الإدانَة الثآنية عَشرْ

3.2K 93 15
                                    

ما إن وصلوا المنزل المهجور منذ مدة نزلت هي مسـرعة قبل والدته ، لتقف بالقرب من السيارة بـ تيه !
لم تدخل هذا المنزل سوى ثلاث مرات ، في أيام عزاء أختي اخيها رحمهما الله ،، لا تعرف به احدا و لا تنوي ان تتعرف ،، مجيئها خصص لـ رؤية الجدة فقط ؛
إكتسبت ثقة اكبر حالما جاورتها حماتها بـ بسمة بشوشة تنير وجهها السمح ، ليترجل هو من مكانه بعد أن أطفأ محرك السيارة فيملأ الفرع السكني بحضوره بالنسبة لها ، حبست أنفاسها بداخل الرئتين ناقمة ، تكاد تجن من هذه المشاعر الغبية التي لا تكاد تتركها من دون تدخلات أغبى في اعظم المواقف !

تقدمهم ليضغط فوق جرس باب المنزل العظيم ببنيانه ' و العظمة لله وحده ' ، و لم يطل الامر كثيرا حتى سمع نبرة رجولية شديدة تتحدث في الـ ' إنتر فون ' متساءلة عن القادم ، رغم كرهه لهذا المنزل و ساكنيه إلا إنه يحب الجدة بالفعل و يود رؤيتها و الإطمئنان عليها ، و الحبيبة ايضا تكاد تحترق شوقا لمقابلتها و بالطبع لن يبخل عليها بتحقيق هذه الامنية ؛
كان في نيته أن يأتون سلفا ، و لكن إنشغالهم في خطوبة شقيقته حال دون مجيئهم في ايام العيد ، ليقرر اليوم إصطحابها مع والدته ، لم يطل الانتظار اكثر من دقيقة ليشرع الباب الالكتروني و يظهر من خلفه احد الحراس الامنيين الذي ما إن رأى الضيف تعرف عليه فقد زارهم من قبل مشبعا بالجنون مع الجدة و رجل اخر !
سأل عن نساء المنزل ، ليزف له الاخر خبرا غريبا بـ أن لا احد هنا فالجميع في المحكمة ،
محكمة !
إستدار نحو الامرأتين لتتدخل والدته محدثة الرجل الامني : يوووم يا محكمة ؟

لم يشأ أن ينشر غسيل أهل المنزل ، فـ ليس هذا واجبه بل إكتفى بقول : الحجية بس موجودة اذا تريدون تفضلوا يمها !

مجيئنا من أجلها يا هذا ، !
فكر هو في طريقهم للداخل عما يفعله الجميع في المحكمة ، لا يعلم إن كان موعد جلسة عبد الملك الرجل الفاسد هو اليوم ، فـ ما زال الوقت مبكرا ، بالإضافة لإن سرمد لم يزل راقدا في المشفى ، إذن من بقي من اصحاب المنزل غير والدة رفيقه و إبنة زوجها ،
يكاد التفكير يصدع رأسه !!
من المفترض أن لا يدخل منزلا لا رجل فيه ، و لكنه لا يأمن من هم هنا ، و لو لا إتصاله مسبقا على الجدة و تأكيدها بـ تواجدها لما جازف و أتى بأهله لهذا المكان المشوب بالجرائم ، و كإن جدرانه تضيق على من لا يعرف معنى الظلم و التجبر !

حينما دخلوا الصالة الرئاسية الفخمة وجدوها في الانتظار جالسة على الاريكة و أناملها المجعدة تتلاعب بـ غرز سبحتها الطويلة جدا ، تلك المكونة من ألف حبة !
لينا سبقت من معها لتتقدم لها بـ لهفة محتاجة : بيييبي

في محاولة لإستقامتها واقفة ثبتتها لين بكف حانية فوق كتفها لتردعها بلطف : لتقومين عيوني ،
ثم إنحنت قليلا لتعانقها بشوق حقيقي و ابتسامة لطيفة ترتسم بنظراتها بسبب الوجوم الواضح و المعتاد جدا من قبل هذه الصارمة ، تبادل الجميع سلاما و تهاني هادئة بـ عيدهم الغريب ، ليجلسوا بجلسة حميمية يفتقدها سكان هذا المنزل حتى بادر عمر بـ سؤاله عن صحتها : شلونج حجيية ؟ إن شاء الله زينة

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن