Thunder

234 17 7
                                    



هل شَعر بالذنب؟
هل شَعر بالعار؟

بينما كان يُحدق في بقايا هاتفه المكسور، تساءل لماذا كان قلبُه يؤلمه بهذا الشَكل الكئيب. لكِن لم يتح له الوقت ليغرَق في ذلك المرض، اذ سُرعان ما انتُزع من مكانه و سُحق على الحائِط. لقد تَسببت قوة الاصطدام في إحدَاث ضيق في تنفُسه.

" انهُ انت! أليس كذلك؟! " صَرخ والده، بينما كانت أصابعه لا تزال تغرِس في شعره، و تايهيونق يحاول أن يلتقِط أنفاسه. تمكّن بالكاد من ان يهمِس بصوت شبه صامت،

" ماذا؟ "

" انت تعرِف بالضَبط ما الذي اتحدث عنه! لا تتظاهر بالغباء!" والدُه لم يكن مخمورًا، نظَر تايهيونق إليه بعينين حذرتين، وهو يُسند ظهره على الحائِط محاولًا ان يستقيم. و عندما نجَح، شعر بألم شديد.

" لا، أيها الأحمق، لا اعرِف، فهل ستُشْرِكُنِي في الأمر؟ " حافَظ على هدوئه، حتى و إن كان بالكاد يستطِيع التحرُك. كان يعلَم ان الألم قد بدأ للتو.

" الطقَس. ماذا فعلت به؟! " ضاقت عينا تايهيونق بينما كان يبصُق دمًا من فمه على السجادة.

" تتهمُني بالطقس؟ يا إلهي، لقد انحدَرت إلى هذا المستوى..." تقدّم والدُه خطوة إلى الأمام، جسده متجمد في مكانه. لم يكن يفصلهما سوى مثر واحد، إن قام بأيّ حركة خاطئة، فسيموت.

" انت تحتجزُني! في كل مره أحاول فيها مُغادرة هذا المنزل، تُجْبِرُنِي الرياح اللعينة على العودة إليه! لعنتُك الشيطانية تحتجزُني كرهينة! " ابتسَى تايهيونق بمرارة. لقد لاحظ تغير الطقس الذي بدا وكأنه يخنقُه ضمن دائرة صغيرة، لكنهُ لم يُكلِف نفسه عناء ربطِه بقدراته الغريبة.

" إذن ماذا لو كُنت أفعل؟ ربما يُعتبر هذا جزءًا من عقابِك. و اخيرًا تحصُل على ما تستحقه، يا أبي، السجِن " نطَق تايهيونق بلقَب والده بغيظ يغلي في صوته. كان يريد ان يُوضّح له مدى كراهيته له.

تلك كانت حركتهُ الخاطئة.

قبل ان يتمكَن من استيعاب ايّ حركة، كان مُلقى على الأرض بأيدٍ تطوقُ عنقه بإحكام. هذه المره، لم يكن بإمكانهُ التنفس على الإطلاق، و كانَت الاصابِع تلتَف حول مجرى الهواء بينما كان يلهَث بيأس، وعيناه تتدحرجان وهو تحت القبضة القوية.

لكنهُ لم يقاوم. بل بقي مُستلقياً هناك، مُحدقًا بوالده الذي كان يُحدِق فيه بِنظرة عميقة مليئة بالكراهية الخالصة.

" لستُ والدك، أيّها الوحش! لا احدَ يرغب في ان يمتلكك. مكانُك في الجحيم، ليس هنا. اخرَس لأتمكن من إرسالك إلى هناك! "

شعر تايهيونق بالغضَب الداخلي ينفجِر داخله. نفس الشعور الذي شعر به قبل ايام عندما انفجَر في وجه الشَخص الذي يحاول الان خنقه.

كان هُناك اندفاع من الأدرينالين و الغَضب الذي اجتاح عروقه يعُنف لا يرحم. فجأة، بدأت فكرة المَوت و تلاشَت الحدود من عقلهِ المنطقي، و استُبدلت بحاجة خالصة للأذَى. رفع رأسهُ إلى الخلف، و اطلَق صرخة مزقت الغرفة، ثُم رَكل بقوة دافعًا والده للسقوط للخلف.

" لستُ وحشًا! " صاح بها و هو يتجِه نحو المكتب، بحثًا عن مقَص. و بسهولة غير طبيعية، قسمهُ إلى نصفين و تَقدم بِبُطء نحو الرجُل الذي كان لا يزال مصدومًا على الأرض. كان هدفه الوحيد.

Iris حيث تعيش القصص. اكتشف الآن