الإداَنةْ الـثآلِثَةْ

3.1K 96 14
                                    


غدا وبعده....وطني ستطوي صفحة المحن
تعود نواريس النهرين تزف مواكب السفن
وتختم أم أيوب نهاية رحلة الشجن
نعانق بعضنا بعضا و نردم هوة الفتن
فقدنا نصف أهلينا دفعنا باهظ الثمن
فمن جيل إلى جيل علينا لعنة الزمن
بلينا يا بني و طني بحكام بلا فطن
وأن الأن أن نبني عراقا أمن السكن

كريم العراقي

تتأرجـح النفوس على حبل فاصل بين الخير و الشر ، فـ تارة تميل يمينا ، فـ يبدو أصحابها كـ أطفال بريئـين ، و اخرى شمالا ، لتقارن تصرفاتهم بتلك التي للشياطين !

و من منا من يمكنه أن ينجح بـ عبور ذاك الحبل من دون ان يتمايل بتخبط ؟

فـ كذا كانـوا هم ،
زمرة من بني البشر ، لهم وجهان لـذات العملة !
يتمايلون هنا وهناك بتخبـط و تخوف من السقوط المهلك
فالأسراف باللين يـعصرهم ، و بالقوة يكسرهم !
و لا إستقامة تفلح لمواجهة الأخرين ، فـ الدهر كفل تغيير بني أدم ، ليجبر المستقيم ان ينحني قليلا كي يكمل مسيرته

؛

لم تشـأ الذهاب حيث دعتها والدته بالأمس ، فـ حرج من الوقت هذا الذي تمر به ، تشعر بكل من امامها يحمل معه إحدى الكاميرات الحمقاء ، ليلتقط لها صورا بالطريقة التي ترضي ذهنه !

و لم تجد احدا حتى الآن إستطاع ان ينجح بإقتناء كاميرا غير تقليدية ،
واحدة تستطيـع الكشف عن دواخل النفس و خواطرها
حتى الطبيبان المرتبطة بأحدهما دما و بالأخر شرعا لم يحاولا أن يستخدما أجهزتهما الحديثة لـ معرفة من هي اللين !
بل ربما كانا الاقسـى

جرت من ظلمة بؤس تلون افكارها إثر صوت رفيقتها المستكينة امامها ، تلك التي لاذت بصمت قصير بعد أن أخبرتها عن خطوبتها التي تمت ، ولم تقطعه إلا بـ إستنكار جازم : يعني ، هسة إنتي مخطوبة ، و لواحد خاطب !!


بإبتسامة ساخرة امالت برأسها قليلا ، ثم مدت بساعديها فوق الطاولة لتتشابك الانامل بينها ، و كإنها هكذا تحمي قصتها من ان تهاجم من قبل أحدهم
بعدها إستطرقت بذات الوجه المغلف ببشاشة مصطنعة : و لازم انتي تقولين مبروك


لتنعكس البشاشة و لكن بصورتها الحقيقية على ملامح الأخرى لـ تجيب : و الله من ناحية الـ مبروك ، فمليون مبروك يستي ، بس يعني ، أعذريني .. مدا اقتنع إنو إنتي تقبلين بهيجي شي

لتردف شارحة و تلك تقابلها بـ هدوء باسم : يعني شوفي ، خطاطيبج شيبوا راسي قبل راسج ، فإتوقعت يوم الي تقبلين ،، اكيد حيكون هذا فوول اوبشنز ، و هسة تصدميني بوااحد خااطب ؟ اييي لتبااوعيلي هيجي و انجبي


لتضحك الاخرى بخفوت : شحجيت حتى انجب ؟ ومدا أباوعلج بغرابة ، أتحفيني أنسة رنا ، غردي و بعدين اقلج ليش قبلت

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن