البرآءة الحادية عشر

2.9K 106 9
                                    

يا حب ...لا هدف لنا الا الهزيمة في حروبك ...
فانتصر
انت انتصر .. واسمع مديحك من ضحاياك : انتصر ! سلمت يداك
وعد الينا خاسرين ...وسالما

او ثمّة في الحب أشهى من هكذا هزيمة

المبدع : محمود درويش


بلادي وان جارت علي عزيزة
و' اهلي ' وان شحو علي كرام !

بعد جهد جهيــد إستطاع الهرب بها من منزل والدته ،، و ذلك بوضعه اياها في المراتب الخلفية لسيارته الـضخمة !
توتره وهو يراقب المكان خوفا من ظهور رجال عبد الملك قد اغضبه جدا !
و لكن في نهاية الأمر سهل له الله امر حمايتها من براثنهم مرة اخرى ،
هذه المرأة لو قدمت له حياتها قربانا لن توفيه حق المخاطر التي واجهها من اجلها
وهي بالتأكيد تعلم بالأمر


كانت منكبة على جانبها في المقاعد الخلفية ولسانها يلهج بذكر الله ليطمئن قلبها المرتجف هلعا
واية واحدة بقيت ترددها بـ شئ من الوجع والأمل و الخوف


' وجعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون '


كررتها مرارا و تكرارا حتى سمعته يشتمها و ابيها والـ ' ساعة ' التي تورط بها في مشكلتها الملتوية
انه محق ،، هاهو يخاطر بحياته مرة اخرى من اجل انقاذها ،، حتى و إن قال العكس امام اولئك فهي تعلم بإنه ليس بمثلهم ابدا !

لن يتركها ممكن
ولكنه لن يقتلها ايضا
ان شاء الله !!


أخرج هاتفه وهو يصرخ بـ من اتصل به و تلك المنتحبة فهمت منه انها لينا ،، ما هو فاعل الآن ؟
لقد تورط بها
ادخلته في دوامتها من غير قصد
سيصبح محاطا بإعداء من كل جانب
فتارة ابيها و تارة زوج والدته ،، و تارة فكرة انتقامه لدم اختيه وهذه ماتسبب عداءه لنفسه

ما القرار الصائب الذي سينفذه بحقها ؟
تكاد تجن هلعا
ليس من اجلها فقط ،، و انما من اجله ايضا و من اجل والدتها
وحتى من اجل لينا !!

باتوا محاطين بدائرة حمراء ترغمهم على الرعب ؛
الوضع في البلد مستتب نوعا ما ،، و لكن هذا لا يمنع حدوث مثل هذه المطاردات البوليسية
سيقتل
هذا الشهم سيقتل لا محالة
كثر اعداءه من غير تدخل لا منه و لا منها ايضا
فهو لا يعلم انها تفضل الموت الذي يحاول انقاذها منه على ان تراه هو في محل الخطر بسببها

يظن بإنها سعيدة الآن لردع عبد الملك عن فعلته و لكنه لا يعلم بإنه هكذا قد توغل بها اكثر بكثير عن السابق ،، فـ أمست يصبها الذعر من فكرة ايذاءه من قبل اي طرف !
ماذنبه ان كان يحمل دما عربيا مسلما يخاف الله في عباده ؟
ما ذنبه إن كان رجلا يتمتع بغيرة و شهامة قد ندرت في زمننا ؟
أيقتل او يتذبذب في طرق الخوف و الرعب فقط من أجل إنقاذ إمرأة من اوضاع مزرية و من بين اياد اناس يهوون الدماء ؟

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن