ظَن تايهيونق انهُ قد اعتَاد على الألم. اعتقد انهُ بعد كل ما مَر به، فإن الشُعور و كأن شخصًا يغرِس سكينًا في أحشائه سيكون بمثَابة جُرح بسيط من ورقة. و لكِن عندما كان يُكافح لفتح عينيه دون ان يشعُر بكل جزء من جسده يتألَم بألم حاد، توصل إلى استنتَاج مفاده انهُ ربما لم يعتَد عليه بعد.و رُغم ذلك، تم تشتيت انتباهه بسهولة عن الألم الذي كان يشعُر به، لأنه بينما كان يحرك أصابعه، تذكر شيئًا مهمًا.
لقد كان على قيد الحياة.
لم يكُن فقط على قيد الحياة، بل كان آمنًا. كان بإمكانه رؤية الشَمس من خلال جفونه المغلقة، و كان بإمكانِه ان يشعُر بالدفء الذي يُحيط به و الراحَة تحته. لقد ادرَك انهُ كان مُستلقيًا على سرير في منزِل. لكن في منزِل من؟
بأقصى جُهد استطاع تجميعه، تمَكن تايهيونق اخيرًا من فَتح عينيه بِبُطء. حافَظ على ضيقهما لتجنُب الضوء الساطع الذي سَبب له صُداع شديد. ومع ذلك، استطاع ان يرَى بوضوح كل شيء حول الغرفة. بدت كغُرفة عادية مع طاولة بجانب السرير، ومكتب في الزاوية البعيدة، لاحَظ انهُ بعيد جدًا و كان مليئًا بالكثير من الأوراق و الكُتب. و اخيرًا خزانة بمرآة على يسارها. لاحَظ كيف كانت كل الأشياء أنيقة و كلاسيكية اكثَر بكثير من غرفتِه الخاصة.
فتَح فمه ليقول شيئًا، لكنهُ شعر بألم عندما مر الهواء عبر حلقه إلى رئتيه. لذلِك لم يتكلم، بل حاول ان يرفَع رأسه على الوسائد، لكنهُ شعر بألم حاد في بطنه و في ما يبدو انهُ قفصه الصدري. رفع قميصه الذي بدا مألوفًا بشكِل مزعج، لكنه لم يستطع تذكر من كان يرتدي قميصًا ابيض ذو نقَاط سوداء و التي كانت تناسِبُه تمامًا. تحت القميص وجد ضمادات تلف حول صدره. بدافع الفضول، حاول لمسها، لكنه تأوه عندما زاد ذلِك من ألمه.
" اللعنة... " عَض شفتيه، راغبًا في صَفع نفسه على غبائه. بالطبع سيكون مؤلمًا إذا لمس الإصابة. بدلاً من ذلك، حاول فك الضمادَة، و اخذَ بضع لحظات لتحريكها من تحته قبل ان يُزيل الطبقة الأخيرة. اتسعَت عيناه عندما رأى غرزتين كبيرتين في صدره و بطنه. شَعر بالغثيان عند رؤية ذلك، فعاد إلى الاستلقاء على المرتبة التي كانت مُريحة للغاية. كان ايّ شيء أفضل من التُراب الذي كان يعتقد انهُ سيموت عليه.
وهذا أثار السؤال، كيف انتهَى به المطاف في بيت فاخر بملابس جديدة و سَرير ينام عليه؟ في حين كان من المفترض ان يكون ميتًا تحتَ منزله.
سرعان ما جاءته الإجابة.
بينما كان تايهيونق يتأمَل الغرفة، لاحظ ان بعض الأشياء كانت مألوفة. لكن أفكارَه كانت ضبابية للغاية لتقديم إجابة واضِحة عن تساؤلاته. ورغم ذلك، كان يمكنُه ان يجِد شَيئًا مألوفًا في تَصميم المنزل والأشياء المبعثرة حول الغرفة. كان يتمنى فقط لو يستطيع تذكُر اسم.
أنت تقرأ
Iris
Fantasyوُلد كيم تايهيونق بعيون غير طبيعية تتغير ألوانها وفقًا لمشاعره. نبذه والده بسبب لعنة هذه العيون، فقضَى طفولته في عزلة. الان، وهو يواجه تحديات الحياة الجديدة في المدرسة الثانوية بعد سنوات من الاختباء عن العالم، عليه التكيف مع هذه الحياة. و لحُسن حظه،...