مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريحُ ؟
سَـلاماً أيـُّها الوَطـَنُ الجَريحُ !
تـَشابَكَت النـِّصالُ عليكَ تَهوي
وأنتَ بكلِّ مُنعـَطـَفٍ تـَصيحُ
وَضَجَّ المَـوتُ في أهليـكَ حتى
كأنْ أشـلاؤهـُم وَرَقٌ وَريـحُ !
سَـلاماً أيـُّها الوَطـَنُ الجَريحُ
وَيا ذا المُسـتـَباحُ المُستـَبيحُ
تـَعـَثـَّرَ أهلـُه ُبَعضٌ ببَعض ٍ
ذ َبيحٌ غاصَ في دَمِه ِ ذ َبيـحُ !
وأدري..كبـرياؤكَ لا تـُدانَى
يـَطيحُ الخافِقـان ِوَلا تـَطيحُ
لذا سَتَظلُّ تـَنزفُ دونَ جَدوى
ويَشرَبُ نَزفـَكَ الزَّمَنُ القبيحُ !
سَـلاماً أيُّـها الوَطـَنُ الجَريحُ !
عبد الرزاق عبد الواحد
هي امرأة هزمتني في أول لحظات اللقاء
لكن انا رجل لا يعترف بالهزائم
بشير الشمري
نشيج الروح قد يعلو ليصم الآذان ، و نحيبها قد صم قلبه لـ برهة من الزمن ، كآبة عظمى لفت من حوله لتخنقه ، ماذا فعل ؟ أي ذنب إقترفه بحق احداهن ، لم يكن يوما من فئة الظلمة ، لم سمح لنفسه ان يستأسد و يستذئب قربها ؟ لم لم يقتص انتقامه الغبي بـ طريقة اكثر ' شرفا ' ؟ هو آلمها ، فـ أوجعته ! قد لا تدرك بأنه فعلا يشعر بالندم ، الندم كلمة لم تكن لها معنى في قاموس تصرفاته الهوجاء ، لكنه الآن فقط و بعد عام من ارتداء قناع الوحوش ، يجد نفسه مطئطئا لرأس الرجولة ، باحثا بدواخله عن عذر بجح يبرر به وقح عمله ، أدخلها بدوامة الثأر ، لـ يكون هو أول من يجر بحلزونيتها المرعبة ، بين يديه تأن ، ذاك الأنين الحقير كم كان له دور في حكايتهما .. يتداعى أرضا مستندا بظهره على الباب المؤصد دونهما و ذلك الكائن السخي بإزعاجه الباكي كل ذي برهة ، لتقع هي كـ مغشية بين احضانه ، لا يصله منها سوى تمتمات غير مفهومة لأسماعه ، و واضحة كقرص شمس تموز لـ نابضه ، ذاك الذي لم يكف عن الإرتجاج بصدره ، و كأنه أسير عاد توا لأرض الوطن ، الوطن ! دوما ما تقارن حواء بالأوطان ، و يبدو إنها تستحق ، فكل إبن آدم بـ دونها ' غريب ' ، و لو كان في حضن الوطن ، لكم إشتاقها يا الله
تتوسد صدره بجذعها ، جانب خدها ينام بـ هناء تام فوق عضلة تكاد تنفجر لشدة إرتجاجها ، تهذي بحكاوي غريبة و كإنما حمى ' رؤيته ' قد أصابتها ، من الجنون ان تعود لها حالة الهستيرية الآن ، و كأنما لقياه هنا ، في أرض آل قاسم له من الأثر أعمقه في خدش خلايا المخ و تحفيزها للإنفلات لتجعلها تهيج بأشجانها ، يأتيها بكاء الصغيرة الراجي ، فتقابله بالخمول ، و الجمود .. لتصمت تلك مجبرة ، و لا يطيل الامر حتى تعود متوسلة حضور والدتها الشاردة ، لا تشعر بشي إطلاقا ، و كإن بها قد ألقت بوعيها في قارورة زجاجية لتحكم إغلاقها فترميها في بحره ، بل محيطه ! علي ، لم إخترت العودة ؟ لم أكد أتقبل فقدانك الأبدي و بقائي معلقة بـ جيدك و رباطنا هو هذه الباكية التي لم تكف عن إبداء إنزعاجها من حضورك ، لم ظهرت الآن ؟ فاقد القلب لا يعطي حبا يا حبيبي ، و أنت بـ فقدانك كل شئ لن تستطيع تقديم ' نتفة ' لي و لـ صغيرتك ، لن تفعل ، صغيرتك التي إنشقت من نسبك بفعل قاتل ، و مجرم ، بفعل والدي ، قرة عيني .. إني أتوجع لهذا القرب ، يكاد قلبي يميز من النبض بنبضات ترتعش لوجودك هنا معي و إبنتنا و أمام اعين أسدي ! لم احلم قط بهكذا لقاء ، فمنذ زمن تعلمت كيف أكتم صوت الحلم ، فأكمم فمه و أعصب عينيه و أخيرا أربط كفيه و القدمين ، و بـ برود ميت أشعله بـ ولاعة الواقع ، آراه يتلوى امامي طالبا العون ، لأشيح بوجهي ضعفا و يأسا ، لا تلمني إن عبست لـ رؤيتك ، فإني أخافك و أخافه ! هل تدرك مابي من ضياع ؟ هل يؤلمك كوني إمرأة عتبت الثلاثين و كل مابي يستصرخ الطفولة ؟ إمرأة اعتادت منذ أعوام أن تكون كيسا يلقون فوقه قبضاتهم كمصارعين هائجين ، و لـ ويل قلبي لم أتلق تلك الضربات إلا من كل حبيب و غالي ! فهل لك أن تستجيب لوجعي و ترحل من جديد ، إرحل فما عاد بـ جسدي مكانا لـ كدمة ، إزرورقت حتى اظافري ، فهل لك برحمة لترحمني بها ، سيدي ، نبض قلبي ، إني أشتاقك ، و أتنفسك بالحضور و الغياب ، غادرني قبل أن يزل قلبي و يعترف لك بجريمته الشنعاء ، بجوره بحقك ، أتوسلك الغياب ، لكن قبله إشبعني بك ، فأنا أتضورك شوقا ، صومي إياك يكاد يقتلني ، جفت أوردتي من مصلك ، فهل لك أن تسخى علي بجرعة تكفيني لعام أخر ؟! ضمني إليك أكثر ، علي
أنت تقرأ
أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــم
Narrativa generaleابرياء حتى تثبت ادانتهم رواية عراقية للكاتبة (حلم يعانق السما) ابريائنا سيحملو ..معنا وسننتظرهم لحين اثبـــات ادانتهم ...! التي ستثبت حتى ولو تظاهرو البرآءة فلن يعترف هو..ولن تخبره هي ولكنه سينتقم لكبريائه... وهي ستثأر لكرامتها وبين مايفعله ’’هو’’...