البرآءة العاشرةْ

3.4K 115 65
                                    

تبتسم بهدوء وهي تستمع لكلام والدها ،، تشعر بـ إنتفاخ خديها بسبب الغضب ، و لكنها مجبرة على الرضوخ
فلا هروب بعد اليوم
دعاها للتحدث فهمست : بابا انته ادرى بمصلحتي والي تشوفه صح سويه

هز رأسه بـ ثقة : مصلحتج وية ايدي اليمنه يعني وية هشام ،، و بعدين الولد صارله 6 سنين منتظرج وماااكو واحد يسويها ،، الا اذا جان شارييج و راييدج صدق

احتفظت بإبتسامتها و بداخلها تصرخ رافضة ،، والدها لا يستشيرها ،، إنه يأمرها
و لنكن واقعيين بكل الاحوال لاتوجد استشارة بعد 6 اعوام من الخطبة ،، فأمر الموافقة قد حسم منذ زمن ، و حان موعد التنفيذ

إستأذنت منه لـ تذهب غرفتها ،، فحان موعد حديثها مع ' روشن ' في الانترنت
تفتقد حياتها بـ عمان ،،
كانت تقضي اغلب اوقاتها مع روشن و ولديها تارة و رسل تارة اخرى !
تلك الخبيثة ما إن تزوجت حتى نستها


عندما وصلت غرفتها توجهت مباشرة للحاسب المحمول و جلست على سريرها ثم وضعته في حجرها
شغلته وهي تحاول ان لا تفكر بالايام القادمة و كيفية حياتها مع هشام ،، فلا داعي للإسراع بالتفكير ،، سيحتلها قريبا


ابتسمت عند رؤيتها تعليق لينا على احدى الادعية التي انزلتها قبل قليل
تشعر بأن تلك الفتاة ضعيفة وهشة جدا و لكنها تتظاهر بالعكس ، تتمنى لو تستطيع الذهاب اليها و محادثتها قليلا و لكنها بالتأكيد تخاف اخاها

حتى صداقتهم الخفية على الفيسبوك تخيفها احيانا و لكن لينا الشجاعة تطمئنها بعدم انتباه اخيها لمثل هذه الامور


دخلت على ملف رسل الشخصي و كتبت لها رسالة خاصة تحوي جملة واحدة لا غير
' من لقى احبابه نسى اصحابه '


ثم قامت بإرسال رسالة اخرى لـ روشن ،، أخبرتها بإنها تعبة و لن تكلمها اليوم
بعدها اغلقت الجهاز و تركته جانبا ،، مددت جسدها على السرير وهي تبتسم بسخرية للتفكير الذي حاصرها بجيوشه بشكل اسرع من المتوقع !

عليها التأهب وتجهيز كل امور الزفاف ،، فعلى حد قول والدها لم يتبق سوى اسبوعان على حفلة عقد القرآن
بغض النظر عن عدم قناعتها بهذا الزواج ،، هي تريد ان تبدو بأبهى حلة ، فالانسان لا يتزوج كل يوم
لو كانت تعلم بقرب الموعد لإشترت لها فساتين مناسبة و تقضت نواقصها عندما خرجت برفقة لينا منذ اسابيع !


.
.
.


اخاف العيون التي تستطيع اختراق ضفافي
فقد تبصر القلب حافي
أخاف اعترافي

درويش

الساعات الاولى من النهار كانت شديدة التعب بسبب حضور احد اللجان التفتيشية الى قسمهم في المشفى ،، و كان لابد على الجميع ان يعمل بأقسى طاقاته
و الآن هي تأخذ قسطا من الراحة مع رنا في الكافيتيريا الواقعة في الدور الارضي ،، كانتا تتحادثان بشأن اخر و اهم حدث ،، و هو تقدم د.ضرغام لخطبتها
حيث إنه ذهب لـمنزلهم بالامس من اجل التعرف على اخيها و لكنه صدم من خبر وفاة شقيقتيه !
فـ إقتصرت الزيارة على التعارف فقط
الا ان علي فهم السبب الرئيسي وراء مجئ هذا الدكتور ،، و ناقشها بشأنه و بشأن ما تعرفه عنه
و هي كعادتها كانت لا مبالية و غير مهتمة للموضوع بتاتا ،، و لو كان الوضع غيره لما تركها من غير شجار و توبيخ و لكنه كان مشغول الذهن جدا ، و متوتر بسبب غيمة الحزن التي حلت فوق منزل والدته

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن