الإدانةْ الرابِعةْ عَشرْ

3.1K 91 9
                                    

أحبك فوق ما عشقتْ قلوبٌ ولا أدري الذي من بعدِ حبي
وأعلم أن كُلِّي فيك فانٍ وعيني فيك ذائبةٌ وقلبي
وأعلم أن عندك من يُنادي خفيّاً هاتفاً وأنا الملبي
وأعلم أن حبي ليس يشفى وبعدي ليس يُجديني وقربي
ولما لم أجدْ للحبِّ حلاّ هتفتُ به كما. يرضيك سِر بي!
وخذني حيث هي لا تسلني لأية غايةٍ ولأيِّ دربِ!

إبراهيمْ ناجيِ

إستحضارك في الذاكرة خطيئة بريئة ، خطتها غادة السمان ، و أدركها هو حينما صار يفيض بالخطايا ، تلك التي قد تكون إسم على غير مسمى ، فـ بربكم يا أنتم إنصفوه و إخبروه إن كان ما يفعله بلا ارادة منه يعتبر من الظلمات أم إنه برئ ، إعدلوا بحق لوعته و حرمانه ! إعدلوه بإنسانيتكم و إنسانيته ، !
كم كان حقيرا حظي ، حين رماك القدر يا عمري على شاطئي ! كم كنت تعيسا و بائسا و ميت ، ليدركني التعلق بـ امواج قادمة من جزيرة مسلمة ، تمر الأيام راكضة و تهرول معها العواطف نحو هاوية الضياع أكثر فأكثر ، إقترب كثيرا من المنحدر ، بل هو قد تاه من قبل أن يتدحرج من علوه ، منذ أن قوبل بـ تحقيق رفيقه الاخرق قبل ثلاثة أشهر من الآن و هو يعيش بحالة مستعصية من الكتمان المتغذي على الروح بداخله .. يحاول صدقا أن لا يسمح لها ان تطئ صخوره اللينة بـ مياهها الهائجة كمن يستقصد ان يذيب تلك الاحجار و يساويها مع رمال البحر ، لتجرها معها بعودة تلك الامواج سريعا من حيث مصدرها من بعد أن تنتهي مهمتها بـ الخلاص من مقاومته .. تنفس بعمق و هو يجاهد بتركيز انظاره على الشاشة الالكترونية الماثلة أمامه ، عمل طويل بإنتظاره اليوم ، وعليه السلوى قليلا عن جنون القلب !
و هو على حاله ، يسترق من عقله القليل من الاهتمام لـ ترتيب الجداول التي بين يديه ، شعر فجأة بتقلص عضلات صدره ليغص بالنفس بشكل عنيف ، فينفلت منه سعالا حادا ، كل هذا إثر رؤيتها تتمخطر من امام مكتبه مع ذلك الابله و ترافقهما فتاة أخرى .. اليوم فقط كره أن يكون لغرفته نوافذا تطل على الرواق ، تبا للمهندس التعيس ، بل سحقا لهذه الشركة بأكملها ، فـ لولاها ما كان سيهبط نحو قاع الخطيئة البريئة كما هو الآن
نقر على بابه جعل رأسه المطرق يتابع لوحة الجهاز المحمول يرتفع ليقابل بطلتها البهية ، مالذي تفعله هنا ؟ أما إكتفت بالاوردة و الشرايين و حجرة القلب ، و فوقهم اروقة الشركة لتأتيه هذه المرة فتضيق عليه مكتبه ؟ يا إله السماوات ، إرفق بي !
كانت تقف قرب الباب الذي شرعته بيديها الخبيثتين ، لتمسك وكرته مميلة برأسها قليلا بحجة المشاكسة ، و لكن ما إن رأت الجمود بنظرته المنصبة نحو ما بيدها إعتدلت و حاولت أن يبدو صوتها رسميا : هممم ممكن أدخل ؟

هز برأسه موافقا ، لتفعل تاركة الباب خلفها مفتوحا ، فتقترب من مكتبه حتى إستقامت امامه كـ طفلة صغيرة تنضح من نظراتها البراءة و الذنب : عفية الن عندي طلللب ، و أدري رح تقول هاي شقــد استغلالية بس حبااب ماعندي غيرك هنا ، و إنتة دائما تقلي شتريدين قـ ـ ـ

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن