البرآءة الثانية عشر

2.4K 116 11
                                    

طيلة اليوم كان مزاجها معكرا و هي تشعر بضمور في عضلاتها يصعب عليها الحركة الطبيعية ،، حتى العمل لم تستطع اتمامه كما يجب ،، و د.صادق حاول معها كثيرا كي تجلس لترتاح بعض الشئ الا انها رفضت فلا تريد الجلوس و التفكير بكل ما حدث او ما قد يحدث !


شعرت بالغضب يتفاقم بداخل صروح خلاياها العصبية عند رؤية د.ضرغام يقترب نحو الصيدلية .، و بطريقة هرب غبية استأذنت من الدكتور صادق و خرجت من باب الصيدلية الخلفي لتبتعد قدر المستطاع عن المكان
فلا قدرة لها على تحمل هذا الرجل ، و لا تستطيع ايضا تقبل فكرة موافقتها على الزواج منه ، و هذا امر ليس بيدها ،، لا تعلم لم لا تشعر بالإرتياح معه

لقد صدقت رنا ،، ضرغام يحمل كل المواصفات التي كانت تبحث عنها في ما مضى ،، كل الحجج الواهية التي تذرعت بها يوما جاءتها مصقولة و مشرقة في ذلك الضرغام

و لكن هنالك شئ لا تود اقراره ابدا يرغمها على الرفض ،، الا إنها اكيدة بإن علي إن اراد شئ سيحارب من أجل حدوثه في نهاية الأمر و لن يهتم لا بها و لا برفضها المستمر حتى و إن سقطت جاثية تتوسله العدول عن جنونه !
فهي تعلم جيدا ما هي شخصية اخيها ،، فكما حاول اجبارها عنوة على الحجاب ،، سيفعل المثل بموضوع الزواج
و لكنه في الماضي انتظرها حتى اتته خانعة راضية و نادمة تريد لنفسها الاستتار !

اما الان فلا وقت لديه كي يضيعه في انتظارها ،، يريد الخلاص منها او الاطمئنان عليها بأسرع وقت ممكن
معه حق ،، هي لا تريد لومه ،، فوضعه خطر ،، و لكنها ايضا لا تستطيع التهاون معه و تخسر مستقبلها من أجل حالة اضطرارية

انه لأمر غير مقبول ابدا !

لم تعرف اين تذهب ،، ترغب في الهرب بعيدا عن العالم اجمع ،، لو كان الامر بيدها لرافقت جلنار ،، لكن عملها يحتم عليها ضوابط غبية !

وهي في ذروة أفكارها رأت من لا تود رؤيته يقترب نحوها .. اكفهرت ملامحها و عادت اصداء حروف اخيها تعصف بأذنيها لدرجة احست معها بتعرق كفيها و رقبتها

وقف بالقرب و بادر بالسلام فأجابته بالمثل ،، تكلم برسمية تامة : الن اخذ البنية ؟


هزت رأسها بإيجاب وهي تتابع المارة بتوتر داخلي لم يظهر له ولو لحظة ، عاد ليقول : إنتـي .... متأكدة منها ؟؟ يعني عندج ثقة بيها ما رح تقول عنكم شي ؟؟ او حتى تنهزم

نظرت له هذه المرة واجابت : إي ،، مرح تحجي ولاتنهزم

بصدق تحدث : لينا اخوج ديلعب بالنار ترة ،، زمال و مديفكر انو ممكن اذا اهلها عرفوا رح يطيحون حظه ،، و .... إنتي ... لاآآآزم تديرين بالج على نفسج هالايام ،، لااازم !

استنشقت هوائا مشبعا برائحة الادوية والمنظفات ثم همست : الي الله كاتبه يصير

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن