انطلقَت صفارات الإنذار من كُل اتجاه، و كَان من المُستحيل تقريبًا عدَّ عدد المركبات التي تُصدر تلك الضوضاء الحادة. و جونقكوك كان متكورًا تحَت الأنقاض، اصابِعُه ممسكة بالهاتف في يده اليمنى، بينما يده اليسرى ظلت ملتصِقة بصدر تايهيونق. عندما وجده لأول مرة، شعر بِكُل جزء من جسده يرتعش وهو يبحث بيأس عن إشارة على ان تايهيونق ما زال على قيد الحياة.ثم وجدها، نَبض القلب، ذاك النَبض الذي بدا أعلى من صوت الصفارات رغم انهُ كان بالكاد موجودًا. كان ذلك كافيًا ليبعث الأمل في قلبه، حيث بقيت يده ممسكة بهذا الأمل بإحكام.
" إنهم هنا الان، انا... انا بخير" قال على الهاتف، بينما أصابعه تمُر برفق عبر صدر محبوبه، غير قادر على إيقاظه.
" ابقَ على الهاتف حتى يجدونَك. هل لا تزال قادرًا على التنفس بشكل جيد؟ ألمك لم يزداد سوءًا؟ " ابتسَم عند سماعِه قلق أخيه، الذي كان قد أحسَن في إخفاء الذُعر الشديد الذي شعر به عندما اتصل بجونقكوك ليخبره بأنهُ لم يجد فقط تايهيونق، بل هو ايضًا كان على قيد الحياة؛ رغم انهُ بالكاد.
" تأكَد ان تبقى ثابتًا، لا تَتحرك كثيرًا حتى يقولوا لك انه آمن، وإذا قالوا انهُم لا يستطيعون إلا أخذ أحدكما اولًا، عليك ان تعدَني بأن تدعهُم يأخذونك. عِدني— "
" يونقي، سأكون بخير، تنفُسك أسوأ من تنفسي. انظُر، عليّ لَفت انتباههم، سأضع الهاتف بعيدًا الان " لم ينتظِر رد أخيه، وضع الهاتف على الأرض قبل ان يصرُخ نحو الفجوة التي سقط فيها.
" نحن هنا! الطابق الثاني، ثلاثة أمتار بالداخل! " صرخ بأعلى ما يُمكن لرئتيه تحمله، ثم قلب هاتفه ليشغل المصباح وبدأ في التلويح به عاليًا قدر استطاعته.
لم يكُن هناك رد لبضعِ دقائق، بَدأت ذراعه تتعَب، فأسقط هاتفه واستلقى بجانب تايهيونق. استدار، وضع راحة يده بشَكل مسطح وأغلق عينيه ليركز على نبض القلب. لا يزال موجودًا.
مرت اربع ايام، دون ماء و طعَام و تنفُس ضَعيف. كيف لا يزال على قيد الحياة؟ في هذِه اللحظة، لم يكن للجانب المنطقي ايّ أهمية بالنسبة لجونقكوك، ابتسامته اشتدت عندما احتضن تايهيونق بإحكام " تماسَك قليلاً، تاي "
" مرحبًا؟ " صوت نادَى من الأعلى، ضوء وميض من خلال الفجوة قبل ان يظهر شَخص فوقها، مصباح رأسه يضيء على الاثنين " ابقَ ثابتًا! سنُنزل الحزام لك خلال خمس دقائق. هل تحتاج إلى إسعافات أولية طارئة؟ " ترَدد جونقكوك، و رَفع أصابعه ليلاطف شعر تايهيونق الذي كان ملتصقًا تمامًا بجبهته، يبدو أن الدم كان يغطي فمه.
" أمم..." فكر فيما قاله له يونقي. لكن ان تَرك تايهيونق اكثَر...
" نعم! انهُ بالكاد يتنفس! " صرخ للرجل الذي كان يتحدث الان من بعيد إلى شخص اخَر بينما بدأوا بتثبيت الحزام لأحدهما.
أنت تقرأ
Iris
Fantasyوُلد كيم تايهيونق بعيون غير طبيعية تتغير ألوانها وفقًا لمشاعره. نبذه والده بسبب لعنة هذه العيون، فقضَى طفولته في عزلة. الان، وهو يواجه تحديات الحياة الجديدة في المدرسة الثانوية بعد سنوات من الاختباء عن العالم، عليه التكيف مع هذه الحياة. و لحُسن حظه،...