البرآءة الرَآبعَة

4K 139 7
                                    

هجرتُ بعض أحبتيِ طُوعآ لأنني
وجدتُ قلُوبِهم تَهوَى فُرآقيِ
نعَــمْ أشتَـآآقْ ......!
ولَكنْ ، وَضعتُ
كرآمتيِ فُوقْ إشتيآقيِ
أرغبُ فيِ وصلهمْ دومآ ولكنْ
" طريقُ الذُلِ لآ تهُوآآهْ سـآقيِ "


لـ أميرْ الشُعرآء : أحمد شُوقي
.........................................
زفر الهواء من صدره و أبعد نظره عن المنزل
انتهى عمله هنا ، فعاد ادراجه لمنزلهم المؤقت ؛
العنيدة لم تتصل بأخته لتخبرهم بشأن إنقطاع التيار ،، و انتظر مكالمتها لاكثر من ربع ساعة لكنها لم تتنازل
لكن هو من قرر ان يتنازل من اجل قلبه ،، فلن تعلم هي على أي حال ماهو فاعل لأجلها !

ذهب بنفسه لمحطة التوليد و رفع المحولة و من هناك اتصل بأخته ' أيـة ' طالبا منها التأكد من شباك غرفتها ان التيار الكهربائي قد عاد لمنزل ابو علي !

و هكذا عاد وهو مرتاح و في نفس الوقت منزعج ،، إن علي يحمله فوق طاقته بكثير
دوما يهمل لينا امامه وهو متأكد من انه لن يفعل المثل ،، يستغرب كيف علم علي بمشاعره لأخته ؟

و لكنه لن ينسى اليوم الذي لم يمض عليه الا سنة واحدة بالضبط ،، في عيد الفطر السابق ،، عندما كانا يتناولان الإفطار في منزله ، و وقتها قالها له علي ببساطة ' عمر اقلك ليش متخطب لينا ؟ لك والله اني شاريك ،، و أخذها مني ابوية مرح يقول لأ '


عندها غص في أكله مشدوها و قلبه كاد ان ينفجر بين اظلعه ،، كيف له ان يتجرأ ليطلب منه هكذا طلب ؟!


كان مسبقا على علم برأي لينا فيه ،، ففي إحدى المرات ملك صارحتها بمشاعر اخيها ولكنها رفضت و بشدة متذرعة بإختلاف الطوائف و نسيت وقتها ان والدها و والدتها من طائفتين مختلفتين !
هو لم تكن عنده ادنى فكرة عن فعلة إخته ،، حتى اعترفت له في يوما و هي غاضبة جدا من تلك الفتاة !
لم يصدم حينها ، لإنه يجيد قراءة الأفكار خلف التصرفات اللا ارادية ، و كآن متأكد إنه ليس بفارس احلام فتاته !
لكنها حينها كانت صغيرة
فعمرها لم يكن يتجاوز الـ تاسعة عشر
و بالتأكيد أن عقلها ما زال متأثرا بمرحلة المراهقة ،، و هو متأكد من إنها حتى الآن لم يكتمل نضج تفكيرها ، فبكل الاحوال سنة لن تغير من عقلها شيئا !

و حتى و ان كمل نضجها .. ستظل في نظره فتاة صغيرة بجديلتين ، يحب شراء السكاكر لها و رؤيتها تتغنج من اجل ان يركبها معه الدراجة !!

كم هي ايام جميلة قد فقدها ،، كما فقد حبه لبراءة نفس الفتاة ،، فالآن اصبح يرى فيها جنين خبث هو على ثقة بإنه سيولد يوما و ستصبح له اما !!


انتهت ثقته بتلك الصغيرة
و لم يتبق شيئا له لكي يعيد امجاده من جديد ، فليس عُمر من يبكي وراء انثى حتى و إن كآن يعشقها !
بل هو من يرد لها الصاع بـ عشرة
حتى و إن تأخر صاعه ،، سيأتي يوما
لكنه سيكون مؤلما جدا و سيحرق لها خدها

وهو متأكد بإنه سيكون اكثر تألما منها ، لكن لا يهم .. سيتحمل
المهم هو ان يريها إن الدنيا لن تتوقف بالنسبة له حتى و ان رفضته جلالة السلطانة
عندما دخل من الباب الخارجي للمنزل وجد والدته في الإنتظار ،، تحدثت مسرعة : ها يوم وينك تأخرت ،

إبتسم بهدوء وهو يقول بشقاوته المعتادة : مبقى شي نص ساعة و اوصل !

ضحكت بخفوت وهي ترد : يمممه منك مينقدرلك .. ديللا فوت يم خواتك اني داروح لبيت ابو علي اخاف محتاجين شي

اصمت ايها الاحمق ،، اين وعودك ؟!
لم تنبض بقوة عند ذكر منزلها فقط ؟ كم انت بائس ايها المسكين ، تبا لك و لهـآ
هز رأسه متفهما : و اني دا اقول المن هاي الكشخة .. بس ارتاحي علي خابرني و قال حيجي فلتروحين



غضبت قليلا من سخريته : عممممر انجب ،، شبيها هدومي ؟؟ بس انتو جيل هالايام متحبون الستر ،، وبعدين صدق يعني ما اروح ؟؟ ولك يمة اخاف عيب منهم



ضحكته جلجت في المكان و اقترب منها ليحيطها بذراعيه : زعلااان ارااضي و بعيووني اخلييي ،، و بقلببببي اداررييي و بعد مااعرف محافظها ،، و لا يا كووكة مو عيب هوه الولد قلي لتروحين
!


ضحكت وهي تحاول ابعاده لكنه مسك كفها و رفع ذراعها عاليا و بدأ يتفحص ملابسها المكونة مما نسميه نحن ' الجبة ' مع الطرحة و الاثنتان بلون كحلي حزنا على اسدها !


تغنى بها بحب : ولج والله حقج كفااح الستر حلوو ، فدوة لهالطول !


ضربته لتبعده عنها وهي مستغربة مزاجه : ولج بعينك انته فد مرة ذبيت الميانة


ضحك من جديد و مسح على كفه مكان صفعتها وهو يكشر بملامحه : آخ .. هنت عليج تضربيني .. بس احسسسن .. حتى باجر عقبه من اتزوج محد يلومني حقي انتي ممدللتني !



حاولت ابعاده عن طريقها و هي لا تستطيع محو ابتسامتها : دتزوج و شوف حتى اذبحك !


صُدم بإصطناع : بس الله محلل اربعة !

هذه المرة ضربته بقوة و صرخت به بدون شعور : و لك كاافي لك استغفر الله فد مرة قمت تخربط بالحجي !

إبتسم و مسك صدغها رغم مقاومتها ،، طبع قبلة طويلة على جبينها وهو يقول بصدق : يوووم الله لا يخلينا من حسج
لماذا يفعل بها هكذا ؟!
أيعلم فلذة الكبد هذا انها تتمزق اثر نبرته تلك ؟!
ليتها لم تعترض على شقاوته التي لا يظهرها لسواها ،، ليته !
لإنها لا تستطيع تحمل كلامه الجدي المغلف بكل هذا الحنان و الاحتواء ،، شبلها هذا لا مثيل له

يرغمها كثيرا على ما لا ترضى .. كـ تركه لدراسته من اجل ان يستمر مستواهم قريبا من قبل !
فقد كان بإمكانه تسليم المحل لإي مستأجر و يستلمون منه راتبا يكفيهم ،، لكنه لم يفعل ،، لإن هذا الوضع سيضيق على اخواته و هو لا يريد لهم الحزن !
يكفيهم خسارة الأســد !


طفلي الحبيب ، واغلى من نمى بين أحشائي ، عسى الله ان يرزقك بأحسن مما تتمنـى
عسى ان يعطيك ما تحتاجه يا ولدي و ليس ما تريده ،، لإن ما تريده سيتعبك جدا
ما تريده هو نار ستحرقك ان اصررت على الحصول عليها
يا الهي ،، إبعدها عن قلبه يارب ،
إبنـي لا يحتمل العذاب ،، ابعدها عنه ان كانت ستؤلمه يوما
لا اريد له الحزن يا رحمن يا منان ،، إعطف عليه و إرزقه من خيرك ما يغنيه عن غيرك ،، يارب !



مسح لها دمعة على خدها الايسر وهو يقول بهدوءه المعتاد و الذي عاد ليسيطر عليه : كثفي الدعاوي ام عموري ، ببالي شغلة و اريدها وره الله من دعاوييج !
ليلهج لسآنها بذكر الله و دعاءه ،
توسلت و رجت ربها ان ينير قلب صغيرها و دربه و يرزقه ما يجعله ملكا بين الناس !
من خير دين و دنيا
.
.
لقد مزقها الخوف تمزيقا
هي لا تعلم شيئا عن هذا الشاب ،، حتى و إن تصرف بنبل معها امام الجميع قد تكن نيته اسوأ منهم و من الممكن ايضا انه طمع بها كأنثى و فعل كل ما فعل من اجل الحصول عليها !
انها ترتجف خوفا

لقد كانت حمقاء جدا عندما طلبته المساعدة ،، أين كان عقلها و هي تتوسل رجل تراه لأول مرة أن يأخذها و يرحل
يأخذها بمفرده بعد ان كانت بوسط حشد من الناس حتى و ان كانوا متشبهين بالذئاب
فإن وجودها بينهم ارحم من وجودها مع رجل واحد

لكــنه لم يفعل لي شيئا عندما كان معي في الغرفة و بمفرده !
لاتكوني غبية يا فتاة ،، من الممكن جدا انه اراد الاستفراد بك لفترة طويلة ،،و ان تقرب لك و انتم هناك كان سيخسرك كـ متعة دائمة


لاااا ،،
هذا مستحيل .. لن تسمح له بالتقرب منها ،، ستقتله او تقتل نفسها قبل ان يحاول
تقسم انها ستفعل !
كان الخوف قد جمد اطرافها .. فلا دماء تصل لأناملها حتى بان الازرقاق عليها

كانت تجلس في المقعد الخلفي لـ سيارته الـ jeep السوداء و هي متأكدة من ترف هذه العائلة بعد ان عرفت من يكونوا !
و لكن ايعقل ان ماحدث مجرد تمثيلية من اجل ان يحصل عليها ؟
فهي ليست بذلك الثمن الذي يجعله يخسر والدته و اهله جميعا ،،


لكن إن كان رجلا شهما و غيورا كما يبدو عليه فـ إن موقفه مع اهله سيكون معقولا بعد رؤيته فعلتهم بها .!
على طول الطريق استمرت بالبكاء و الدعاء بصمت ؛
إنها بطبيعتها ضعيفة ، و زاد الأمر سوءا هو المصيبة التي هي فيها

التعب و الجوع قد انهكا جسدها .. حتى الخوف بات يتلاشى تدريجيا من شدة الإرهاق .. لدرجة انها لم تنتبه على الشوارع التي يمرانها
عند ركوبهم السيارة سألها بـ هدوء عن موقع منزلهم .. و بعد كلمتها ركب قبلها من غير اي قول اخر
و حتى الان لم يشرح لها حتى الى اين يأخذها ، وهي من ضعف ما بها لم تسأله !


عندما وصل لـ مراده اوقف السيارة وهو يتنفس بغيظ ،، طول الطريق لم ينس ما حدث بينه و بين والدته ،
ترى هل بإمكانهما اصلاح ما انكسر وتهشم ؟
ماذا عن الشهود الغير مرحب بوجودهم ؟
لقد شهدوا على تجريحهم بعضهم بعضا

كم كان عراكا حادا و مؤلمـآ
صحيح إنه تمنى ان ينفجر يوما ما .. و لكن ليس في هذا الزمان و لا المكان !
إستغرب عدم السؤال من تلك الجالسة في الخلف ، فهو لم يأخذها لأهلها كما وعدها ،، بل جاء بها لمنزلهم ،، عليها اولا الاغتسال والراحة ثم سيأخذها صباحا إن شاء الله !

ليس من الجيد ان تعود لأهلها بحالها هذا ،، وبنفس الوقت هنالك بعض المناطق التي بدأت بتطبيق حظر التجوال الليلي للدواعي الامنية ،، فلن يستطيع الآن إيصالها وان نجح فلن ينجح بالعودة لمنزله

وفوق كل هذا هو لديه ما يكلمها فيه
عليه ان يأخذ منها وعدا بإنها لن تخبر اباها عن هوية الخاطفين ،، بالتأكيد والدها ليس بمغفل و انه يضع عبد الملك في اول قائمة المشتبه بهم ،، و لكنه لا يحمل اي دليل ضده و هذا قد يحرف تفكيره لـ جماعات اخرى ترفض وجوده في السلطة ،

وعلى ابنته ان تساعد في إقصاء عبد الملك بعيدا عن التهمة

رغم شوقه لـ أذلال ذلك الرجل و تذويقه شر عمله الا انه لا يستطيع فعل ذلك بسبب أختيه ،
إن افتضح امر هذا الرجل سيتدمر مستقبل الطفلتين بإعتبار والدهما مجرما يقبع خلف قضبان السجون

تبا لهذا القيد المكبل لكلتا يديه ،، عليه أن يرى المنكر و يصمت !
كم هو مرير هذا الشعور ،،

كان على ثقة بإن الفتاة ليست في وعيها لإنها تأخرت بالهجوم عليه ،، و هذا ما جعله يلتفت قليلا وهو يقول بخشونة : هييي يبنييية ... يبنيــ ـ ـ !



اطبق فمه عند رؤية جفنيها مسدليين على مقلتيها ،
اشاح بوجهه و اعتدل بجلسته و اخذ يفكر لـ ثواني ،، ماذا عليه ان يفعل ؟!
كيف سيدخلها و ماذا سيقول لجدته ؟!
امر لينا بسيط جدا ،، فـ بكل اهمال يستطيع تجاهلها .. و لكنه بالطبع لن يستطيع التخلص من تحقيقات الجدة !


زفر بغيض ،، ما هذه الورطة التي ادخل نفســه بها ؟!

علي ،، هيا .. تنفس بعمق
بعد كل ما فعلته لن يعجزك ادخالها للمنزل ،
هيا يا رجل ،، إنك على الطريق السليم ،، هنيئا لك شجاعتك في ما فعلته
افعل اي شئ ،، الفتاة متعبة و عليها ان ترتاح الآن ، فلا تطل التفكير


بعد ان اقنع نفسه بهذا الكلام اخرج هاتفه المحمول من جيبه و اتصل على اخته بدون تردد ،،
وصله صوتها المتذمر : نعم ؟!


كانت اكيدة بإنه سيعنفها لكنه قال متجاهلا رغبتها في العراك : بيبي نايمة ؟


رفعت حاجبها : إي .. و بس اني قاعدة و ان شاء الله يجي حرامي يطفر عالبيت و يكتلني و يخلصك من مسؤليتي

كان بإمكانه ردعها عن الثرثرة ،، لكنه تركها تنفس عن غضبها .. فبعد ما فعل اصبح اكيدا ان للإنسان طاقة تحمل وإن وصل مؤشر العداد للنهاية سينفجر
و هو لا يريد ان يحدث هذا مع اخته ،، لن يتبق له سواها ،، كما و إنها ايضا لا تملك سواه ،، فعليه تحملها و تحمل صغر سنها

تكلم بهدوء اكثر : باعي ' إنظري ' .. أني بباب البيت ، بس وياية احد ،، و ما اريد بيبي تشوفه ،، بس اليوم يبات و باجر من الفجر اخذه
كإنه يتكلم عن حيوان اليف .. هذا ما شعرت به لينا : منوووو هالاحد ؟ و ليش متريد بيبيتك تعرف ؟ هيه شعليها ؟!
اجاب وهو يجول بنظره علـى تصميم بيتهم من الخارج : الشغلة طويلة و اني تعبان ،، بلا لغوة ' كلام فارغ ' زايدة و تأكديلي هسة نايمة لو لأ

قبل ان يأمرها بتلك الوقاحة كانت قد تفقدت جدته التي تنام في غرفة سفلية تشاركها اياها هي ايام الخفارات الليلية لـ علي

همست بخفوت بعد ان رأتها تسبح وهي على فراشها : قاااعدة !
زفر بغيظ مكتوم .. ثم شغل محرك السيارة من جديد : دطلعي فتحيلي الباب خلي افوت السيارة اول شي و الله كريم

كــــم تكـــررره هذه الوظيفة !
لكنها بالطبع لن تتجرأ و تناقشه وهو في هذا المزاج الأزرق ،

بعد ان اغلقت الهاتف توجهت لغرفة الجدة قائلة بهدوء بعد وقوفها قرب الباب : بيبي علي اجا تره ،، رايحة افتحله الباب !
حاولت النهوض وهي تقول بسرعة : صدددق ؟؟ إييي همزيين الحمدلله

لينا صرخت مفزوعة : لاااا بيبي لتقومين الله عليج ارتاحي هسة هوه يجيج 

لم تهتم بل استقامت وهي تقول بحدة : امشششي قدامي ،، تريديني اعوفج تطلعين بهالليل وحدج ؟!
الليل .. هه
و هل لها ان تنسى خديعة الليل و خيانته ؟!
فقد كانت الساعة تقترب من الواحدة ليلا عندما خطف الموت والدها بأبشع صورة !
الحمد لله على كل حال ،، إنا لله و إنا اليه راجعون !

شعرت بالخوف من ردة فعل علي إن علم ان جدته ستخرج معها ، لكن ليس باليد حيلة !
خرجت مع الجدة لفتح الباب الخارجي و كان كل ما يحدث قرابة الـ 10 ليلا
نعم احبتي هذا حالنا !
في الواقع اكثر المنازل العراقية كانت توصد ابوابها عند حوالي الـ 8 و في المناطق المندلعة قد يبدأوا بحجز انفسهم عند الـ 6 !

علي عندما رأى جدته ضرب على المقود غاضبا ،، تبااا !
ما عساه ان يقول او يفعل ؟!
جدته ضعيفة النظر .. و لكنها و لشديد الاسف ترتدي نظارتها الآن ،، كل ما يريده الآن هو ان يمر الموضوع بسلام و ان لا تنتبه جدته لوجود الفتاة !

كما اراد بالضبط قد حدث
حمد ربه ان جدته انغمست بسؤاله عن سبب تأخيره بعد ان نزل مسرعا من السيارة و مؤشرا للينا بعينه ان تبقى قريبة قليلا !

تكلمت جدته مسرعة بعد رؤية وجهه المنتفخ قليلا مع بقع الدم الصغيرة على قميصه الغير مرتب : يمممممه ابببني ... يوووم شبيك ؟! متعااااارك عزززة بعيييني ،، صخااام برااس امك ولك شمسووي هيجي بييك ؟؟؟

نعــم
هذا ما تمناه ،،
إنحصر تفكير جدته بهيئته المرعبة بالنسبة لها و تحرك قبلها للداخل واثقا من انها ستتبعه
وهذا ما حصل ،، عند دخوله من باب المطبخ توجه مباشرة للمغاسل و بدأ بتغسيل وجهه و التوتر يلفه !
لا يريد ان يدخل بتحقيقات مع جدته ، الموضوع لا يحتمل التعظيم اكثر !
و الآن لقد ترك كل شئ للينا ،
كيف ستتصرف مع فتاة ان فاقت من اغمائتها سترى امامها وجها ملائكيا ذو عينان اقرب لعينا الذئب بحدتهما !!
بالتأكيد سترعب و من المحتمل ان تصرخ ايضا
ليس بإستطاعته فعل شئ غير ترك كل شئ لتدبير الله .. و من أحسن من الله تدبيرا ؟!

في الجهة الأخرى لينا إنصعقت بوجود فتاة مع اخيها ، لقد قال ان هنالك ' احد ' ،، و لم يقل ' وحدة ' ؛
مالذي تفعله فتاة في هذا الوقت معه ؟
و لماذا هي نائمة ؟ و ماسبب الكدمات على وجهها ؟!
و الاهم .. ما وراء اثار العراك على وجه اخيها ،، تلك الاثار التي افقدت الجدة صوابها ؟؟

كل هذه الاسئلة كانت تدور في رأسها لكنها لم تستطع فعل شئ سوى الصمت و الذهول

حاولت تحريك الفتاة قليلا لكنها كانت بعيدة جدا عن الواقع

علي الأحمق ما انت فاااعل يا ترى ؟!
تنفست ببطئ و قررت اغلاق السيارة على الفتاة و الدخول قبل ان تفتقدها الجدة
و يبدو ان هذه لن تفيق و بالطبع هي لن تفعلها و تقوم بحملها الا ان رغبت بكسر عمودها الفقري !

عندما دخلت المطبخ واجهت نظرات علي بلا مبالاة ،، و قالت لجدته : بيبي لتخافين كلشي ما بيه ،، تلقيه متعارك وية آلن و باجر يتصالحون

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن