كان جونقكوك يشعُر بالضيق، حيث لم يستطع التوقف عن التحديق في صبي معين، يجلِس على بعد بضعة صفوف أمامه. كان شعر تايهيونق الحريري يتألق تحت دفء إضاءة الفصل الحيوية. في كُل مره كان يداعب فيها شعره بأنامله برفق في أوقات غير متوقعة، كانت مشاعر جونقكوك تتصاعد كما لو كانت في قطار أفعواني مثير. كل حركة كان يقوم بها الأكبر، كانت تُرسِل جونقكوك إلى قمة النشوة، وهي نشوة كان يتمنى سرًا ألا يُنزل منها.كان لدى جونقكوك علاقات من قبل. لقد كان لديه إعجابات عديدة على الفتيات طوال حياته، بعضها جدي وبعضها ليس كذلك. ولكن لم يسبُق له ان شعر بهذه الطريقة تجاه صبي من قبل. نعم، سيعترف بأنه يحبهم، و ليس لديه مشكله معهم. ولكن لم يسبق له ان حدَق في صبي معين لمدة عشرين دقيقة كاملة من قبل. و في النهاية يتِم توبيخه من قبل معلمه لهذا السبب.
" هل أكرر كلامي، يا سيد جيون؟" عاد جونقكوك إلى واقعه عندما سمع اسمه يُنادى. وعندما رفع رأسه، شعر بالإحراج الفظيع و سَمع ضحك وسخريات من حوله، يسخرون منه لكونه أحمقًا. نَظر الى الاسفَل، وقد احمَّر وجهه بسبب كل العيون المراقبة له فجأة.
" لا، سيدي...فهمت " قال جونقكوك، رافعًا رأسه قليلاً ليظهر احترامه لمعلمه، لكنه واجه تعبيرًا غير مسرور على وجه معلمه.
" هل انت متأكد؟ لأنني لم أقل شيئًا " تحوَل وجه جونقكوك إلى لون أحمر أعمق، وهو يحاول أن يتمنى لو يختفي إلى لا شيء، حيث كان وجوده مجرد إحراج تام.
" هل انتهيت من أحلام اليقظة حول السيد كيم الان؟ " لم يكن جونقكوك خائفًا من توبيخ المُعلم، إلا حين استدار الصبي المذكور في كرسيه. كان ينظُر مباشرة إلى الأصغر بنظرة مرعبة وغير مريحة، نظرة تمنّى جونقكوك ألا يضطر لرؤيتها مره اُخرى.
" ل-لم أكن... أحلم به، يا سيدي " قال جونقكوك متلعثمًا، وهو ينظر إلى تايهيونق.
" فقط انتبه. هل هذا تحدٍ كبير بالنسبة لك؟ "
" لا... يا سيدي " قال جونقكوك بصوت منخفض.
أومأ المعلم برأسه، قبل ان يحول انتباهه إلى الفصل ويبدأ شرحه. كان جونقكوك سعيدًا بعض الشيء بأنهم قد نسوا الحدَث تمامًا، لكن لم يكن هذا هو الحال بالنسبة لبعض الأفراد في فصله.
كان جونقكوك يجمع كتبه، متجنبًا الاتصال بالعين مع الجميع تقريبًا أثناء جمعه لكل شيء يخصه. كانت واحدة من تلك الأوقات النادرة التي لم يهتم فيها بأن كتبه كانت مكدسة بشكل غير مستقر او انهُ قد يبدو سيئًا وهو يدفَع كتبه في حقيبته.
بينما كان يضعها سَقطت بعض الاوراق و الاقلام على الأرض، كان شاردًا فلم يلحظها. حَتى سمع صوت خشخشة اقلام و اوراق قريبًا منه، التَفت ينظُر فرأى ذات الفتى الذي كان يُحدق فيه صباحًا. يجمَع اغراضه.
استقام تايهيونق مادًا اغراضه له.
" ش-شكراً لك " قال جونقكوك بتوتر، غير متأكد حقًا من كيفية الرد عليه.
" العفو " رد تايهيونق، مبتسمًا قليلاً.
نظَر تايهيونق إلى الأسفل، ابتسامَة أوسع ترتسِم على شفتيه عندما رأى أيديهم ما زالتا متصلتين. وعندما لاحظ جونقكوك النظرة، نظر نحو أيديهما، مما جعله يفزع ويسحب يده بسرعة كبيرة.
" انا اسِف جداً... لم الحَظ هذا " قال جونقكوك، ناظرًا إلى الفتى الذي كان يبتسم بابتسامة خفيفة. ضحك على الموقف
" همم لكني لا أرى في ذلك ايّ خطأ "
احمر وجه جونقكوك قليلًا، لم يكن متأكدًا من المدة التي يمكنه الوقوف فيها أمام إعجابه الكبير قبل ان يتحول إلى فوضَى مؤسفة. انحنى بسرعة واندفع للخروج من الغرفة التي أصبحت رطبة بشكل غير طبيعي.
راقَب تايهيونق الفتى المُرتبك وهو يجمع أغراضه، وكانت حمرة وردية واضحة على وجهه. وجَد تايهيونق ذلك جذابًا، الطريقة التي كان يتلعثَم بها عندما يكون متوترًا، او عندما يجيب على سؤال بدقة. كان متواضعًا جدًا، ولكن مما رآه تايهيونق منه خارِج الصف، كان كاريزميًا للغاية.
كان تايهيونق يعلم ان جونقكوك مُهتم به. من الطريقة التي يتحدث بها إلى مجاملاته غير المتوقعة. و الان، كان يطرح الأسئلة على ما يبدو.
راقَب تايهيونق خطواته السريعة الصغيرة التي كانت تحدث أصوات خفيفة على الأرض. عادة ما كانت هذه من الأمور التي تزعجه، لكن في تلك اللحظة لم يكن يمانع.
أنت تقرأ
Iris
Fantasyوُلد كيم تايهيونق بعيون غير طبيعية تتغير ألوانها وفقًا لمشاعره. نبذه والده بسبب لعنة هذه العيون، فقضَى طفولته في عزلة. الان، وهو يواجه تحديات الحياة الجديدة في المدرسة الثانوية بعد سنوات من الاختباء عن العالم، عليه التكيف مع هذه الحياة. و لحُسن حظه،...