اهتَز هاتف تايهيونق للمرة العاشِرة في تلك الساعة. لكنه لم يُجب، وبدلاً من ذلك اختار ان يستلقي على سريره. كان يحدق في السقف الأبيض، يشعر بالإحباط، دون ايّ دافع لقراءة كُتبه.لم يشعر قَط بهذا الشعور الطاغي بهذه القوة من قبل. بالطبع، لقد خُذل من قبل، مراتٍ عديدة، بشكل يومي في الواقع، لكنه لم يشعر ابدًا بأنه قوي لدرجة ان يتغلب عليه إلى هذا الحد، ليُغطي كل المشاعر الأخرى.
تساءل عن لون عينيه الذي سيعبر عن هذا الشعور المروع داخله، لكنه كان كسولًا جدًا ليتحرك حتى بوصة في ايّ اتجاه في تلك اللحظة.
و بعد ساعتين من اهتزاز هاتفه والتنبيهات المزعجة، التي تشير إلى إشعار جديد، استسلم تايهيونق اخيرًا، وقلب نفسه ليأخذ هاتفه ويكتشف من الذي يدمر سلامه وعقله بِبُطء.
فَحص قائمة رسائله المتراكمة التي لم تُقرأ، لاحظ ان جميعها من صديقه الأفضل المهووس و الاجتماعي بشِدة، جيمين. لكونه كسولًا جدًا و منزعجًا لقراءة كل المحادثة من طرف واحد، اختار قراءة اخر رسالتين فقط.
جيمين :
فقط تسلَل خارجًا يا تايهيونق... هيا، هذه فرصة تأتي مره واحده في العمرتايهيونق :
توقف عن المُحاولة يا جيمينجيمين :
تايهيونق! ألست ميتًا؟! عندما فتح والدك الباب كان واضحًا انهُ مخمور، كدت أصاب بنوبة قلبية!تايهيونق دَحرج عينيه على محادثته مع صديقه، و ضحَك بهدوء بسبب كلماته السخيفة والمبالغ فيها. كان جيمين يعلم ان والده لن يؤذيه بشكل قاتِل، لكن كان لديه جانِب لا يُمكن التحكم فيه للقلق والتوتر بشأن الأمور الصغيرة وغالبًا غير المهمة في حياة صديقه.
تايهيونق :
ما قِصة التسلل؟جيمين :
آه نعم، حسنًا، تعال إلى نافذتِك وسترى.عند ذلك، نهَض تايهيونق، وسار نحو باب غرفته بحذر وضغط أذنه عليه. لم يسمَع سوى الصمت يحيط به، فابتسم بحزن إذ ان الصمت المُقيت كان مألوفًا له.
لم تكن هذه هي المره الأولى التي يخرج فيها مع صديقه، دون موافقة والده وحتى اعترافه او ملاحظته للوضع المتكرر الذي على وشك الحدوث مره اُخرى. حاول دفع أفكاره التي كانت تُقلقه بشأن نتيجة اكتشاف والده انهُ فعل ذلك مرات عديدة.
بدلاً من ذلك، حاول التفكير في الإيجابيات. القيام بذلك منحه فُرصة ليكون حُرًا ويعيش نوعًا ما من الحياة الاجتماعية، وكذلك لمحاولة الهروب المؤقت من الجو المُخيف حول والده الذي ربما هو الان فاقد الوعي على الأريكة في الطابق السفلي.
أنت تقرأ
Iris
Fantasyوُلد كيم تايهيونق بعيون غير طبيعية تتغير ألوانها وفقًا لمشاعره. نبذه والده بسبب لعنة هذه العيون، فقضَى طفولته في عزلة. الان، وهو يواجه تحديات الحياة الجديدة في المدرسة الثانوية بعد سنوات من الاختباء عن العالم، عليه التكيف مع هذه الحياة. و لحُسن حظه،...