تايهيونق لم يتحدث مع ايّ شخص خلال ساعاته الأخيرة من يومهِ الدراسي. لم يرفع رأسه خلال الدرس، ولم يرُد عندما كان يُناديه المعلم. كان يعلم انهُ سيتلقى عقوبة لهذا السلوك، مما جعله يشعر بالخوف بطريقة ما. لكن العقوبة كانت شيئًا تعود عليه تمامًا، حتى انهُ يعتبرُها حدثًا يوميًا منتظمًا.لا يهُم مدى بذله للجُهد، لن يكون والده راضيًا ابدًا. سيكون هناك دائمًا شيئًا خاطئًا، او شيء يجِب إصلاحه. او سيكون مجرد تدهور عادي في مظهرِه. كلمات تلدغ كالملح في الجرح. حاول تايهيونق قدر استطاعتِه تجاهلها لسنوات عديدة، حتى بدأ مؤخرًا فقط في الشعور بتأثره الحقيقي بها.
" السيد كيم، انتظرني بعد الحصة من فضلِك " لم يرد تايهيونق على طلب معلمه، مستمرًا في الرسم العشوائي على دفتره في انتظار تحديد الواجب للحصة التالية.
بعد انتهاء الحصة، بدا الجميع مستعجلين للمُغادرة، بينما استغرق تايهيونق وقته، مستغلاً الفرصة ليطلق نظرة عابرة على جونقكوك الذي كان مشغولاً جداً حتى لا يُلاحظ العيون التي تراقبه.
" نعم، سيدي؟ " تكلم تايهيونق بصوت مرتفع للمعلم الذي كان يجمع كل ما يملكه. رفع نظره ليجِد شخصًا ما هناك.
" نعم، تايهيونق، اجلس من فضلك "
فعل تايهيونق كما قيل له، و اخذَ مكانهُ في الكرسي المقابل للمكتب، شعر وكأن أعين السُلطة تراقب كل تحركاته.
" ما الأمر؟ " تحدث معلمه في النهاية، معبرًا عن قلقِه بينما كان ينتظر بصبر رد الفتى.
تايهيونق لم يرد. أبقى فمه مغلقًا، وهو يشعُر بعدم الارتياح من النظرة التي بدت وكأنها تستهزئ به بالقوة.
" انظُر، في الظروف العادية، كنت سأعتبر هذا السلوك مجرد عناد. ولكن تايهيونق، لقد علمتك لمدة سنتين، ولم أرَك مره واحده بهذه الحالة من الانغلاق. لقد أخبرتني مرارًا ان التاريخ هو أولويتك، ولكن اليوم، تتصرَف وكأنه لا يعني لك شيئًا "
عض تايهيونق شفته، مفكرًا فيما يمكنه قوله كجواب. لم يكن متأكدًا من سبب تصرفه بعدم الاحترام والعناد.
" هل هناك شيء خاطئ في المنزل؟ " عند ذكر المنزل، انقبضت معدته، بدا جسده وكأنهُ يرفض الكلمة المقرفة. أراد ان يخفي شعور عدم الارتياح، لكن كان ذلك صعبًا. بوضوح، جهوده لم تنجح.
" هل هو المنزل؟ " واصل معلمه، أصابعه تلتف حول قلم.
" لا " رد بسرعة، لم يسبُق لمعلم ان يثير الشك حول والده، عندما كان تايهيونق يبقَى باستمرار في المدرسة، متجاوزًا ساعات الدوام المدرسي.
أنت تقرأ
Iris
Fantasyوُلد كيم تايهيونق بعيون غير طبيعية تتغير ألوانها وفقًا لمشاعره. نبذه والده بسبب لعنة هذه العيون، فقضَى طفولته في عزلة. الان، وهو يواجه تحديات الحياة الجديدة في المدرسة الثانوية بعد سنوات من الاختباء عن العالم، عليه التكيف مع هذه الحياة. و لحُسن حظه،...