تستكين بإستلقاء متكور فـوق سجادتها ، و بكاءها يتناوب بين عويل منتحب حينا ، و دموع صامتة حينا أخر !
فـ كلما شعرت بضيق الخناق فوق عنقها ، صرخت حنجرتها تطالب يدها بإن تبعد عنها ما يكتم أنفاسها المتهالكة ، لتصرخ بـ إستنجاد ' يارب ' ، فيخدر الألم قليلا .. لكنها تعود فتنبش في ذاكرة الـذهن ، لتحصل على ما لا يسر ،، فـ تصرخ مستنجدة مجددا !
تستخدم طرف الرداء كـ محرمة لتجفيف دموعها و سيلاناتها الأنفوية .. حالها لا عدو يسر له ؛
فـ بشرتها تشـققت لـ دعكها المتواصل من قبل الكثير من المحارم ، و تجمع الترسبات الدمعية المالحة فوقها زاد الوضع سـوءا و شبه تفاعلات حساسية تفعلت في المنطقة لتلونه بإحمرار قان !سمعت نداءات الجدة المتكررة من الخارج ، لكنها لا تقوى الوقوف لتلبية ذلك ، إنها تتوجع !
بل تشعر بـ عبورها اميال فوق مستوى الوجعسمعت ذات يوم إن وجع الولادة هو أعظم الأوجاع الجسدية يسبقه الألم المنبعث إثر الأحتراق التام !
لكن لم لم يتحدث أحدهم بشأن الأوجاع النفسية ، و ما تسلسلها ضمن قائمتهم المبجلة تلك ؟ كان عليهم الإستطراق لهذا الموضوع الفائق الأهمية بالتأكيدفـ أوقات كثيرة يكون الإنسان قد يأس من الشفاء ليرمي بنفسه بـ عجل في قبضة الشيطان منتحرا !
و منه الى درك من جحيـم والله أعلم ؛أوليس ألم كهذا يستحق أن يذكر ؟ على الأقل كـ مواساة لهم ، هم المكتوم على أنفاسهم لدرجة التهالك
نبرات الجدة بدأت بالتعالي ، و التغيير ، و هذا ما أجبرها على الإعتدال بجلستها ، لتنتزع الرداء من حولها بإستخدام يسارها ، فكف يمينها تعاني من تشققات و إنتفاخات كثيرة بعـد أن بدأت تستخدمها كـ منتفس لذلك الكبت
أو كوسيلة لعقاب أناملها الخائنة على جرم إقترفته بحق نفسها !تركت السجادة مع الرداء المبعثر فوقها كما هما ، لتتحرك بخطى ضعيفة نحو الخارج و عينها تنتقل تباعا بين انامل يمينها ، لـ ساعد شمالها .. حيث ذاك الخط الرفيع الذي كان منذ إسبوع جرحا بسكينة حملتها عند محاولة هرب فاشلة لربما كان بإمكانها إنقاذ حياتها ، بدلا من هذا الذي جنته بيدها !
إستغفرت بـ إنكسار ، حيث صرخ بها رائد يترأس البرج السليم الوحيد من أبراج عقلها ليذكرها بقوله تعالى ' قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا 'لكنها كانت مذنبة ، بل مذنبة جدا !
و هي تحتقر ذاتها لـ ذلك الذنب ، فـ هنالك الكثير من الأخطاء بإمكانها أن تصلح
إلا صيانة النفس ، و تثمينها ، فـ إن أرخصت هي ذاتها ، لن تجد من يقيمها بغلاء تستحقه !
لن تفعل
مسـحت بأطراف أنامل يمينها المتوجعة ، ذلك الجرح الباهت ، و كإن جروحها تواسي بعضها بعضا !
أنت تقرأ
أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــم
General Fictionابرياء حتى تثبت ادانتهم رواية عراقية للكاتبة (حلم يعانق السما) ابريائنا سيحملو ..معنا وسننتظرهم لحين اثبـــات ادانتهم ...! التي ستثبت حتى ولو تظاهرو البرآءة فلن يعترف هو..ولن تخبره هي ولكنه سينتقم لكبريائه... وهي ستثأر لكرامتها وبين مايفعله ’’هو’’...