البرآءة الثالثة عشر

3.7K 119 33
                                    

تمنت ان يرحمها عقلها و يوعز لخلاياها بالاغماء او النوم او حتى الموت
المهم ان لا تبق تعاني هكذا طيلة الوقت حتى تصل لمنفاها
رضيت ان تعاقب بجرم والدها و حجتها تريد له الندم ،، و لكن هل ستكون لتضحيتها هذه قيمة ؟!
و ماذا سيحصل إن حدث العكس و قام والدها بـ قتل علي و انصاره ؟!
ستكون حينها قد خطت بأناملها طريقا وعرا ليسلكه اباها بجور و حقد

التفكير ارهقها لدرجة الجمود ،،
ليس بمقدورها فعل شئ سوى المشاهدة بصمت .. تساق نحو مصير غائم و هي كـ واحدة من قطيع اغنام تحدو ورائهم بإستسلام
تعبت
كل جسدها ينبض بها بألم
عينها اليمين تإن وجعا ،، ليصرخ بها جانب وجهها الايسر بوجع اكبر

شكلها يثير الشبهات و الشفقة جدا ،،
حاولت قدر استطاعتها اخفاء وجهها بكف يدها و كان امرا متعبا بحق
عندما اقتربوا من الاراضي الزراعية وصلها صوت جدة ذلك الثائر لدم اختيه قائلة : يوم الن مو هالبستان ، الوراه ماالتنه ،، إمششي و اني ادليك ' أدلك '

هز رأسه بخلق لطيف : زين بيبي .. ما اوصيج بعد على نفسج و البنية

بنبرة لم ترتح لها تلك القابعة في الخلف أجابت : لتوصي

هو ايضا شعر بعدم استحسان الجدة لهذه الفتاة ،، و بالتأكيد تمتلك مطلق الحق في ذلك ،، فالقصة التي لفقها الاحمق علي قد اساءت و بشدة لهذه المجار عليها
كان الله بعونها حتى يتخلص علي من الشياطين المستمتعة بتصرفاته اللا رحيمة

الطريق بين كل هذه الاشجار ،، يمتاز بمنظر يفوق الوصف لروعته .. و بـ عبق الروائح التي تشق الانوف ،
و على رأسها روائح الحمضيات و بالاخص البرتقال الذي تشتهر به هذه المحافظة ،

و لكن هذا كله بالنسبة لإناس طبيعين و حياتهم أمنة ،، أما هي فكادت تختنق بتلك الرائحة التي من شأنها أن ترمي بها نحو الهلاك

دهاليزا بين اراض زراعية لا توجد لها خريطة ،، حتى و إن قررت الهرب فعلا سترمي بنفسها نحو التهلكة
هنا .. ستقتل و تدفن و لن يعلم احدا بإمرها

رجفة سرت بين حناياها فأمطرتها رهبة !
حاولت التماسك ،، فهي قد ادخلت نفسها ' بلا ارادة ' بلعبة خطرة ،، و عليها ان لا تنكسر من الان ،، فالطريق امامها طويلا جدا

عندما وصلوا البستان ،، أو بالأحرى منزل الجدة في هذه الارض
فهي لم تتوقف عن كلمات الحنين و هي تتابع ارضها بـ شوق جارف
منذ سنين طوال انتقلت لـ بغداد و لكنها لم تنس يوما ارضا ترعرعت بها طفلة !

كان منزلا ذو حجم متوسط ،، يقبع قربه اخر بحجم اصغر ،، و يبدو ان الصغير مغلق منذ زمن
اما الاول فأثار الحياة تبدو عليه


اطفأ آلن محرك السيارة و كلمها مباشرة : يللا بيبي ،، نزلي شبعي من ريحة قاااعج ' أرضك '

أبريـــاء حــتــــى تثــبــت أدانـــتهـــمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن