البرآءة الرابعة عشر

3K 119 18
                                    




وأسألُ نَفسي :
لِماذا أُحبُّكِ رَغمَ اعتِرافي
بأنَّ هَوانا مُحالٌ .. مُحالْ ؟
ورَغمَ اعتِرافي بأنَّكِ وَهمٌ
وأنكِ صُبحٌ سَريعُ الزَّوالْ
ورغمَ اعترافي بأنكِ طَيفٌ
وأنكِ في العِشقِ بعضُ الخَيالْ
ورغمَ اعتِرافي بأنكِ حُلمٌ
أُطارِدُ فيهِ ..
وليسَ يُطالْ
وأسألُ نفسي لماذا أحبُّكْ
إذا كنتِ شيئًا بعيدَ المنالْ
لماذا أحبُّكِ في كلِّ حالْ
لماذا أُحبكِ أنهارَ شَوقٍ
وواحاتِ عِشقٍ
نَمَتْ في عُروقي وأضحَتْ ظِلالْ
وأسألُ نَفسي كثيرًا . كثيرًا
وحينَ أجَبتُ
وَجدتُ الإجابةَ نَفسَ السؤالْ
لِماذا أُحبُّكْ ؟! " "

لـ : عبد العزيز جويدة


؛

كـ أحد الصباحات السابقة ، لا جديدا حدث !
كل ما في الامر إنها اليوم بمزاج أزرق ،، تدور الشياطين من حولها بمحاولة إستفزازية حادة
و كإنها تحتاج لعامل مساعد !

لو كانت بمنزلهم كانت ستـسمح لنفسها بالتعبير عن ذلك الغضب و افراغ ما بجعبتها من حكايا قاهرة لكنها هنا عليها الصمت و الصبر على كل ما يضيق لها قلبا بات لا يحتمل وخزة إبرة

الشعور بثقل تواجدها في هذا المنزل امرا موجعا بحق ،
فـ زوجة عمها لها شخصية مركبة ،، كل حين يقلب حالها لغيره ،، وهي لا تحب ان تتعامل مع شخص ليس لشخصيته ملامح واضحة
امر كذلك يجعلها تنزوي في حجرة الهدوء
اما الفتاتان ، زهراء و سهى فهما نسختان غير مكتملتان من والدتهما ،، و بالنسبة لعمها فهو لا يتواجد كثيرا بينما في اوقات وجوده يشعرها بإنها ضيفة غير مرحب بها البتة !

كثيرا ما راودتها الرؤى حول الخطر المحيط بأخيها ،، لو حدث له امرا سئ ، مالذي ستفعله ؟!
فوق خسارته ستخسر حياتها حتى انقضاء اجلها هي الاخرى !
هو يعلم انها لا تحتمل العيش كـ ' عالة ' على عاتق احدهم ،، و منذ ان تخرجت و بدأت بالعمل المنفرد اكدت له نجاحها في السيطرة على حياتها الخاصة !
و هنا تشعر بأنها مقيدة ،
بل يكاد الاختناق يرغمها على البكاء او الصراخ أو حتى الهرب مما هي فيه
و سبل الهرب بالنسبة لها تتلخص في إثنين ،
فأما ضرغام .. او عمر !

تستغرب علي جدا ،، فهو لم يذكر لها الموضوع منذ عراكهما الاخير ، و لكونها تعرفه حق المعرفة فهي متأكدة بكونه لم يتوان عن الحديث الا و هنالك امرا لاتعرفه !

كانت في المطبخ تحاول تقديم المساعدة بأبسط صورها و هي تقوم بتحضير الفطور ببال شارد نحو عالم اخر
يتهادى لها صوت فيروز بـ ' كيفك ؟! ' !
كيفـك ؟!
ئال عم بيئولو صار عندك ولاد !
أنا والله كنت مفكرتك ، برات البلاد
شو بدي بالبلاد ؟!
الله يخلي الولاد ،، آي
كيييفك إنتتا ؟ ملااا إنتته !

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن