الثِقة كانت شيئًا صَعب المنال بالنسبة لفتى عاش أقسَى البدايات. ان تكبُر في عالمٍ حيث الشخص الذي جلبك إلى الحياة هو كابوسَك الأكبر كان له اثَر عميق على النَفس.بِناء هذه الثقة مع شَخص ما، ثم تمزيقها مره اُخرى بسبب واقع سيطَر عليه، كان مؤلمًا بشَكل مألوف.
كَيف يُمكن للمرء ان يستمِر في الثقة بَعد هذا التفكك للإيمان بأن الثقة مُمكنه؟
كان هذا سؤالًا لا يُفارق جونقكوك الذي لا يستطِيع الإجابة عليه بينما كان يُشاهد تايهيونق يسير في الغرفة، يحاوِل التعود على المشي مجددًا. مُعظم الألم قد خفّ، و كان الان يُركز على استعادة قوتِه. راقَب جونقكوك كيف كان تايهيونق يهمِس لنفسه، وعيناه تتلألآن تحت الضَوء.
كانت تختلِط ألوانًا مختلفة في عينيه؛ حتى الان لاحَظ الأسود، الكُحلي، الرمادي، البرتقالي، و لِسبب ما، ظهر الوردي الفاتح لِلحظة قبل ان يعود إلى الرمادي.
" بماذا تُفكر؟ " سأل جونقكوك بفضول، وهو يقِف من على السرير الذي كانا يتشاركانه حتى الان، يسير نحو تايهيونق ممسكًا بذراعِه ليمنعه من الابتعاد و يُسنده. ضمّ أيديهما معًا، و بَدأ يتفحص كل خَط في راحَة يده. هذا الفِعل اللطيف من اللمس جلَب ابتسامة خفيفة على وجه تايهيونق الذي كان مليئًا بالقلق، مما جعل جونقكوك يرغَب في تمرير أصابعه في شعره و الاعتذار مليون مره.
لكنهُ تعلّم بسرعة ان الاعتذارات المستمِرة كانت تزيد من إستياء تايهيونق، لكن ذلِك لن يُصلح الفراغ الذي انتشر في صدره.
" انا فَقط أقلق بشأن أشياء عشوائية. مثلك، انت تقلقني كثيرًا " هَمهم جونقكوك، ضاغطًا إبهامه على إبهام تايهيونق بينما يركز على يديه، دون ان ينظر في عينيه.
" أقلق بشأن والدي ايضًا، لا اعلم اين ذَهب منذ ذلك اليوم. اعلم انهُ هرب، لكنني أشُك ان الشرطة ستجِده "
" كَيف تشعُر و انت تعلم انهُ لا يزال هناك في مكان ما؟ " لم يُجب تايهيونق مباشرةً، كان شِبه متأكد ان عينيه الان سوداء قاتمة مُرعبة.
" خائف... كيف شَعرت عندما سمعت ان والدتك أُفرج عنها من السجن؟ " كان السؤال الشَخصي غير متوقع، جونقكوك انسحب ليحدِق في اللامكان. لأول مرة، كان هذا مشهدًا مريحًا.
" كأنني لا استطِيع التنفُس " همس جونقكوك، وهو يعود إلى السرير و يجلب تايهيونق معه " لطالما شَعرت بالخوف، لكن معرفة انها كانت في مَكان لا يمكنها مغادرتَه جلب لي الأمان. الان لا اعرِف اين يُمكن ان تكون. اعلم انهُ من الناحية القانونية لا يُمكنها الاقتراب مني، لكنني لا ازال أخاف من ذلك اكثَر من ايّ شَيء "
أنت تقرأ
Iris
Fantasyوُلد كيم تايهيونق بعيون غير طبيعية تتغير ألوانها وفقًا لمشاعره. نبذه والده بسبب لعنة هذه العيون، فقضَى طفولته في عزلة. الان، وهو يواجه تحديات الحياة الجديدة في المدرسة الثانوية بعد سنوات من الاختباء عن العالم، عليه التكيف مع هذه الحياة. و لحُسن حظه،...