الإدانة الثآلِثة عَشَـرْ

4.5K 108 23
                                    

غنائي الحزين....

ترى هل سئمتم غنائي الحزين؟

وماذا سأفعل..

قلبي حزين

زماني حزين

وجدران بيتي

تقاطيع وجهي..

بكائي وضحكي

حزين حزين؟

* * *

أتيت إليكم..

وما كنت أعرف معنى الغناء

وغنيت فيكم.. وأصبحت منكم..

وحلقت بالحلم فوق السماء..

حملت إليكم زمانا جميلا على راحتيا

وما جئت أصرخ بالمعجزات

وما كنت فيكم رسولا نبيا

فكل الذي كان عندي غناء

وما كنت أحمل سرا خفيا

وصدقتموني..

فماذا سأفعل يا أصدقاء

إذا كان صوتي توارى بعيدا

وقد كان صوتا عنيدا قويا؟

إذا كان حلمي أضحى خيالا

يطوف ويسقط في مقلتيا؟

وصار غنائي حزينا.. حزين

* * *


فلا تسأموني

إذا جاء صوتي كنهر الدموع

فما زلت أنثر في الليل وحدي

بقايا الشموع

إذا لاح ضوء مضيت إليه

فيجري بعيدا.. ويهرب مني

وأسقط في الأرض أغفو قليلا

وأرفع رأسي.. وأفتح عيني

فيبدو مع الأفق ضوء بعيد

فأجري إليه..

وما زلت اجري.. و أجري.. وأجري..

حزين غنائي

ولكن حلمي عنيد.. عنيد

فما زلت أعرف ماذا أريد

ما زلت أعرف ماذا أريد

فاروق جويدة


ما زال الصيف يلفح السنة بصفعاته المتقدة حرارة ، فتتوسـط شمس الوجوم كبد الوجوه ، لتجعلهم اشبه بتركيبات الكترونية ، تعمل بـ أزرار مثبته فوق الواح تحكم تتصل بأسلاك مرنة في نهايتها بـ مركز الدماغ ، لتكون الخلايا هنالك هي الممول الرئيسي لـ ذلك التعنف !
و كيف لا تأمر بذلك و كل ما حولها يحز قربها سكين الوجع مهددا إياها بنظرة تحمل من الخبث ابشع صفاته ،؟ متألمون هم حد اللا شعور ،
حد الهذيان
بل حد الصمت !
فـ البوح يمزق بطانة الحنجرة بـ نتوءات الحروف المتصلبة ، !
شهر مضى منذ أن ألصق إسمها بإسمه من دون حول لها و لا قوة ، فـ توفت الروح بداخلها ، لتحرث لها في ثرى الوجدان بيتا ابديا فـ تقتبر به و إن كان الجسد طليقا فوق ارض شهدت إغتصاب بقية العمر على مرأى من رجل المهمات الصعبة !
تكاد تتقيأ بـ ذكرى لم تفارقها لحظة ، و لكن رعبها من حضرة تواجده يجبرها على أن تتماسك و تحتفظ بـ قيئها العفن في ذات الحنجرة لتتقرح مرضا فوق وجعها ، الألذع مرارة يكمن في تعاملهما مع الامرأتين المتواجدتين معها !
كلاهما على يقين بـ أن خطب ما هنالك ، فـ لا زوج و زوجة يكونان بهذا الشكل حتى و إن كانا ينتظران أمرا بـ خنق روح والدها ، فـ هو لم يشاركهم المعيشة بذات الشقة ، بل إكتفى بـ حجز نفسه بـ أخرى مقابلة لـ شقتهن ، و قد حرم عليهن مرارا الدخول لها ان لم يسمح هو !
ولكن تلك المسنة لم تكن يوما ممن للاحكام ينفذون ، فكانت كثيرا ما تدلفها جبرا او رضاءا منه ، ليكتفي هو بالاستسلام لها فقط !

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن