0 0
                                    

اتكلمنا المرة إللي فاتت عن خروج جيش المسلمين من مكة في اتجاه وادي حنين لقتال هوازن،
وقلنا إن بعض المسلمين الجُدد من الطلقاء لما عدّوا على شجرة خضراء عظيمة افتكروا شجرة ذات أنواط إللي العرب كانوا بيلعقوا عليها أسلحتهم وبيطوفوا حولها وبيعظموها، فقالوا لرسول الله ﷺ:
"يا رسول الله! اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كما لهم ذَاتَ أَنْوَاطٍ"
فقال لهم رسول الله ﷺ:
" الله أكبر، إنها السُّنَنْ! قُلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى:
"اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ"
لتركبن سَنَنَ مَن كانَ قبلكم"
يعني رسول الله ﷺ غضب من كلامهم وقال الله أكبر، وكان من عادته إنه لما بيغضب بيقول الله أكبر أو سبحان الله،
وقال لهم إن عبادة الأشجار والأحجار والتأَسّي بالآباء والأسلاف هي السُّنّة المعروفة عند الناس،
فرسول الله ﷺ قالهم والله انتم قلتم زي ما قالت بنو إسرائيل لموسى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ،
ولو تفتكروا في قصص الأنبياء لما اتكلمنا عن هلاك فرعون بني إسرائيل شافوا بعينهم إزاي ربنا أهلكه بالغرق ونجاهم،
فبعد ما خرجوا من البحر عدّوا على ناس بيعبدوا الاصنام فطلبوا من موسى إن يكون عندهم إله يعبدوه زي ما الناس دي عندهم إله يعبدوه،
وكأن ربنا مش موجود في حساباتهم أصلا😅
فالمسلمين الطلقاء عاشوا زمن طويييل جدا بيعبدوا الأصنام، فلسه مش فاهمين مين هو ربنا، وإن الإسلام جاء لإلغاء الشركيات دي كلها،
زي بني إسرائيل كده لما قعدوا في مصر أربعمائة سنة وكانوا شايفين أهل مصر بيعبدوا الأصنام، ومكنوش فاهمين طبيعة الإله الخالق إللي أرسل موسى عليه السلام لهم👌

☆وخدوا بالكم هنا إن العبرة بالحقائق والمعاني مش بالألفاظ،
يعني المسلمين الطلقاء قالوا اجعل لنا ذات أنواط،
وبني إسرائيل قالوا اجعل لنا إلها،
الألفاظ والكلمات مختلفة لكن المعنى واحد وهو إنهم طلبوا حاجة فيها شرك بالله،
زي مثلا لو تفتكروا في قصص الأنبياء كل الأقوام إللي كانوا بيعبدوا الأصنام كانوا بيقولوا لأنبيائهم:
" إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ"
يعني احنا لقينا آباءنا وأجدادنا بيعملوا كده فاحنا هنعمل زيهم ،
ففي ناس في عصرنا دلوقتي ماشيين بنفس المنطق ده،
لما نيجي نقولهم حاجة في الدين يقولوا طيب ما أباءنا وأمهاتنا مكنوش بيعملوا كده، فاحنا هنبقى زيهم😤
فالألفاظ مختلفة عن الموجودة في القرآم لكن المعنى واحد وهو التمسك باللي كان عليه الآباء والأجداد حتى لو كان باطل👌

المهم بقى رسول الله ﷺ قالهم بعد كده كلمة خطيرة🙊
"قال: "لتركبُن سَنَنَ مَن كانَ قبلكم"
يعني هييجي يوم من الأيام وهتقلدوا اليهود والنصارى، وحصل فعلا وواقع وشايفينه زي ما رسول الله ﷺ قال بالضبط👌
واقع في زماننا دلوقتي الغُلو في الصالحين والغُلو في الأنبياء، وعُبدت القبور وعُظّمت وبُني عليها القِباب والمساجد،
والناس بقت تعتقد في الأبراج والحظ وكل ده من الشركيات،
ومحصلش الاتباع لليهود والنصارى في العقيدة وبس ده كمان في نواحي تانية من الحياة،
سواء الاحتفالات أو اللبس أو الشكل والهيئة وقصّات الشعر،
يعني مثلا من كم سنة كان لما الواحد يبقى في لبسه حتة مقطوعة مكنش يرضى لبسها حتى لو كانت قطعة صغيرة،
لكن لما الغرب طلّعوا موضة لبس المقطع بقى المسلمين بيتسارعوا في لبس المقطع إلا من رحم الله وعَصَمه من اتباع الموضة دي،
وخدوا إعفاء اللحية ولبس البنطلون القصير إللي على السنة مثال برده، كانوا الناس بيسخروا من إللي بيعملهم وبيلتزم بيهم،
لكن لما طِلعوا موضة من عند الغرب بقى الشباب بيسارعوا لتقليدهم ومفيش أي اعتراض عليهم😑
وقيسوا بقى على كده👌
فاللي عايز ينجوا يا جماعة يتبع منهج رسول الله ﷺ والصحابة، ويبعد تماما عن اتباع اليهود والنصارى والموضات إللي بيطلعوها لنا👌

السيرة النبوية | بقلم إيمان شلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن