متغضنة الجبين ، مكفهرة الملامح ، و شاردة الذهن !
تلك كانت سماتها وهي تنتظر مع الجدة في حديقة المنزل الصغيرة المحاطة بالعالي من السور متوسطة بستان تلك المسنة ،، تأخر الوقت و لم يعد ،، تشعر بوجوده قريبا ،، فقد يكون خلف الباب مثلا ؟!
لإنها لم تختبر إحساسها بشأن شئ ما مسبقا لذلك لم تستطع المراهنة ،، جلوسها ذاك و كإنها في مهمة تعزية بأحد المآتم كان ثقيل جدا على قلب الجدة التي لم تكن بحال أفضلتود بشدة أن تقصي هذه المدللة بعيدا عن حياة حفيدها ،، فهي كـ حجارة مجوفة عكرت له صفو ايامه ،، فالحجارة سرعان ما ستغوص لتعود المياه صافية بعدها إلا إن هذه فـللعجب ذات قدرة خارقة على الطفو ،، فلم تفتأ أن تعكر كل ما حولها بإستمرار
إعتادت على عناد حفيدها بكل شئ ،، بالذات ذلك العناد الموجه ضد عبد الملك و ابناءه بشكل خاص ،، لذلك لم تستغرب يوما ما يفعله مع الفتاة ،، و كإنه لا يود سوى إثبات شئ لنفسه او لمن حوله
و لن يتنازل حتى ينجح في الإثبات ،، و يتم إصدار الحكم لصالحه بالطبع !تستند بجذعها على الوسادة التي تفصل بين جسدها و الجدار ،، و ساقاها ممتدان امامها بإرهاق ،، قابلت صمت الفتاة المستقيمة القد بـ صمت أشد وقعا ،
و هما في ذلك الإنتظار المغلف بالسكوت من الالسنة ، تهادى لهم صوت الباب يفتح ، فيظهر من خلفه ذلك الرجل بجثته الضخمة ليلقي نحوهم نظرة خاطفة
يبدو أن نزولها قد فاجأه ،، و هذا مالم يخفيه وهو يتقدم نحو مكانهم بعد أن اغلق الباب ،، بـ هزء إعتادته منه شخر : شو طلعتي من السجن ،، خير شعندج ؟
ليأتيه صوتها مرتفعا بعض الشئ و بغاية الإرتعاش : شوف ،، أني بعد ذرة صبر ما عندي ،، و قعدة ببيتكم ما الي ،، باجر من الصبح نرجع لبغداد ،، و إذا مرجعتني رااح اعيد الي سويته
لم تتوقف خطواته ،، و إنما هدأت شيئا فأخر حتى وصلهم ،، لم ترتسم فوق ملامحه اي علامة تشير على سماعه ما تفوهت به من ترهات ملها !
خلع حذاءه الفاخر بلا مبالاة وهو ينحني ليجلس قرب جدته ،، إذناه إستشعرتا غيظا يصدر من طقطقة اصابع يديها فنهرتها جدته بإهتمام نادر : لتسووين هيجي مو زين ،، و الدنيا حتصير مغرب
هي لم تهتم لتلك العقائد القديمة الطراز ، و عادت لتبحث في طيات اوراقها عن كلام يقال ليترك أثرا ، توسلت صوتها أن يبقى متماسكا حتى تنهي هذه المهزلة : دكتوور ،، اني بعد ما اسمح لأي أحد يتحكم بية ،، و شكرااا رااايتك بيضاا ،، كفييت و وفيت ،، و هسة دا اتوسلك ترجعننني لأهلي !
هنا فقط اعجبه ان يتلاعب بأوتار خلاياها العصبية ،، فينوي العزف حتى يقطعها من خيوط رفيعة لا تخلف بعدها غير الجنون
فخرج صوته ناعم السخرية : لا صدق ؟ ،، زين مو همة هادرين دمج ؟ أخاااف يذبحوج
أنت تقرأ
أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــم
Ficción Generalابرياء حتى تثبت ادانتهم رواية عراقية للكاتبة (حلم يعانق السما) ابريائنا سيحملو ..معنا وسننتظرهم لحين اثبـــات ادانتهم ...! التي ستثبت حتى ولو تظاهرو البرآءة فلن يعترف هو..ولن تخبره هي ولكنه سينتقم لكبريائه... وهي ستثأر لكرامتها وبين مايفعله ’’هو’’...