Contrast

339 24 6
                                    




" جونقكوك؟ "  نادَى يونقي وهو يسير في المَمر الفارغ. كانت قد مرت أربعون دقيقة بالفعل، مُشتتًا إلى درجة انهُ نسي تمامًا أن يلتقي بأخيه خارج الغرفة. امتلأ جسدهُ بالذعر بينما كان يفحص الممر، لا يجد جونقكوك حيث قال انهُ سيكون في انتظاره.

اقترب يونقي من الباب، دفع بخفة ليرى هل يمكنه فتحه. لم يفتَح، جونقكوك قد قفله. هز يونقي رأسه، حاول ان ينادي على اسم الأصغر مره اُخرى. مَع ذلك، لم يسمع شيئًا سوى صوته الخاص. كان لديه دقيقتين حتى يبدأ الناس في التدفُق إلى الممر، وبكل صراحة أراد الهروب من الضجيج قبل ان يُمسك به.

تجهّم يونقي وهو يضع وزنه كاملاً على الباب ويدفعه، تقريبًا سَقط على وجهه على الأرض بينما يفتح الباب القديم مع صرير مُزعج. نظر يونقي حوله بحثًا عن البيانو، لكنه لم يجده في المكان. رأى بابًا اخَر مفتوحاً قليلاً. كانت الغرفة ممتلئة بالظلام وهو يقترب ببطء. بلطف، دق الباب بظهر يده، ينادي بصوت هادئ " جونقكوك؟ "

دخَل الغرفة، وقام بتشغيل الضوء ليكشف الغرفة المضاءة ومشهدًا لطيفًا. كان جونقكوك نائِمًا على الأرض، وجهه مختبئًا وراء شعره ويديه وهو ينام بسلام " لطيف جدًا " همس يونقي، وقام بالجلوس على ركبتيه وسحب برفق على ذراع جونقكوك ليكشف عن وجهه. يونقي عبس، وهز الصبي بلطف.

هل بَكى حتى نام؟

" جونقكوك، عليك ان تستيقظ " أصدَر جونقكوك زفيرًا صغيرًا بينما حرك يده برفق، مما جعل يونقي يسقط عليه. حاول يونقي أن ينسحب، لكن جونقكوك لم يتركُه يذهب، ولم يستيقظ ايضًا.

سمع يونقي أصوات الناس وهم يبدأون في دخول الغرفة. كانت غريزته الأولى أن يوقِظ جونقكوك، لكنه تراجَع عن ذلك عندما أدرك أن الطلاب الذين يدخلون في الواقع كانوا من اصدقاءه، تمَكن من الوصول إلى الباب المفتوح قليلاً، و جذَبه ليغلقه بحيث يكونا خارجًا عن الرؤية. ثم عاد وجلس بجانبه "  اُنظر انا اتجاهل اصدقائي بسببك " همس، دون أن ينوي أن يسمَع الأصغر له. لكنه سمع نفخة لطيفة عندما فرك جونقكوك عينيه، فتحهما بحذر.

" ماذا؟! " همس، جالسًا فجأة وينظر حول الغرفة المضاءة ليفحص محيطه. ثم سمع الحديث الصاخب خارج الغرفة. " يونقي! لا يمكنك أن تكون هنا!" همس بصوت منخفض، لا يريد أن يسمعه أحد.

" لا تقلق. ليس لدينا شيء مهم، يمكنني التحدُث معهم لاحقًا، و  انت؟ " لم يكن جونقكوك مقتنعًا، لكنه لم يزعجه، إذ كان يشعر بالذنب بالفعل لأنه كان مزعجًا له.

" لا ارَى جيمين هُنا، اعتقِد انني سأُغادر هذه الحفلة " ابتسم يونقي، وأسند رأسه إلى الوراء بينما ينظر إلى السقف

" جيمين ام تايهيونق "
" لا فِكره لدي عن ماتقصدُه على الإطلاق "

" لماذا تقلق كثيرًا بشأنه؟ " تحدث يونقي بفضول، دون أن يُزعجه حقيقة أنه يراقب تغيير شقيقه.

اختار جونقكوك الصَمت، لن يعترف بأنهُ كذلك.

ابتسَم يونقي، وسحب قُبعة جونقكوك على عينيه، مما أثار احتجاجًا فوريًا حول تلف شعره، وهو لم يفعَل معه شيئًا. لقد غسل شعره فقط و جَففه.

" انت لطيف جدًا، كوكي! "

" هاقَد عُدنا.. انا لست لطيفًا! " تذَمر جونقكوك، محاولًا دفع شقيقه بعيدًا. لكن دون جدوى. بابتسامة مرحة. بعثَر شعر يونقي

" أيها! لا، لا، لا! لا تلمس شعري! "

" إذًا توقف عن نعتي باللطيف " طالب جونغكوك بضحك، مما حقق له طلبه المرغوب فيه.

" لا افهَم لماذا تغضب عندما يُخبرك احدهم انك لطيف! "

"لا افهَم لماذا تستمُر بإزعاجي بهذا " سأل جونقكوك بينما يقِف قبل ان يتبع شقيقه إلى الخارج. لن يكذب، كان يتوقع رؤية تايهيونق أكثر من ايّ شَخص اخر. و إذا لم يكن تايهيونق هُنا، ربما سيغادر.

" سؤال جيد، وهو سؤال لا أستطيع الإجابة عليه "

Iris حيث تعيش القصص. اكتشف الآن