ما إن وصلوا المنزل المهجور منذ مدة نزلت هي مسـرعة قبل والدته ، لتقف بالقرب من السيارة بـ تيه !
لم تدخل هذا المنزل سوى ثلاث مرات ، في أيام عزاء أختي اخيها رحمهما الله ،، لا تعرف به احدا و لا تنوي ان تتعرف ،، مجيئها خصص لـ رؤية الجدة فقط ؛
إكتسبت ثقة اكبر حالما جاورتها حماتها بـ بسمة بشوشة تنير وجهها السمح ، ليترجل هو من مكانه بعد أن أطفأ محرك السيارة فيملأ الفرع السكني بحضوره بالنسبة لها ، حبست أنفاسها بداخل الرئتين ناقمة ، تكاد تجن من هذه المشاعر الغبية التي لا تكاد تتركها من دون تدخلات أغبى في اعظم المواقف !تقدمهم ليضغط فوق جرس باب المنزل العظيم ببنيانه ' و العظمة لله وحده ' ، و لم يطل الامر كثيرا حتى سمع نبرة رجولية شديدة تتحدث في الـ ' إنتر فون ' متساءلة عن القادم ، رغم كرهه لهذا المنزل و ساكنيه إلا إنه يحب الجدة بالفعل و يود رؤيتها و الإطمئنان عليها ، و الحبيبة ايضا تكاد تحترق شوقا لمقابلتها و بالطبع لن يبخل عليها بتحقيق هذه الامنية ؛
كان في نيته أن يأتون سلفا ، و لكن إنشغالهم في خطوبة شقيقته حال دون مجيئهم في ايام العيد ، ليقرر اليوم إصطحابها مع والدته ، لم يطل الانتظار اكثر من دقيقة ليشرع الباب الالكتروني و يظهر من خلفه احد الحراس الامنيين الذي ما إن رأى الضيف تعرف عليه فقد زارهم من قبل مشبعا بالجنون مع الجدة و رجل اخر !
سأل عن نساء المنزل ، ليزف له الاخر خبرا غريبا بـ أن لا احد هنا فالجميع في المحكمة ،
محكمة !
إستدار نحو الامرأتين لتتدخل والدته محدثة الرجل الامني : يوووم يا محكمة ؟لم يشأ أن ينشر غسيل أهل المنزل ، فـ ليس هذا واجبه بل إكتفى بقول : الحجية بس موجودة اذا تريدون تفضلوا يمها !
مجيئنا من أجلها يا هذا ، !
فكر هو في طريقهم للداخل عما يفعله الجميع في المحكمة ، لا يعلم إن كان موعد جلسة عبد الملك الرجل الفاسد هو اليوم ، فـ ما زال الوقت مبكرا ، بالإضافة لإن سرمد لم يزل راقدا في المشفى ، إذن من بقي من اصحاب المنزل غير والدة رفيقه و إبنة زوجها ،
يكاد التفكير يصدع رأسه !!
من المفترض أن لا يدخل منزلا لا رجل فيه ، و لكنه لا يأمن من هم هنا ، و لو لا إتصاله مسبقا على الجدة و تأكيدها بـ تواجدها لما جازف و أتى بأهله لهذا المكان المشوب بالجرائم ، و كإن جدرانه تضيق على من لا يعرف معنى الظلم و التجبر !حينما دخلوا الصالة الرئاسية الفخمة وجدوها في الانتظار جالسة على الاريكة و أناملها المجعدة تتلاعب بـ غرز سبحتها الطويلة جدا ، تلك المكونة من ألف حبة !
لينا سبقت من معها لتتقدم لها بـ لهفة محتاجة : بيييبيفي محاولة لإستقامتها واقفة ثبتتها لين بكف حانية فوق كتفها لتردعها بلطف : لتقومين عيوني ،
ثم إنحنت قليلا لتعانقها بشوق حقيقي و ابتسامة لطيفة ترتسم بنظراتها بسبب الوجوم الواضح و المعتاد جدا من قبل هذه الصارمة ، تبادل الجميع سلاما و تهاني هادئة بـ عيدهم الغريب ، ليجلسوا بجلسة حميمية يفتقدها سكان هذا المنزل حتى بادر عمر بـ سؤاله عن صحتها : شلونج حجيية ؟ إن شاء الله زينة
أنت تقرأ
أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــم
Aktuelle Literaturابرياء حتى تثبت ادانتهم رواية عراقية للكاتبة (حلم يعانق السما) ابريائنا سيحملو ..معنا وسننتظرهم لحين اثبـــات ادانتهم ...! التي ستثبت حتى ولو تظاهرو البرآءة فلن يعترف هو..ولن تخبره هي ولكنه سينتقم لكبريائه... وهي ستثأر لكرامتها وبين مايفعله ’’هو’’...