جَلس جونقكوك على مكتبِه واضعًا سماعات الرأس، متظاهرًا بعدَم الاستماع إلى الشجار الذي يدور بين الصديقين في غرفته. كان من الصَعب تحديد ما إذا كانا في شِجار أو في نقاش، لكن جونقكوك كان مهتمًا بما كان يجمعهما. لقد اكتشف الكثير عن علاقتهُما.التقيا لأول مَره عندما حاوَل تايهيونق الهروب من سيطرة والده بعد ان تركهُ وحيدًا في المنزِل ليخرج في موعِد غرامي. كان الأمر مُسليًا بالنسبة للصغير ان والده لم يقم بحبسِه في غرفة الغسيل كما يفعل عادةً، بل أغلق عليه باب غرفته التي كانت تحتوي على نافذة. استغَل تلك الفُرصة للهروب، و لكن بما انهُ لم يكن قد خرَج بمفرده من قبل، لم يكن لديه ايّ فكرة إلى اين يذهب.
تجوَل بلا هدف حتى وصل إلى حديقة عند زاوية الشارع، حيث تجمع الناس حولها. وسط تلك المجموعة، كان هناك فَتى بطول قامته تقريبًا، يرتدي نظارات مُستديرة ويلعب بلسانه وهو مستلقٍ تحت شجرة يقرأ كتابًا.
جذبتهُ شخصيته او رُبما الكتاب الذي يقرأه، اقتَرب تايهيونق حتى صار يتلصَص من خلف شجرة ليرى ما كان يقرأه الصبي الاخر. كان الكتاب يتحدَث عن الفضاء والكواكب. لم يُدرك انهُ كان يحدق إلا عندما ظَهر الصبي أمامه، مادًا يده بابتسامة عريضة على وجهه وهو يقدم نفسه على انهُ جيمين.
و هكذَا بدأت رحلة هروب أسبوعية، حيث كان تايهيونق يهرب كل صباح احَد لينضم إلى صديقه الجديد في الحديقة. على الرُغم من أنهما كانا يجلسان فَقط في المقاعد ويتحدثان عن الكُتب ويعدّدان الحقائق الرائعة التي عرفوها خلال الأسبوع.
لم يسأل جيمين ابدًا أسئلة، و لم يدفَع تايهيونق ليعطي اكثَر مما كان يرغَب في تقديمه. و مَع مرور الوقت، بدأ جيمين بإحضار الضمادَات والطعام كُل أسبُوع، للتأكُد من ان صديقه كان يأكل بما يكفي و ان جروحه كانت تُعالج. لم يتحدثا ابدًا عن عينيه.
" ليس لأننا أصدقاء يعني أني مُضطَر ان أخبرك بكل شيء! حتى انني لم اتخِذ القرار بعد لأن والديَّ كانوا مترددين! ماذا كنت سأفعَل لو اخبرتُك اني سأرحل ثم غيّر والديَّ رأيهما؟"
" على الأقل اخبرني انك تُفكر في الأمر! جيمين،... إذا رحلت، من سيبقَى؟ "
" لا يُمكنك تحميلني هذا العبء يا تاي. اعلم انك تعتمِد عليَّ، و انني أقرب شَخص لديك، لكن لا يُمكنك ان تتوقَع مني ان اكون متاحًا لك دائمًا! انهُ أمر مرهق. لدي مشاكلي الخاصة ايضًا "
سَخر تايهيونق، و شَد ذراعيه حول جسده وضغط قدميه بقوة على الأرض في محاولة يائسَة لتفريغ الغضب الذي كان يجتاحه.
" انا لا اُخبرك حتى بأبسَط تفاصيل حياتي المدمرة يا جيمين، كُنت تعرِف ان حياتي كانت فوضَى، و تعرِف انني احتَاج إلى وقت لأستوعِب التغييرات الكبيرة. لقد عرفتُك لفترة أطول من ايّ شَخص اخر، مع ذلِك لم تستطِع ان تفهَم انني قد أنهار تمامًا عندما تُخبرني انك سترحل ولن تعود ابدًا!؟ "
أنت تقرأ
Iris
Fantasyوُلد كيم تايهيونق بعيون غير طبيعية تتغير ألوانها وفقًا لمشاعره. نبذه والده بسبب لعنة هذه العيون، فقضَى طفولته في عزلة. الان، وهو يواجه تحديات الحياة الجديدة في المدرسة الثانوية بعد سنوات من الاختباء عن العالم، عليه التكيف مع هذه الحياة. و لحُسن حظه،...