البرآءة الثانية عشر

3.9K 123 26
                                    

شهداؤنا خرجوا من الأكفان
و انتفضوا صفوفا ثم راحوا يصرخون:
عارٌ عليكم أيها المستسلمون
وطنٌ يباع و أمة تنساق قطعانا
و أنتم نائمون


:

"انا لم اكن أدري
بأن بداية الدُنيا لديكِ
و أن آخرها إليكِ..
و أنّ لُقيانا قَدَر
"


بعـد شتائم الاستنكار و الحقد التي اطلقتها حانقة ،، توجهت مع الاخرى لخارج المبنى الكبير ، و داخل كل منهما زوبعة من حكايـآ ، استقرتا داخل سيارة ' عمر ' و إحداهن تكاد تختنق رعبا ، و الأخرى غيضا !!

تجلس في المقدمة في المقعد المجاور لمقعد السائق و طرأت على خيالها ' الاحمق ' رغبة مجنونة تكاد تعصرها عصرا ؛
صورة واحدة ابت ان تفارقها ،، يأتي هو .. و يجلس بقربها ،، و تكون معه في مثواه الخاص ،، سيارته !
و تثبت للجميع إنها هي من تملك قلبه !!

كفاك غرورا يا لين ،،
حتى الآن لاتستطيعين استيعاب كونه اصبح لأخرى ؟
اخرى كان يكلمها منذ قليل و سمعتي كلماته ' الغزلية ' لها ؟

نعم سمعته ، و لكني واثقة بكونه رآني و بدأ بمحادثتها بتلك الطريقة التافهة ،، فقط ليثير غيظي
ومن تكونين انتي ايتها الحمقاء لكي يثير غيظك ؟ يكفيك زهوا و ترفعا و حاولي تقبل الخسارة بروح رياضية


ليست بخسـآرة ،، انا لا اسمي فقدان رجل بجسده فقط خسارة ،، فكونه قلبا و روحا و وجدانا مازال ملكي وهذا امرا محتما فـ يالها من خسارة ' ذهبية '
خسارة متوجة بـ اكليل من ازهار الربيع ،،
تفوح منها العطور الطبيعية .. لتشق انف كل من يحاول الاقتراب من حقيقتها المرة ؛
و سيأتي اليوم الذي ستتغلغل تلك العطور مترأستها رائحة القداح التي اعشق لتشق طريقها في حويصلات زوجته ،، لـ تتلوها رائحة عفنة للحقيقة التي يكفنها بداخل تابوتا يرقد بين اضلعه العوجاء !
و كم سيبدو ظالما قاسيا وقتها ، هه .. سأنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر !!


رن هاتفها قاطعا افكارها من الشرود نحو ' الفضاء ' أكثر و عائدا بها نحو واقع تجد فيه انها بدأت تفقد السيطرة على خلاياها الدماغية في اغوار جمجمتها التي تود كسرها احيانا !

كان علي .. أجابته بنبرة باردة حتى الصعيق و لم يكن افضل منها ،، فكل ما قاله : سأليها عدهه حساسية من البنسلين ؟ بيها مرض ؟ قزرقط ' سم ' ؟

فحدثت تلك المجني على امرها بشئ من اللطف : جووج ،، عندج حساسية من البنسلين ؟ لو فد مرض ؟

أجابتها بكثير من الشرود : لأ ،، مو سألني الطبيب و قلت له


تلك لم تكن افضل حالا من مرافقتها ،، بل اتعس بكثير ،، فهذه همها يشيب له قلب طفل في المهد !
لا تعرف لها مصير و لا حتى حاضر !!
تفتتت عظام اطرافها السفلية و العلوية لخوفها من مستقبل مجهول الملامح ،، لكن كله بقدر و حكمة من القدير ،، و عسى ان تكون خاتمة احزانها و خوفها خيرا لها !

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن