Promise

240 16 11
                                    



كيف كان يُفترض عليه التواصُل مع شخص أغلَق نفسه تمامًا عنه؟ لم يكن يستطيع، لكنهُ كان مضطرًا للمحاولة.

جونقكوك لم يتخطَى عن الصَف بمحض إرادته في حياته، ابدًا. لذا كانت هذه التجرُبة جديدة بالنسبة له. كانت المَمرات هادئة، مما جعلهُ يشعر بالراحة قليلًا.

شَعر و كأن هُناك كاميرات تُراقبه، أعيُن مُعلميه تخترِق روحه لترَى جوهرُه الفاسِد، لقد اخترقوا قِناعه كطالب مِثالي، و أدركُوا اخيرًا الروح الفاسِده التي كانت تُخفيها.

مُحاولًا ان لا ينهَار تحت وَطأة الصَمت الخانِق، شق طريقهُ عبر المدرسة بحثًا عن مكان يمكنه الجلوس فيه و التفكير، بعيدًا عن أعين أولئك الذين يكرهونه.

في النهاية تَوقف عند مَقعد وجدهُ بالقرب من حدود المدرسة. جلس عليه، و وضَع حقيبته جانبًا بينما يُحاول ان يهدئ انفاسَه، فاستنشَق بِبُطء ثم زفَر بشده.

شَخص ما، ايّ شَخص. من يُمكنه التحدُث مَعه؟ اخرَج هاتفه من جيب بنطاله و فَتحه. ضغط على جِهات الاتصال. توقف اصبعه عند رقم يعرفه جيدًا، والدته.

لكنه تردد، ستكون غاضبه منه لتغيُبه عن الحصة. لن تَفهم ما يمُر به.

لم يجرؤ حتى على الاتصال بوالده، جونقكوك بالكَاد كان يتحدث معه. لذا لم يرَى ضرورة لإزعاجه بمشاكله. يونقي؟ لقد اخفَى عنه امر تلك المُكالمة، لذا اذا حاول ان يشرَح، فسيكون ذلك بمثابة خساره كبيرة.

بعد الكَثير من الحُزن و التَوتر، وصل جونقكوك الى نهاية قائمة جهات الاتصال. شَعر بالحُزن عندما لم يجد احدًا يُمكنه ان يثِق به. شَعر بالوحدة و العُزلة بينما هو على مقعدِه.

يُفكر بكل الاشياء التي كان سيقولها لو لم تُسلب صوته تِلك المُكالمة المُرعبة.

المُكالمة...

ذهب الى سِجل المكالمَات، مُتأمِلًا الرقم الأخير. قبل ان يُدرك ما يفعله، ضَغط بإصبعه على الرقم، و بدأ بالاتصال.

نظَر جونقكوك الى ما فعله، شعور بالألَم ينتشِر في صدره بينما بدا و كأنهُ مشلول غير قادِر على التوقف و إنهاء المُكالمة. عيونه مُلتصقه بالشاشة، مُنتظرًا بدء العد التصاعُدي للدقائِق ليُشير الى ان هُناك شخصًا يستمِع.

" غَبي! " هَسهس جونقكوك بأسنان مضغوطة، أصابعه تحوم لإنهاء المكالمة. لكن قَبل ان يفعل، رد الشَخص الاخر على الخط. نظَر إليه، مُتجمدًا، دون ان يرفع الهاتف حتى إلى اُذنِه. بدلاً من ذلك، كان يُحدق ويشعر بأن يديه ترتعش.

Iris حيث تعيش القصص. اكتشف الآن