الإدانَـةْ الـثَـآمِنةْ

3.6K 108 20
                                    

إن العالمْ أحوجْ ما يكُون لـ رَجُل بتفكيرْ مُحمدْ " عليهِ الصلآة و السلآم "
هذا النبي الذيِ لُو تُولى أمر العالمْ اليُومْ
لـ وُفِقَ في حَلْ مشـاكلُنا بما يؤمنْ السلامة ْ و السعَـادةْ التي يرنُو إليها العآلمْ

جُورجْ برنـاردْ شو


في أوطاننا ،
يكون الرجـل ' سلطانا ' ، يأمر و على جارياته التنفيذ ، بقلوب منفطرة !
يستبيح قلب هذه ، و روح هذه ، فـ جسد تلك
إن أرهق عليها أن تتحمل غضبه ، و ربما تطاول لسانه أو يده
و إن أرهقت ' تلجم فكيها ' و ترضيه بما تشتهي نفسه !
أغلبهم قد نسيوا تعاليم رسولنا الاعظم ' عليه افضل الصلوات و السلام ' ،
يعرفون من الدين كونهم ' قوامون على النساء ' ، تاركين القوارير من دون رفق !
ويحهم ،
يقهرون بهن رجالا !
فـ تارة زوجا و أخرى أخا و لربما ولدا ،
يقطعون ألسنة الـ ' رجال ' بالتعدي على حرماتهم ،
بئس قوم هم ، و بئس ذكور لا يقربون الرجولة بشئ ، و لا يعتبون أبواب صروحها حتى

تشبهوا بـ آل فرعون و إستباحوا أرواح النساء و أعراضهم ، مزقوا ثوب الطهر بـ مقصات من رغبة حيوانية ، أو إنتقام حقير
فـ تعسا لهم و لـ من تشبهوا بهم ،
و ويلهم من هول يوم عظيم ، !

عجبا ؛
أين هم من تعاليم ديننا الحنيف ؟ أين هم من صوت الضمير الإنساني ؟
فعلوها المرتزقة قبلهم ، و إنتهكوا أعراض بنات امتي ، لكنهم كفرة ، كلاب تربط رقابهم بـ أطواق متصلة بسلاسل تنتهي بـ معصم أمريكي حقير ،
ذاك الرفيق الدائم لـ من هو أرذل و أكثر سفالة من الصهاينة ،
وصل بـ رجال امتنـا الحال ليستبصرون منهم قدوة بدلا من الحبيب الهادي ؟
شر إقتداء ذاك الذي أبصروه ورب الكعبة ،
سحقا لهم و لـ عروقهم الملوثة بأقذر أنواع الحب ، حب الذات ، ذاك المشوب بـ جنون السلطة و عشق المال !
تبا لمن جمع ماله و عدده ، وعده الله بنار الحطمة ، ألا يتفكرون قليلا بأياته ؟
أم إن الاقفال التي اوصدت عقولهم منعتهم من الإقتراب من كتاب الله الكريم ؟
خسئوا في الدنيا قبل الأخرة ،
و لـ عذاب الأخرة أعظم و أكثر تهويلا لو فكروا بمقدار ذرة فقط ، !
و طوبى لمن إستعجل التوبة ، قبل أن تلتف الساق بالساق !


؛

إذا مر يوم ولم أتذكر
به أن أقول صباحك سكر
فلا تحزني من ذهولي وصمتي
ولا تحسبي أن شيئًا تغير
فحين أنا لا أقول أحبك
فمعناه أني أحبك أكثر

نزار قباني


تتلحف بـ غطاء خفيف ، و ذكرى الكابوس تعود لتراود ذاكرتها المتصدئة ، غطت فمها بكفيها المرتجفتين بمحاولة تعيسة لـ كتم شهقات الرعب و الخوف بذلك العنق الطويل ،
شريكتاها في الحجرة تنعمان بنوم هانئ تحسدهما عليه ، و لإن عليها أن لا تزعج سكون منزلهم أكثر قررت كبت نحيبها بها ، و إن غصت به !
شعرت بتبلل الوسادة بدمع مآقيها المنتفخة و ما حولها من الأنسجة ، حرارة أنفاسها ترتطم بقماش الوسادة لتعود فتلفح بشرتها المحمرة ، كادت أن تجن بعناءها المنفرد هذا ،
الخائن ذاته أرسل ايعازاته للعقل حتى يغلف لها فكرة حقيرة مضمونها التوجه لمن يشعر بها و يحسها رغم صمت و سكون يلفهما سويا ،
رفضت ذلك الامر بـ خذلان قلب حينما مرت امامها كلماته التي عايرها بها ، فكتمت الأنفاس البطيئة في المخـدة أكثر حتى شهقت هواءا ملوث برائحة القطن ، لتبعد برأسها مسرعة فتسعل بصوت خافت !
دفعت بالغطاء بعيدا عنها و رغبة جديدة تجتاحها لم تستطع مقاومتها ، لتغادر السرير بخطى متعثرة بسبب الظلام الحالك المحيط بها ، ما إن باتت في الرواق المضئ حثت خطاها مسرعة نحو الحمام الموجود في الدور العلوي ، لتدخله بقدمها الشمال بعد جهرها بدعاء الدخول الى الحمام ' اللهم إني أعوذ بك من الخبث و الخبائث ' ، و من دون غلق الباب خلفها ركضت نحو المغسلة لتنحني نحوها بـ ميلان مجهد و من ثم تتقيأ سوائل المعدة الحارقة للمرئ و الحلق !

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن