" ألا تتذكر كيف يبدو؟ " تايهيونق بكى بحرقة في ركبتيه، يهز رأسه للمرة المليون. كان جيمين يجلس بجانبه، يحاول بحذر عدم لمسِه بأيّ شكل من الأشكال وهو يحاول تشجيع صديقه على الذهاب إلى الممرضة. جين واقف بجانبه يمشي هنا وهناك وهو يحاول فِهم من قد فعل هذا للفتى الرقيق." اُريد فقط جونقكوك..." همس تايهيونق. رَفض أن يرتدي القميص الذي جلباه له بلطف، لا زال قميصه الخاص عند الفتى الأكبر الذي قام بخلعه في البداية.
" اسِف يا تايهيونق ولكن جونقكوك ليس هنا "
" لكن يجب أن يكون! " تايهيونق تقطعت به السبل بيأس وبصوت عالٍ صَرخ، ربما قد لفت انتباه أي شخص ضمن نصف قطر عشرة أمتار. كان مُحطمًا تمامًا. شعر بالضعف، شعر بالمرض، شعر بالقرف.
كل لمسة غير مرغوب فيها يبدو وكأنها حرقَت و تركت اثرًا في جلده. كأن السكاكين مدفونة تحت جلده بينما كان يتنهَد بصعوبة ويتألم من الهواء البارد. كانت هناك كدمات واضحة تترك مسارًا من فكه إلى عظم ترقوته، داكنة وحمراء.
" تايهيونق، نحن بحاجة لإيصالك إلى مكتب الممرضة. انت بوضع صحي وعاطفي سيء للغاية لتستمر في باقي حصصك " جين همس بلطف، لكن تايهيونق رفض برأسه، وصفع يده عندما حاول مساعدته على الوقوف.
" لا تلمسني!" تايهيونق صَرخ و جين تجهم، وانحنى حتى كان على مستوى عيني تايهيونق.
" سنأخذك إلى الممرضة، ونعالج جروحك، ثم سنجعل جيمين يأخذك إلى البيت. سأتصل بجونقكوك، وأحاول إقناعه بأن يأتي ليراك، لأنني متأكد أنه سيود ذلك " تايهيونق امال رأسه للوراء على إطار الرف، وهو يتنفَس بلطف.
عاهد نفسه على عدم البكاء مره اُخرى، على الرغم من انهُ كان يشعُر بأنه سيفعل ذلك على الأرجح. كان عنقه مكشوفًا للاثنين، اللذين تبادلا نظرات الخجل.
" من فضلك لا تخبر احدًا عن هذا..." همس تايهيونق، وهو يتعثَر لالتقاط القميص الذي رماه عبر الغرفة أثناء انهياره.
" بالطبع، لكن قد ترغب المدرسة بإخبار والِدك حتى ..." لم يُكمل جين جُملته قُطع بِسبب صُراخ جيمين و تايهيونق بكلمة لا.
علِم جين أنه يجب على شخص ما أن يُخبر والِده بالأمر، إنه ليس شيئًا يجب أن يُخفى. لكنه ايضًا علِم ان شَيئًا بين الاب و ابنه يحدُث.
" في الوقت الحالي لن اُخبره، تايهيونق. لكن عليك ان تخبره في وقت ما، إنه والِدك. من واجبه العناية بك "
" لماذا لا يقوم بذلِك اذن ؟ " تمتم تايهيونق و تبادل النظرات مع جيمين.
كان القميص من جين الذي كان لديه في حقيبته، لذا كان كبيرًا جدًا على تايهيونق الذي يرتديه الان. سقط عن كتفه، وهو ما لم يكن مفيدًا في الوضع الحالي. لذا قدم له جيمين سترته ليلفها حول نفسِه. وجد أفعال صديقه و اُستاذه معبرة عن اللطف و مريحة، ولكنه لا يزال يشعُر بحُفره في قلبه، والشعور بالغثيان في معدته عندما يتذكر كيف غادر جونقكوك، وكيف دفعه هو بلا مبالاة بعيدًا عنه.
أنت تقرأ
Iris
Fantasyوُلد كيم تايهيونق بعيون غير طبيعية تتغير ألوانها وفقًا لمشاعره. نبذه والده بسبب لعنة هذه العيون، فقضَى طفولته في عزلة. الان، وهو يواجه تحديات الحياة الجديدة في المدرسة الثانوية بعد سنوات من الاختباء عن العالم، عليه التكيف مع هذه الحياة. و لحُسن حظه،...