<الإدانة السَـآدِسَةْ عَشرْ>

4.2K 94 8
                                    


يا آدم لا تسأل .. حوّاؤك مطويّه
في زاويةِ من قلبكَ حيرى مَنسّيه

ذلك ما شاءتهُ أقدارٌ مقضيّه

آدم مثل الثلج ، وحوّاء ناريّه !

- نازك الملائكة -

من أنت كيف طلعت في دنـياي ما أبصرت فيا
فـي مقلتيك أرى الحياة تـفيض يـنبوعا سخيا
وأرى الـوجـود تـلفتا سـمحا وإيـماء شـهيا
ألـممت أحـلام الصبا وخـلعت أكـرمها عليا
مـهلا فـداك الـوهم لا تـرمي بـمئزرك الثريّا
أنا في جديب العمر أنثر مـا تـبقى فـي يـديّا
عودي إلى دنياك واجني زهـرها غـضا زكـيا
يـكفيك مني أن تكوني فـي فـمي لـحنا شجيّا

عمر أبو ريشة

يتصلب الجسد بأكمله و كإن به قد أصيب بـ تيار كهربائي يسري بموصل قطره يفوق قطر الارض ، لأول مرة منذ الأزل يشعر تجاه من يحفر صدره ظهرها بعمق هذا الشعور بالإنتماء ، و الله اضحى يحس بها و كإن منها بضعة من جسده تاهت دهرا لتعود للإمتزاج بـ بقية اجزاءه الآن ! مالذي يحدث معه ؟ يتمنى لو بإمكانه عصرها حتى تذوب و تختفي ، به ! لا يدرك حقيقة رعبها مم ؟ أ يعقل انها عانت من العنف الجسدي بسببه ؟ هل يتجرأ قاسم و يمد يده ليؤذي غاليته بـ صفعات ؟ قطيرات من عرق برزت بـ استهتار على الجبين المثلج ، ليميل برأسه قرب اذنها فـ يهمس مجددا حالما شعر بها تكاد تذوي ارضا من بين يديه لتحيل صلابتها لـ ' سائل ' : قتلج لـ تخافين

ألصقها به اكثر عله يطمئن بها الفزع و يكف عن قلبها هذا الارتياع الذي هز له قلبا بين جوانح الصدر المنتفخ .. ليضيق الباب من المتسع الذي يخبئهما بعد فتحه كاملا فيلامس جسدها الممتلئ و ذراعه الملتفة حول عنقها بـ نية سكنته لـ تبرئتها من تهمة ارتضاء البقاء معه فيما لو كان القادم هو عدوه ، زفر بـ نفس كثيف حالما تبين له الشخص الذي كاد أن يأتي بمصرع عقلها ! ابعد ذراعه ليؤشر بـ سبابته طالبا الصمت ممن اقتحمت عليهم جنون خلوتهم و سرقت منه لقمة الاعتراف الشهية : خاالة إصص بس صوتج ، هاية مرتي ، لتخافين و لتصيحين ' تصرخين '

كانت على ما يبدو إحدى عاملات التنظيف هنا ، مسنة بـدينة ملامحها تبث في النفس راحة غريبة ، اولئك الذين يقال لهم خير سمات تلون اوجههم ، كانت منهم ! رفعت حاجباها بـ شك لتتحدث بنبرة مرتفعة نوعا ما : شتسوون هنا ؟ اذا مرتـ ـ

بترحديثها بـ جملة هامسة : صوووتج خالة صووتج هسة افهمج

نقلت انظارا متفحصة نحو الفتاة المستندة بجسدها كاملا على الجدار البشري الناطق ! لتهمس متهمة : اكو واحد يقعد وية مرته هنااا ؟ بسرررعة احجي لا هسة اعيط ' أصرخ ' و الم الناس عليك واسويك فررجة لأمة محمد

هذه المرة التفت ذراعه حول المنتصف الـ ' متورم ' للكتلة الهلامية التي توشك على الانسكاب ، ليشعر بلزوجة قلبه الـ ' متورم ' بدماه ، تحدث ببطئ وهو يحاول عبثا ان يرد لـ زهرة الرمان ' اليانعة ' قليلا من ادراكها الغائب بتحريك جسدها بذراعيه : صدقيني مرتي ، بس عاقدين يم الشيخ و هسة جايين دنثبت بالمحكمة

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن