بالنسبة لشخصية جونقكوك، كان ينبهر بسهولة. حتى أصغر الأشياء كانت تجلُب له سعادَة فائقة. كان يجد الجمال والتقدير في أصغرِ الأشياء؛ مثل طريقة رقص النار، كيف تطير الفراشات، وكيف تسقُط الثلوج بهدوء... ايّ شيء مُتعلق بالطبيعة كان جميلاً بالنسبة له. كل الأشياء الطبيعية كانت تناسب ذوقه الجمالي.
ومع ذلك، من خلال كل هذا، من خلال كل حبه العميق للمشاهد الجميلة التي كانت خارج نافذته، كان يبقى داخل جُدران بيته الكبير والأنيق. حديقته، التي بناها مع شقيقه، لم تُزر منذ زمن طويل. عندما انتقَل هو وشقيقه إلى مدرسة تايسان الثانوية، أصبح كل شيء أصعَب. جميع أصدقائه توقفوا عن رؤيته، ولم يبذلوا ايّ جهد للتحدث معه عبر الهاتف. كان يعلم أنهم لم يهتموا بأحد سوى بأنفسهم، وكانوا جزءًا كبيرًا من السبب الذي دفع والديه لنقله.
منذ انتقال جونقكوك، الجميع عاملوه كدَخيل لأنه كان جديدًا، وكأنهم لم يلتقوا بفتى جديد من قبل. و هذا أغضب الفتى قليلاً، لكن جونقكوك رفَض ان يدع مثل هذه الأمور التافهة تغضبه. كان ذلك سيؤدي فقط إلى سقوطه او سقوط بعض زملائه الأبرياء.
في الأيام الأخيرة فقط بدأت الأمور تتغير للفتى الجديد، شعر وكأنه دَخيل حقًا. لكنه اعترف بأن العمل كان بالتأكيد أكثر تعقيدًا وكان عليه ان يبذل المزيد من الجهد في جميع أعماله، لكن بصدق، لم يمانع ذلك على الإطلاق. بل كان سعيدًا بسبب ذلك، لأنه كان يعتبره هواية.
جونقكوك حمل لقب ' المتفوق الدراسي ' في أول عام له في الاعدادية حتى الان، حيث كان دائمًا يُرى يقرأ الكتب المدرسية او يُنهي واجباته. بالطبع، لم يزعجه ذلك، حيث كان يفتخر بعمله ويحرص على بذل أقصَى جهده في جميع الأوقات. شعر أنه يستحق هذا اللقب واتخذه كمنزلته في المدرسة.
المهووس بالدراسة
كانت إحدَى السلبيات لمنزلته هي كبريائه. كان يعتقد أنه سيظل دائمًا طالبًا، لأنه كان كل ما كان عليه طوال الوقت.
" انت طالب رائع، جونقكوك!"
أو
" لا تتخلى عن دراستك، سيد جيون "
لذا فَعل الفتى المجتهد ذلك تمامًا، عن طريق حبس نفسه والدراسة، كل يوم، كل ليلة، ولا يأكل إلا إذا أصر أخوه. كان لقبه قد نما كثيراً، حتى أصبح حياته.
صباحًا، كان نصفُ الفصل ميتًا، ربما نائمًا او يحلم احلام اليقظة، والنصف الاخر كان يشعر بملل قاتل ولا يركز على ما يقوله الأستاذ على الإطلاق. باستثناء جونقكوك. جلس مع قدمه مستريحة على الكرسي أمامه، الشخص الجالس عليه لم يلاحظ حتى، لأنه كان واضحًا انهُ في حالة من السُكر. جونقكوك لم يشرب الكحول ابدًا، لأسباب عديدة، لذا لم يكن لديه ايّ مشكلة في التركيز على الحلول والصيغ المثيرة التي كان معلمه يتحدث عنها بشكل ممل.
أنت تقرأ
Iris
Fantasyوُلد كيم تايهيونق بعيون غير طبيعية تتغير ألوانها وفقًا لمشاعره. نبذه والده بسبب لعنة هذه العيون، فقضَى طفولته في عزلة. الان، وهو يواجه تحديات الحياة الجديدة في المدرسة الثانوية بعد سنوات من الاختباء عن العالم، عليه التكيف مع هذه الحياة. و لحُسن حظه،...
